الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيث هناك اضطهاد هناك مقاومة ! ردا على مقال : ما هي الصلة بين الجبهة الشعبية الماركسية.. وحماس الإسلامية ..؟

شهاب المغربي

2009 / 1 / 4
القضية الفلسطينية


كتب السيد إبراهيم علاء الدين مقالا تحت عنوان : ما هي الصلة بين الجبهة الشعبية الماركسية و حماس الإسلامية ؟ على صفحات الحوار المتمدن بتاريخ 3 / 1 / 09 و قد طلب في خاتمته من الشعبية أو من يناصرها مناقشة ما تضمنه ، لست عضوا في الشعبية و لا نصيرا لها و مع ذلك أرى أنها تستحق الدفاع عنها دفاع من يري في الظلام الحالك الذي تسبح فيه الأمة العربية بعض شموع مضيئة تنير طريق الحرية و الشعبية شمعة من بين تلك الشموع على عتبات ذلك الطريق الطويل .
استهل صاحب المقال كلامه بما يلي "إذا قيل لك أن الشمس تشرق من الدار البيضاء فلا تعترض .. أما لماذا لا تعترض .. ؟ الجواب : لأن المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اكتشف اكتشافا خطيرا سيغير وجه العالم وسيعيد كتابة التاريخ ويضع شعبنا على طريق الحرية والتحرير إلى آخره "
من يقرأ هذا الكلام يتصور أن أمرا جللا قد حدث و أن صاحبه قد اكتشف ما لم تبصره أعين الآخرين فراح ينبههم إلى اكتشافه الخطير محذرا إياهم من مغبة تجاهل ما وقع ،و لكن ما هذا الحدث المروع يا ترى ؟ انه ببساطة صدور بيان عن المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يفضح فيه المحرقة التي أشعل لهيبها الدامي الكيان الصهيوني المجرم ، تقول العرب : تمخض الجبل فولد فأرا ، هذا أقل ما يقال عن اكتشاف علاء الدين المشار إليه .إن هذه المبالغات تنتمي إلى ذلك الصنف من الكلام الخطابي التهريجي الذي يعتقد صاحبه انه كلما رصف عبارات غرائبية عجائبية فوق بعضها البعض كلما اقنع قارئه المفترض .
وردت في بيان الشعبية كلمات عادية تماما تقال في مثل هذه اللحظات ، بل إنها تندرج ضمن التذكير بثوابت معروفة فالصراع بين الامبريالية و الصهيونية و الرجعية من جهة و الأمة العربية من جهة أخرى صراع تاريخي مستمر منذ عهود و في كل مرة يتمظهر في هذه المعركة أو تلك ، و ما يحدث في غزة الآن حلقة من بين حلقات ذلك الصراع التاريخي المرير ، الشعبية ذكرت بالتناقض الرئيسي ليس أكثر و ليس أقل ، و البيان السياسي من بين وظائفه مثل ذلك التذكير انه يندرج ضمن التحريض بكلمات موجزة ، و ليس مجاله التحليل والتفصيل ، فللدعاية الثورية كما يقول فلاديمير ايليتش لينين في كتابه ما العمل ؟ مجالها و للتحريض مجاله و هذا لا يقوم مقام ذاك .
لقد خلط علاء الدين بين مجالين مختلفين فقرأ بيان الشعبية كما لو كان يقرأ كتاب رأس المال مطالبا ذلك البيان بما ليس من مشمولاته ، و هذا خطأ جسيم في مجال الفكر السياسي ، و قد كان بإمكانه نقد مواقف الشعبية من خلال النظر في نصوصها و كراساتها السياسية ، و عندها كان لاكتشافاته في حال حصولها فعلا معنى و قيمة .

يحاكم علاء الدين المكتب السياسي للشعبية و يشكك في جدارة و كفاءة أعضائه من خلال بيان لم تخرج عباراته عن دائرة ما هو رائج من مواقف الجبهة !! فيا له من مقياس للحكم !!، و يبدو انه صدق نفسه و هو يقوم بهذا العمل النقدي العملاق ، بل انه اعتقد انه اكتشف فعلا الأمر الجلل المشار إليه حتى انه يستدعي القارئ لا لكي يكون شاهدا فقط و إنما لكي يشاركه أيضا الحكم " لنترك الحكم للقاري الذي لا بد انه قادر على إصدار الحكم الصحيح"، يقول ذلك و هو يغمز بطرف عينيه : الم اقل لكم إن الجبهة الشعبية الماركسية أفلست ، بل إن أحد الذين يعزفون على نفس أوتاره كتب في التعليق على مقاله : لقد انتهت منذ زمان . و لا تخفى هنا تلك الإشارة إلى ماركسية الجبهة فعلاء الدين يريد القول أن الماركسيين الفلسطينيين و العرب بشكل عام قد ماتوا أو أنهم على الأقل أصبحوا تابعا ذليلا للأصوليين، و لم يبق في الميدان غير الفارس اللبرالي الهمام و هو يمتشق السيف الأمريكي في وجه الظلاميين الإسلاميين .
وإذا ما واصل المرء التساؤل عن سر هذا " النقد " المطعًم بعبارات من قبيل وصف المكتب السياسي للشعبية بأنه يشبه " مختار الحارة " و انه مفلس فكريا و سياسيا و أن الجبهة تائهة ضائعة ، فانه يدرك أن علاء الدين يبرئ الكيان الصهيوني من جرمه المتمثل في تقتيل الأبرياء في غزة ،واضعا هذا الجرم على عاتق حركة حماس، مشيرا إلى هذه الظروف التي " يسقط فيها آلاف الأبرياء على مذبح البرنامج السياسي لحركة الاخوان المسلمين العالمية ، وفرعها الفلسطيني حركة حماس".
هنا مربط الفرس كما تقول العرب فصاحب النقد العملاق ، مكتشف الحدث الجلل يرى أن ما هو حاصل في غزة ليس سوى نتيجة لإصرار تنظيم الإخوان المسلمين العالمي و حماس كجزء منه ، على تنفيذ مشروعه في فلسطين ، يترك علاء الدين المجرم الحقيقي يسرح و يمرح و يصطنع مجرما وهميا و هو يصيح امسكوه ، اقتلوه ، اقتلوه ، و في الأثناء يواصل المجرم الحقيقي تنفيذ جريمته، و بطبيعة الحال فان المغفلين وحدهم سوف يصدقونه أما الأذكياء فسوف لن يكفوا عن ملاحقة المجرم الحقيقي و مقاومته بما وقعت عليه أيديهم بما في ذلك أحذيتهم إذا ما أعيتهم الحيلة و لم يجدوا سلاحا اشد فتكا ، بينما يظل علاء الدين وحده يصيح في العراء معتقدا أن الناس يتبعون خطاه . و غني عن البيان أن الأمة العربية قد اكتسبت من الذكاء خلال مواجهتها للصهيونية خلال ستين عاما ما يجعلها تعرف من المجرم الحقيقي و من المجرم المزيف فليطمئن علاء و أمثاله بالا .

. يقول بيان المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "" أن ما يحصل اليوم في غزة ما هو إلا أحد الترجمات العملية للصراع القائم في المنطقة بين مشروعين أحدهما مشروع وطني تحرري، والآخر مرتبط بالسياسات الأمريكية الصهيونية". هذا ما لم يعجب علاء الدين فعلق قائلا "هل من المعقول ان كل قدرات وعبقرية أعضاء المكتب السياسي، لم تتمكن من تفسير ما يجري في قطاع غزة بغير ما يكرره القاصي والداني من العامة وبسطاء الناس، المتأثرين بالخطاب الإيراني السوري وأتباعهما "
علاء من الخاصة بل من خاصة الخاصة انه من زمرة المتفوقين الأذكياء الخ .. أما المكتب السياسي للجبهة فهو من زمرة العوام و الدهماء و البسطاء ، الخاصة تقول أن ما يجري عمل جيد فإسرائيل تدمر إمارة حماسستان و تفشل برنامج الإخوان و تنفذ أجندة سوريا و إيران" إن ما يجري في غزة هو معركة تخوضها حماس دفاعا عن مشروع دولتها الاخوانية الدينية "و العامة تقول إن المحرقة ترجمة للتناقض الرئيسي بين الأمة و الامبريالية و عملائها، ليست الحرب على حماس و إنما على الشعب و الوطن. و بالتأسيس على هذين الموقفين المتناقضين بإمكان القارئ أن يختار الصف الذي يقف فيه ، صف الصمود و المقاومة أم صف الاستسلام و الخيانة .
حماس تريد دولة دينية و الجبهة الشعبية تريد دولة اشتراكية أما علاء الدين فيريد دولة ليبرالية ، هذا ما يذكره المقال مما يعني أن الأمر يتعلق ببدائل ثلاث : الاشتراكي و الديني و الليبرالي ، و ما يريده المقال هو إقناع القارئ بان البديل الديني لن تقوم له قائمة ، أما البديل الماركسي فقد توفي منذ زمن و أن المستقبل لليبرالية المتأمركة ، و بالتالي فان المطروح على جدول أعمال الأمة العربية هو الانضواء تحت المظلة الامبريالية و أعوانها في المنطقة الذين وصفهم بالاعتدال مثل المملكة الوهابية السعودية الظلامية و مصر كامب ديفيد و إمارات الخليج القروسطية ، بالإضافة طبعا إلى رسول الديمقراطية في المنطقة الكيان الصهيوني المجرم .
ما يتجاهله علاء و أمثاله من الليبراليين المتأمركين أن المشروع الامبريالي الصهيوني قديم و قد جرب أسلحة كثيرة لقهر الأمة العربية و لكنه لم ينجح في غير تقوية عزيمة الجماهير على الكفاح و الثورة ، و طالما هناك اضطهاد كما يقول ماوتسي تونغ فهناك مقاومة ، سيستمر التناقض الرئيسي بين الشعب العربي و الامبريالية إلى أن يجد حله التاريخي و لن يكون ذلك بغير انخراط الجماهير التي تتظاهر اليوم في حرب شعبية ثورية على الطريقة الفيتنامية و الصينية ، تتوج بتحرير الوطن العربي كله و تحقيق وحدته ، في الصين اعتمدت الأمة المقهورة على أسلحة ثلاث : حزب شيوعي ثوري و جبهة وطنية متحدة و جيش للتحرير الوطني الشعبي و حققت الانتصار على الغزاة اليابانيين الذين شنوا حملات التطويق و الإبادة ، حملة بعد حملة ، أين منها ما عرفه العرب من ويلات ، و لكن من انتصر و من انهزم في الأخير؟ التاريخ وحده يمتلك الإجابة ، و ضع الامبرياليين الأمريكيين و الفرنسيين في فيتنام لم يكن أفضل حالا فقد فروا بجلودهم في نهاية المطاف ، أمة العرب أمامها هذا الطريق و ليست اقل شجاعة و عشقا للحرية من غيرها من الأمم ، و نضالها سيتطور قدما مهما طالت المعاناة و في لهيب المعارك ستنشئ الأسلحة السحرية الثلاث التي تحتاجها كي تنتصر .و ستتحدد المواقف السياسية و الفكرية أكثر فأكثر ، و ستعرف الجماهير كيف تفرق بين السم و العسل بدقة اكبر .و الجبهة الشعبية لا تدعي لنفسها بحسب ما اعرفه أنها بلغت نهاية الطريق و إنما هي شمعة على جنباته كما ذكرت .و يطرح عليها التاريخ التطور باتجاه أن تصبح القوة القادرة على قيادة النضال الثوري الفلسطيني ، مثلما عليها أن تدرك أن ما يحدث في فلسطين يتداعى له الجسم العربي العليل بالتأثر ، و الحلقة الرئيسية المرتبطة بذلك تظل تنظيف سلاحها الفكري و الخروج من التشوش النظري فالماركسية سلاح للانعتاق ، و لن يكون فاعلا إذا لم نتعهده بالصيانة الدائمة .
مأساة الليبرالية العربية أنها مولود مشوه نشأ في أحضان الغزاة المستعمرين و عندما يعبر عن هذا المولود الكسيح أشخاص مثل علاء الدين فلا يترددون في الاصطفاف وراء المشروع الامبريالي الصهيوني ، بعبارات صريحة فان الأمر لا يحتاج إلى تعليق حول هوية تلك الليبرالية و مستقبلها في بلاد العرب .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التحالف مع الإسلاميين
مختار ( 2009 / 1 / 4 - 12:33 )
الإسلاميون كلهم شر والتحالف معهم شر
أنا جزائري وعشت محنة الشر الإسلاموي تكفيرا وتذبيحا ووتنخوينا.
عندما شن الإسلاميون إرهابهم تمنى كثير من الناس لو أن فرنسا، عدو الأمس، تفتح لهم أبوابها ليرحلوا من بلادهم التي ولدت هذا الوحش.
التحالف مع الإسلاميين كما يفعل اليساريون الفلسطينيون، خطر مميت، فمهم لا يمكن الحديث عن حقوق الإنسان ولا عن حرية ولا عن ديمقراطية وكلهما أفكار مستوردة
في ظل الإرهاب الإسلاموي يصبح العدوان الإسرائيلي جنة
وأنا يساري منذ ثلاثين عام، وأنا آسف على كل هذه المدة التي قضيتها إلى جانب أناس هم آخر من يستخلص الدروس من تجارب الحياة. إن الجماهير التي ظللنا نعمل طوال حقب على استمالتها لأفكارنا هي عبارة عن عامة لا يقنعها إلا الإسلاميون بدينهم وجنتهم الموعودة
أما نحن فلم نفعل شيئا من أجل رفع هذه العامة إلى مستوى الشعب
إننا نخاف دائما من مواجهة هذه العامة التي هي أشد علينا وطأة من أنظمة الحكم. لقد عملنا دائما على تبرير تصرفاتها بحجج واهية، ولم نعمل بوصية ماركس: أول النقد نقد الدين.
حماس خطر على الفلسطينيين من إسرائيل، لأن إسرائيل تنتصر علينا بالعلم والاختراع، بينما الحركات الدينية هي أكثر من يبعدنا عن العلم والعقل.
ما أتعس هذا اليسار العربي الملتصق بذيل


2 - عن أي تحرير تتحدثون؟
حميد باجو يساري من المغرب ( 2009 / 1 / 4 - 13:50 )
ليس المشكل كما ذكرت ياأخ شهاب بين الليبرالية والأصولية الإسلامية
بل بين يسارية شعبوية تضع نفسها كتابع للأصوليين والقومجيين ويسارية عقلانية تستلهم فعلا التراث الماركسي بكل غناءه
فقد صدق رفيقنا مختار من الجزائر في تشخيص المأساة التي يعيشها اليسار في منطقتنا العربية
أن نبقى دائما نطبل لأمثال صدام حسين وحسن نصر الله واسماعيل هنية بدعوى اسبقية معركة التحرير ، وحين نبحث عن الحصيلة نجد أنفسنا كيساريين دائما على هامش مجتمعاتنا ومحاصرين من كل القوى الرجعية والسلطوية والأصولية في بلداننا
فعن أي تحرير هذا تتكلمون إذا كان هؤلاء الاصوليون والقومجيون هم الذين سيحكموننا في النهاية
فبئس التحرير وبئس الانتصار


3 - يسار مخيب للآمال
محمد الفار ( 2009 / 1 / 4 - 17:21 )
لن أضيف على ما قاله الأخوان مختار وحميد

ولكن توضيحاً لما قصدتُه بقولي أن الجبهة الشعبية انتهت من زمان،،، أرجو أن لا تفهمه على أن الجبهة انتهت من حيث كونها يسارية،، فهي برأيي لم تكن يسارية نقية يوماً ويكفي أن مؤسسيها كانوا في البداية ينتمون إلى مدرسة القوميين العرب،، ولك أن تقرأ تعليق الأستاذ حميد كشكولي على مقال إبراهيم علاء الدين إذا أردت المزيد عن حقيقة الجبهة... ما قصدته بقولي انها انتهت هو كونها انتهت من حيث كونها فاعلة في الساحة الفلسطينية...

وبما أن حقوق الإنسان أولوية عندي فيكفي للنفور من الجبهة بالنسبة إلي عملية ميونخ التي قام بها أشاوسها ضد فريق رياضي اسرائيلي!!

حضرتك قلت :
-فالصراع بين الامبريالية و الصهيونية و-- الرجعية-- من جهة و الأمة العربية من جهة أخرى صراع تاريخي مستمر-

فهل حماس --تقدمية-- بالنسبة لك؟؟

اما مصطلح -الامة العربية- الذي صرعتنا به فيضع علامة استفاهم كبرى حول اليسار الذي تريده..

عزيزي كفانا تخويناً وكفانا ابتزازاً للمشاعر

ولكن لماذا الاستغراب،، وأنت الذي احتفلت بحذاء منتظر الزيدي على مدى أيام طويلة في منتدى الملحدين العرب...

ألست نفس الشهاب الذي كلما هدأ الحديث عن الحذاء الخطير في المنتدى عاد وأشعل

اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس