الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سنطلق العنان لعقولنا..........!

مازن فيصل البلداوي

2009 / 1 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أعتقد أنّ الكثيرين قد مرّوا بتجرية الأسغراق في صمت مهيب مثل صمت الموت بعد ان يعزل أحدهم نفسه عن كل مؤثر صوتي متواجد في البيئة المحيطة به لكي يأخذ بتلابيب نفسه ويذهب في رحلة داخل تلافيف المخ الذي يحمله وبالضرورة سيكون حاملا لصورة الكون حسب السعة التي أستطاع الدماغ تخزينها،ويبدأ باستعراض المتواجدات الكونية من حوله بضمنها الكرة الأرضية وكأنه محلّق في الفراغ.
ويحاول ان يمد نظره الى أبعد مايستطيع الى حد أنقطاع اي انعكاس لأي شيء،أي لايبقى امامه الى الظلمة التي لايمكن انتهائها وهي تتفتح امامه كما لو كان في قلب بصلة أو وردة جورية تتفتح أوراقها واحدا بعد الآخر وهو يتطلع الى ان يتفتح الغطاء الخارجي او بمعنى أصح ،الغلاف الخارجي ليرى النور بعده،وفي هذه الحالة المعيارية سنفتقد الى المقياس لأننا اساسا نعلم أن الوردة او البصلة هي جزء من بيئة كبيرة لاتشكل فيها هاتان القطعتان الا جزءا بسيطا للغاية وبمعنى آخر فأنه في علمنا ان ماهو موجود في قلب الوردة او البصلة سيشاهد النور بعد ان تتفتح الوردة او ان تزال قشور البصلة المتراكبة واحدا فوق الآخر ولأن حجمنا كأنسان يعادل حجم الوردة او البصلة عشرات او مئات المرات فأننا بطبيعة الحال نشكل للكون بمثل هذه المعيارية او بمعيارية أكبر،وبما ان في علمنا مسميات النجوم او الكواكب او الغازات وحتى الثقوب السوداء، لذا فأن أي شيء جديد سنراه في استغراقنا ذلك،اما سنجد له شبيها من ضمن الأشياء الموجودة في مكتبتنا الدماغية او نبحث له عن مسمى او شبيه جديد وقد يكون ثمة أشياء ليس لها اي علاقة بما لدينا من خزين سيصبح من الواجب ان نعطيها اسماءا او شبيه اسماء، وهذا مايقوم به على سبيل المثال علماء الفلك عندما يجدوا نجما جديدا او كوكبا جديدا.
أن أطلاق العنان للمخ كعضو مادي بالأنطلاق في تلك الرحاب الواسعة لهو من مبادىء الحرية الحقيقية وهي أساسيات مادعى العلماء والمكتشفين ممن سبقونا لأن يكتشفوا مااكتشفوه واخترعوا مااخترعوه كما ساعد ذلك الأنطلاق من أتى بعدهم ليستمروا بالبحث والتجديد حتى وصلوا وطوروا ما ننعم به نحن اليوم من مكتشفات عديدة ووفيرة وهي آخذة بالأزدياد يوما بعد يوم،وهو بطبيعة الحال لايشير من قريب او بعيد الى تجاوز حالة الحرية المكفولة بالأحترام وتجاوزها الى حالة الأنفلات، فالتطور العلمي يتأتى من أنعتاق العقل من أدوات الأمساك به ليتجول ويتنقل كما هي الفراشات فوق الأزهار ترشف رحيقا من هنا وهناك،وهو ذات الحال للنحل في جمعه الرحيق ليصنع عسلا فيه من الشفاء وبداعة التركيب مالايقل عن مكتشف علمي كبير.
وأطفالنا في مدارسهم هم أشد من يحتاج الى هذا الأنفتاح والتطوير لأن تتفتّح عقولهم مبكرا ليلهموا العلم لهما ويتهيؤا للمستقبل بعقول منفتحة قوية واسعة الأدراك لمتغيرات العصر، فلنبدأ معهم من داخل البيت ونوفر لهم الأسس التي من شأنها ان تكون مفاتيح لمستقبلهم وننتقل معهم الى المدارس ونرى ونسمع كيف يأخذون دروسهم وتعليمهم وكيف هم معلميهم ومعلماتهم وكيف هو أدائهم داخل الصف المدرسي ونحميهم من كل ما من شأنه أن يبعدهم عن مصلحة بلدهم وارتباطهم بأرضهم،ذلك الأرتباط نفسه الذي ارتبط به آباءهم وأجدادهم بهذه الأرض العراقية العظيمة.
أن هذا الأنفتاح سيجعل هؤلاء الأطفال يتبينوا كل خطوة يقوم بها اي شخص يريد أيذاء هذا الشعب مستقبلا ايا كان مستواه او درجته، وان لايكونوا بنفس السذاجة او الطيبة بدرجة كبيرة حد السذاجة التي كانت عند من سبقهم والتي استغلّها من اراد الأيذاء، ودخل منها الى تدمير المجتمع وبناه الأقتصادية وألجتماعية ولما كنّا وصلنا الى مانحن عليه اليوم الأ بسبب ذلك الأنغلاق العقلي ورفض الكثير من قوى المجتع لمبدأ أنفتاح العقل وجعله يتطور بعدما صوّر لهم أعدائهم بأن الأنفتاح سيمسّ بمعتقداتهم وأيمانهم ،والحقيقة أن أنفتاح العقل لم ولن يمس لاالمعتقد ولا ألأيمان وبالرغم من أنّ كلّ الطاقات الشعبية التي وقفت ضد قوى الأستعمار والرجعية التي أحاطت بهذا البلد لم يكن لها مستوى تعليمي عالي لكنّها كانت متفتحة العقل مدركة لما يحصل أو سيحصل الا ان تدخل العملاء حينها استغلّ من هم في خانة ضعاف العقول والتي لاتزال تستغل يوميا في زمننا الحاضر لتمرير مخططات قد أعدّت بليل كالح كلاحة وجوه المخططين ليتسربوا من تحت الأسوار ويناموا داخل حصانهم الطروادي ومن ثم لينهالوا على الناس تقتيلا وهم نيام ، ومن بعد هذا نأسف على مافعلناه ،اذ استأمنّا من هو لايليق بالأمانة لأنه قد استولى على قلوبنا فهي أقرب له من عقولنا وأسهلولأننا نفكر بقلوبنا وليس بعقولنا!
أن قراءة بسيطة لكتب التاريخ ستجعلنا ندرك كم كان الفلاسفة والمفكرون والأنبياء والرسل ومن هم خلفاؤهم يمضون وقتا طويلا في التأمل ويطلقون العنان لعقولهم في رحاب الكون الواسع فتتجول وتعود بأجوبة ألأسئلة التي في رؤوسهم ومنها استنتجوا فلسفاتهم وطوروا عقولهم لتكون متوافقة لمتطلبات تطور مجتمعاتهم وأداموا هذه الأسباب لتلامذتهم كي يهيئوا أجيالا متفتحة العقول للمستقبل تتحمل مسؤوليتها بشكل عملي،فهل سنتعلّم من أساتذة وعظماء تاريخنا الأنساني أم سننتظر الى ان ننتهي من على وجه الأرض!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب أوكرانيا.. معركة خاركيف وتقهقر الجيش الأوكراني |#غرفة_ال


.. حماس تفتح جبهة جباليا مع توسيع الجيش الإسرائيلي لعمليته في ر




.. قوات فاغنر على الحدود المالية الموريتانية . |#غرفة_الأخبار


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في




.. غزة.. ماذا بعد؟| خلافات بين المستويين العسكري والسياسي واتها