الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادة جنرال الغزو في جنرال الخيانة

حمزة الحسن

2009 / 1 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


في كتاب سيرة ذاتية " الجندي الامريكي" يقول قائد القوات الامريكية في الغزو على العراق الجنرال تومي فرانكس إنه التقى الرئيس المصري قبل الحرب في كانون الثاني 2003 من اجل " الاستشارة" حول الحرب القادمة، فنصحه الرئيس المصري بأن يكون" حذرا" لامتلاك العراق اسلحة دمار شامل. يضيف فرانكس في اعترافاته" هذا الامر اصابنا بالهلع ودفعنا الى استخدام اسلحة فوسفورية".

لكن لماذا ذهب فرانكس الى الرئيس المصري من اجل" الاستشارة" قبل الحرب بمدة قصيرة؟ هو السبب نفسه الذي دفع عميلة الموساد السابقة ووزيرة الخارجية اليوم ليفي للذهاب الى الرئيس المصري من اجل " الاستشارة" أيضا.

وعندما دخلت الحرب على العراق يومها الخامس عشر، خرج الرئيس المصري بتصريح مذهل متلفز، قائلا:" اتفقنا على ان تكون الحرب قصيرة".

لماذا ارادها قصيرة؟ واتفق مع من؟ وضد من؟


وقبل الحرب الوحشية على غزة، التقت وزيرة الخارجية الاسرائيلية مع الرئيس المصري الهرم والعاجز" للاستشارة" في الحرب القادمة.

هو اذن يقوم بدور العراب المصري في حروب التدمير ضد العرب. رؤية هذا الهرم والدمية والذليل قد تبدلت في القصر الرئاسي. المواقع والاعداء والأزمنة والمصالح لم تعد هي كما في السابق.

هل هي استحقاقات عجز وهرم وانحطاط الجسد بحيث لم يعد" مستشار الحروب" قادرا على المشي أو الكلام أو الظهور الا بعد تهيئة جسدية ونفسية ومنشطات وشد جلد ومكياج؟ أم هي علامات هرم وانحطاط المؤسسة الحاكمة؟

لماذا حين يتقاعد الحاكم العربي عن الوعي والشرف والحكمة يصير" مستشار" حروب؟

الوحشية عمياء. الكراهية سم يعطل طاقة الامة وطاقة الفرد ويستهلك الامم كما يستهلك الافراد، بحيث يصير كابوس وصورة العدو وشبحه حاضرا في النوم والحلم والمائدة والمشي والطعام. بهذه الصورة تلغي الكراهية المستمرة القدرة على الرؤية والمتعة والجمال وتقع الأمم والافراد في مصيدة الاحتلال قبل الشروع في الحرب: الاحتلال النفسي والجسدي.

جيل كامل في العالم العربي الغيت ذاكرته بعد ثمانينات القرن الماضي. جيل ولد في تلك الحقبة غير مجروح من الوحشية والجنون والغزو. لم تكن صور القتل حاضرة في ذاكرته كما هي حاضرة في ذاكرة الاجيال السابقة.

اليوم تصحح الوحشية الاسرائيلية الصورة وتعيد الذاكرة الى وضعها الحقيقي. جرائم وحروب ووحشية الامس هي ذاتها اليوم.

في كل حرب هناك نصر عسكري وهزيمة اخلاقية: ليس مهما النصر العسكري بدون تحقيق الشروط السياسية. في صراع الارادات يتحول النصر العسكري الى فضيحة علنية وتتحول الحرب الى سلوك عدمي وعبثي وجريمة مفتوحة على العالم ما لم يفرض العدو شروطه.

اسرائيل تكره الجريمة العلنية. تكره الكاميرا.
الجلاد يعشق القبو. في القبو، في العتمة، في الظلام، تكون الجريمة سرية ويضيع صراخ الضحية.

الرئيس والدمية والذليل، التيس المصري، مستشار البرابرة في الغزو، يحتاج الى ايام كي يقف أمام الكاميرا بثياب ثعلب حكيم في الطريق الى حج وهمي. لكنه يحتاج الى ساعات لكي يقوم بدور الواشي على البيت.

اذا رأيتم هذا الذليل مرة أخرى مع جنرال حرب، تأكدوا ان البرابرة قادمون.

استعدوا للاحتفال!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب