الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على القرار الوطني الفلسطيني المستقل

ابراهيم علاء الدين

2009 / 1 / 4
القضية الفلسطينية


من الحقائق العلمية الثابتة ان العامة لا يقدرون المواضيع الفكرية الجادة ذات الدم الثقيل ، او تلك التي تحمل رؤى تناقض قناعاتهم ، لان من صفاتهم الاساسية عدم ادراك سوى لونين فقط في هذا الكون هما الأبيض.. و الأسود.. وهم اصحاب مقولة "من هو ليس معي فهو ضدي"، وكثيرا منهم من تزعجه الحقائق وتثير غضبه ، فيحاول تفريغ ثورته برسالة محملة بما يناقض الكثير مما هو معروف عن ادب الحوار والاساليب الاخلاقية في التعامل مع الاختلاف بالرأي.
ولذلك فان ما اعرضه في هذا المقال ليس موجها للعامة، مع خالص تقديري واحترامي لهم، فردا فردا، لان القضية التي سوف اتناولها وهي قضية القرار الوطني الفلسطيني المستقل تمثل من وجهة نظري محور وجوهر الازمة الفلسطينية الممتدة منذ عشرات السنين، وما تشهده الساحة الفلسطينية اليوم الا احد تجلياتها في سياق تبادل ادوار القوى لانتزاع القرار الوطني من اصحابه الوطنيين الفلسطينيين تارة باسم القومية واخرى باسم الدين. وكانت هذه القضية على امتداد تاريخ الشعب الفلسطيني منذ ما قبل النكبة الكبرى وحتى الان تشكل ساحة المعركة الرئيسية للقوى الوطنية الفلسطينية في كل مكان تواجدت فيه.
اليوم وفي ظل النزيف الدموي الذي يتعرض له سكان قطاع غزة الابرياء في الحرب التي تشنها طائرات العدو على القطاع، وفي ظل البحث عن مخرج لهذه الازمة، وتمكين الشعب الفلسطيني بكل قواه من دحر العدو، واجباره على وقف هجومه الوحشي، الا يجب البحث عن الجوهر الحقيقي لهذه الحرب..؟ وبالتالي التوقف عند الحل الذي اجمعت عليه كل القوى الوطنية الفلسطينية وغير الفلسطينية الصديقة والمحايدة والمعادية وهو العودة للوحدة الوطنية، لمعرفة هل فعلا هناك امكانية لتحقيق وحدة وطنية .. وبالتالي اذا لم يكن ممكنا الاتفاق على برنامج للوحدة الوطنية يضم حماس فما هي الخطوات المطلوبة لاقامة وحدة وطنية دون حماس؟ .
انتزاع المبادرة
في وسط ضجيج القصف وانفجارات اطنان القنابل .. يفترض ان يعكف السياسيون على دراسة الخيارات المتاحة امامهم سواء بالمضي بالقتال او الجنوح الى التهدئة.
وبما ان الحرب تدور في قطاع غزة، الذي سيطرت عليه حماس بالكامل سياسيا وامنيا واداريا وعسكريا، وبالتالي فان خالد مشعل من دمشق او اسماعيل هنية من غزة ومعهما القيادات الحمساوية الاخرى هي صاحبة القرار سواء المضي بالحرب او التهدئة، فانه وللاسف الشديد كل القوى الوطنية الاخرى (سلطة وطنية فتح وشعبية وديمقراطية وحزب الشعب وجبهات ومنظمات واحزاب اخرى) كلها وضعت على الرف لا حول لها ولا قوة، سوى المناشدة وقيادة التظاهرات والتحدث لوسائل الاعلام اما لذرف الدموع على نهر الدم المتفق من حواري ومخيمات واحياء مدن قطاع غزة، ومناشدة العرب والعالم التدخل لوقف العدوان، او للحديث عن اهمية الوحدة الوطنية الى اخره من الكلام الذي (على رأي اخوانا المصريين لا بيودي ولا بيجيب).
فحماس انتزعت زمام المبادرة من الجميع وباتت هي المقرر والمحدد لمجريات الامور بخيرها وشرها. وهذا اعظم انجاز تحققه حماس بعد نجاحها بانقلابها الدموي على السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، وانها بالفعل سوف تقاتل حتى اخر طفل في غزة كما يقول قادتها حتى تخرج من هذه المعركة منتصرة، وهذا ما يعد السيد مشعل والسيد هنية الامة العربية والاسلامية.
ما معنى الانتصار
فما هو معنى الانتصار الذي تسعى اليه حماس..؟ باختصار شديد هو ان يتم الاعتراف بانها هي ممثل الشرعية الفلسطينية، وان على كل القوى ان يعترفوا بذلك، اذن ليس عسيرا ولا صعبا ولا يحتاج لعبقرية اكتشاف ان المعارك الدائرة في غزة خطط لها وتم الاعداد لها .. وتم التنسيق مع جماعة الاخوان المسلمين العالمية، ووظفت في سياقها كل ثقل ووزن وقدرات وامكانات الاخوان المسلمين في انحاء العالم، ولا بد من الاشارة باعجاب الى قدرة الاخوان المسلمين على تجنيد رهط من كبرائهم كبنادق امثال القرضاوي وعاكف والعبيان والعيدان والبيدان والسفياني والشرفاني واسماء اخرى ما انزل الله بها من سلطان كلها ظهرت على الساحة ومجلس علماء المسلمين وكليات الشريعة في جامعات العرب الى اخره كلها تؤازر حماس في معركتها انتزاع حق تمثيل الشعب الفلسطيني.
والاهداف السياسية لحماس واضحة تماما، ولا باس من تكرارها لتترسخ في اذهان الجميع وهي تمكنها من الحصول على اعتراف بشرعيتها السياسية كممثل للشعب الفلسطيني. وان يتعامل العالم مع قطاع غزة باعتباره دولة مستقلة تحت سيادة حماس.
للاسف الشديد هذا ما لا يراه الكثير من المناضلين على اختلاف مستوياتهم وانتماءاتهم في فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية بما فيها السلطة الوطنية، ومن يراه ويدركه لا يبوح به، والجميع هرب واختبأ خلف شعار "ان الموقف الحالي يتطلب وقف العدوان" وهو مطلب ساذج ويدل على قصر نظر شديد ، لان الحرب اذا وقعت لا بد لها من تحقيق اهداف سياسية، وهذه الاهداف بالنسبة لحماس معلنة، فما هي الاهداف السياسية التي تريد فصائل المقاومة الوطنية (فتح ديمقراطية شعبية حزب شعب والفصائل الاخرى) تحقيقها من هذه الحرب..؟
وحتى لو كان لديها اهداف فانها كالعادة عامة ومطاطة وقابلة لالف تفسير، فما هو وزنها في القرار..؟، وهل تركت لها حماس الفرصة لتحقيق مكاسب من معركة هي من خطط لها ونفذها وتقودها وتتحكم بمجرياتها..؟.
ما بين الوحدة والتمزق
لنتحدث بصراحة ايها السادة والاخوة والزملاء ممن تؤرقهم فعلا الخيارات المأساوية التي تنتظر الشعب الفلسطيني، ونسأل انفسنا وغيرنا، ما هو السبب الرئيس لهذا الضعف والهوان، ما هو السبب الرئيس لهذا الانهيار والفشل السياسي الفلسطيني ، بل والفشل على كل الاصعدة؟.اليس السب هو تشرذم الشعب في مؤسسات واحزاب وتجمعات وجماعات دون ان يكون هناك اطار قوي جامع تنضوي تحته بعد ان جمدت منظمة التحرير الفلسطينية، ولم تتمكن السلطة الوطنية من ان تكون بديلا .
دعونا نقترب من جوهر الموضوع : اليس السبب الرئيسي هو ان القضية الفلسطينية لم يكن لها أب أو أم منذ البداية، فتمزقت شظايا وقطعا متناثرة بين هذه النظام وذاك، وبين هذا التنظيم وذاك، طيلة العقدين الأولين ما بعد النكبة؟
وان هذا السبب تراجع عندما اصبحت منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب، وترسخ التمثيل بان تبنى برنامجا نضاليا عام 1974 عندما نجحت الجبهة الديمقراطية بابداع مبادرة برنامج النقاط العشر، ليصبح للشعب الفلسطيني لاول مرة بتاريخه برنامج واضح، تقوم قيادة وطنية فلسطينية مستقلة بالعمل على تنفيذه.
لكن هذه الخطوة التي اسمح لنفسي بان اسميها ثورية رغم اني كنت معارضا لها مع بواكير وعيي السياسي، قد واجهت حربا ضروسا استخدمت فيها كل اشكال الوحشية والبربرية وشارك فيها فصائل وطنية فلسطينية، (جبهة الرفض الفلسطينية) بزعامة سوريا، ثم اليمين المسيحي اللبناني، وايضا بدعم ومؤازرة سوريا، وامام صمود منظمة التحرير، تسلم الراية الكيان الصهيوني لينتهي الامر بغزو لبنان في 82 واجبار قوات المنظمة على الخروج من لبنان الى المنافي البعيده.
وتحت مبررات التباين بين برامج التنظيمات المنضوية في اطار المنظمة جرت وصدامات ومعارك عسكرية دموية كتلك التي شنتها جبهة احمد جبريل وفتح الانتفاضة (ابو موسى) وبدعم كامل من النظام السوري على اخر تواجد علني لمنظمة التحرير في لبنان في ما عرف باسم (حرب طرابلس) او حرب الانشقاق.
كل هذه المعارك كان هدفها الرئيسي هو الغاء القرار الوطني المستقل، ومعظم هذه الحروب قام بها الصديق القومي العربي العروبي بزعامة النظام السوري.
ولا شك ان السجلات التاريخية تحتوي على ادق التفاصيل. لكافة المحاولات التي بذلتها اطراف عدة لسحب حق التمثيل من منظمة التحرير، لكن كل تلك المحاولات فشلت ولحقت الهزيمة بمن نفذها لسبب بسيط لانها كانت محاولات لانظمة عربية بأيدي فلسطينية.
وتارة باسم الدين
وفي الوقت الذي كانت القوى القومية الاقليمية حروبها العسكرية على منظمة التحرير خارج الاراضي الفلسطينية كانت هناك محاولة خطيرة اخرى تجري بالداخل الفلسطيني بدأت تطل براسها العلني من اواسط ثمانينات القرن الماضي، وتمثلت بحركة المقاومة الاسلامية حماس.
لتبدأ بهذه الاطلالة حربا جديدة على القرار الوطني الفلسطيني المستقل وهذه المرة باسم الدين وباسم الاسلام.
وقد استفادت حركة حماس عند تاسيسها من زخم الدعاية السياسية الهائلة للتيار الديني بكل فصائله، وتسخير كافة اجهزة وامكانات الانظمة العربية ما يوصف منها بالرجعية او نصف الوطنية او من لا لون لها، لترويج بطولات المجاهيدن المسلمين الوهمية في افغانستان ضد العدو الشيوعي الكافر، مما ساعد حماس المدعومة بهذه الصورة الدينية، ووسط الجروح النازفة في جسد منظمة التحرير التي ما كادت تلملم جراح طردها من لبنان، حتى انهالت عليها قذائف المنشقين في طرابلس، وخلال مرحلة الرحيل تلو الرحيل، خرجت حماس بعد ان بدأت منظمة التحرير (بفصائلها الوطنية) من استعادة مكانتها وتثبيت تمثيلها الوطني لشعبها عبر انتفاضة الحجارة، حتى خرجت حماس الى العلن تطلب حصة مشاركة لا تقل عن 50 بالمائة من المقاعد في المؤسسات التنفيذية والتشريعية لمنظمة التحرير.
وواصلت حماس هجومها على الشرعية الفلسطينية مدعومة كما سبق واشرنا بكل ثقل جماعات الاخوان في العالم، وبدعم كان يتزايد يوما بعد اخر من النظامين في دمشق وطهران. وازداد هجومها بشدة بعد اتفاقات اوسلو. واخذ اسلوبا دمويا خلال النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي عبر عملياتها الانتحارية لتوجه ضربة قاصمة لجهود الرئيس المرحوم ياسر عرفات الساعية لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتمكنت بالفعل من تحقيق نجاح كبير بتجميد اتفاقات اوسلوا وما جاء بعدها من اتفاقات.
ولاننا لا نقوم بعملية تأريخ فمن يريد العودة للتفاصيل هناك مئات المراجع، فان ما يهمنا هو انه مع ابرام اتفاقيات اوسلو ، وجدت حماس لخطابها السياسي صدى واسعا عند جمهور مضى عليه اكثر من نصف قرن وهو يعبأ بالعنف والقتال، فجاءت حماس بخطاب عاطفي يستند الى ما هو راسخ في قناعة الفلسطيني وثقافته الوطنية حول الصراع مع العدو الاسرائيلي، وايضا وهذا الاخطر جاءت مسلحة بقوة العقيدة الاسلامية وبالخطاب الاسلامي العاطفي ، وسط موجة كانت تكتسح العالم كله شامتة بهزيمة اليسار وفشل الاحزاب الشيوعية، واندحار المعسكر الاشتراكي، وسقوط اليمين (فتح) حسب قول البعض في اتفاق الخيانة مع العدو.
ما هو برنامجكم
لو توقفنا هنا ايها السادة وامعنا النظر قليلا وبتجرد .. لوجدنا انه منذ تلك اللحظة بدأت الازمة الفلسطينية تنهش بالجسد الفلسطيني، وما زالت تتدحرج ككرة الثلج حتى باتت كارثة، نعيش نتائجها الان مع مذابح الابرياء من الشعب الاعزل الغلبان في غزة.؟
هل اجافي الحقيقة عندما اقول بكل هدوء وتجرد ان الازمة الفلسطينية بكل مظاهرها المأساوية، ما هي الا نتيجة لعدم قدرة القوى الوطنية والديمقراطية الفلسطينية على الاتفاق على ممثل شرعي وحيد لهم، وانهم عندما تمكنوا من ايجاده (منظمة التحرير) لم يحصنوه ويدعموه ويشيدوا حوله كل سواتر الحماية، ويوفروا له كل سبل الحماية والرعاية والعناية ، من منطلق ان شعبا بدون اطار وطني يجمع صفوف فصائله الوطنية لا يمكن له ان يحقق الانتصار.
واسمحوا لي ان اقول بانني لا اتباكى على منظمة التحرير فانا من يعتقدوا بانه من المستحيل اعادة بنائها كما يتصورها البعض صورة محسنة عن الماضي.
بل ارى ان السلطة الوطنية الفلسطينية ربما تكون اكثر واقعية لتمثل الكيان الوطني للشعب الفلسطيني .. ومع ذلك فلا لزوم للتوقف هنا كثيرا لان الاهم من ذلك هو ان الجميع تقريبا يتفق على ان التشظي والتشتت والفرقة والانقسام (أي غياب المؤسسة الوطنية القومية القوية التي تمثل القرار الوطني المستقل، أي غياب منظمة التحرير اذا اردتم) هي سبب كافة الكوارث التي لحقت والتي ستلحق بالشعب والقضية الفلسطينية.
وطالما ان الجميع وبلا استثناء يتفقون على ذلك اذن لماذا لا ينبري احد الاطراف او اطراف مجتمعة لتقول للشعب هذا هو برنامج الوحدة الوطنية وهذه هي بنوده فمن يريد الانضواء في اطار الوحدة الوطنية فاهلا به، ومن لا يريد فستكون لنا تصورات لكيفية العلاقة معه.
الا يؤدي مثل هذا الموقف الى تحقيق نوع من التوازن بل والتفوق على المشروع النقيض للمشروع الوطني الديمقراطي الذي تمثله حماس، وعندها لتكون صناديق الاقراع هي التي تقرر من يفوز ويستلم السلطة.
جهود دؤوبة
احترم جدا جهود الرفيق نايف حواتمه الدؤوبة في توضيح بعض النقاط البرامجية، لكن الرفيق ابو النوف وان تتسم بعض اطروحاته بالجرأة احيانا ، لكنه سرعان ما يعود ليخفي راسه وراء شعارات عامة.
لماذا لا يقول لنا العم ابو النوف : هي يمكن لحركة الاخوان المسلمين فرع فلسطين أي حركة المقاومة الاسلامية حماس.. ان تكون طرفا في جبهة وطنية او اطار وحدة وطنية ، وكيف يكون ذلك اذا لم تتنازل عن كل او جزء من برنامجها السياسي والفكري والعقائدي بخصوص الدولة وادارة المجتمع، سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا واجتماعيا. وهل لدى حماس مثل هذا الاستعداد..؟
واسأل الرفاق في كل تنظيمات اليسار- شعبية وديمقراطية وحزب الشعب - هل لديكم قناعة حقيقية بان حماس لديها الاستعداد لقبول برنامج دولة وطنية ديمقراطية علمانية ..؟
أم أن فصائل اليسار لديها الاستعداد للتنازل عن برنامج الدولة الوطنية الديمقراطية الى برنامج حماس دولة الخلافة الاسلامية؟.
واذا كانت الحقيقة تقول ان لا احد سوف يتنازل عن برنامجه للاخر .. اذن اين هو القاسم المشترك بين برنامج حماس وبرنامج تنظيمات اليسار..؟ كم نتمنى ان نعرفه لتختفي حيرتنا ويهدأ قلقنا.
الفرق بين الوطني والديني
ولا تؤاخذوا اذا صرخ البعض منا بوجه كل السادة القادة والزعماء وقال لهم .. ان صمتكم المريب ايها القادة والزعماء هو الذي يؤجج نيران الكارثة..، صمتكم هو المسؤول عن سقوط 2600 شخص في غزة الأبية ما بين شهيد وجريح حتى الان..، صمتكم ايها السادة هو الذي يعطي لحماس الاهلية والشرعية لتجر اهلنا في غزة الى المذبحة .. ، صمتكم هو الذي يعطي حماس المزيد من التبجح والعنجهية لتدعي انها تمثل الشعب الفلسطيني ، وان من حقها ان تأخذه الى حيث تريد في أي وقت تريد.
ولا نعفي السلطة الوطنية ورئيسها السيد محمود عباس، أوقادة فتح وكوادرها من مسؤولية الصمت وعدم توضيح الحقيقة للشعب.
كما انها مسؤولية كل من تنتمي جذوره الى هذه الارض، ومعهم كل المناضلين في العالم، ليقولوا الحقيقة ويكشفوا سبب الكارثة.
يجب الاعلان ان حماس ليست فصيلا وطنيا، انها فصيلا دينيا، لها برنامجها الخاص المتناقض مع البرنامج الوطني الديمقراطي. يجب ان يعرف الناس الفرق بين الفصيل الوطني الديمقراطي وبين الجماعة الدينية.
فمما الخوف..؟ وما الذي سيحدث لو عرف الشعب الحقيقة..؟ الا يؤدي ذلك الى وقف الديماغوجيا الحمساوية المضللة الكاذبة وادعاءاتها الجوفاء.
وحتى لو كنت مخطئا .. واتمنى ان اكون مخطئا .. قولوا لنا اذن لماذا هذا الانقسام والحرب الضارية على الشرعية .. اليس هذا سؤالا بديهيا ويفترض ان تكون اجابته بديهية؟
ارجو الا يقف احد ليكذب على نفسه وعلينا وعلى شعبه ليقول ان هذا ليس وقت نقاش مثل هذه الامور؟؟ اذا لم يكن وقته الان حيث يجري وعلى جثث وجماجم واجساد اهلنا في غزة انتزاع القرار الوطني الفلسطيني، وتترسخ قواعد الامارة الاسلامية فمتى يكون الوقت المناسب..؟
هل الوقت سيكون مناسبا عندما تتوصل حماس لاتفاق تهدئة مع العدو لتعلن انتصارها على الجيش الذي لا يقهر، وتأتي لتنصب نفسها زعيما شرعيا على الشعب الفلسطيني وسط الديماغوجيا والتضليل الشامل الذي يمارسه رجال الدين من جماعات الاخوان المسلمين وغيرهم ، حتى وان جاءت التهدئة التي سوف يسمونها انتصارا على جماجم مئات الشهداء وانين والام الاف الجرحى. فالانتصار بالنسبة لحماس هو تثبيت زعامتها دون أي اعتبار لمن يموت ومن يصاب ومن يجوع ومن يجلس في الطرقات دون عمل.
ان المنعطف الحاد الذي تمر به قضيتنا يتطلب اقصى درجات المسؤولية الوطنية للاعلان بوضوح لا يقبل الشك ، بانه لا يمكن لاي جهة مهما كانت سواء قومية او اسلامية او هندوسية او اممية ان تنتزع القرار الوطني الفلسطيني المستقل من ايادي فصائل العمل الوطني الديمقراطي الفلسطيني.
لان هذا القرار هو الذي يوفر لشعبنا القدرة على بناء دولته الوطنية الديمقراطية الليبرالية والعلمانية.
ولذلك على كافة القوى الوطنية الديمقراطية الفلسطينية ان يعلنوا برنامجهم الوطني واعلان الجبهة الوطنية على اساسه، لتفويت الفرصة عن مخططات سوداء ظلامية قادمة.

ايها السادة شعبنا يريد زعامة للشعب وليس زعماء فصائل.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حجاج بيت الله الحرام يواصلون رمي الجمرات وسط تحذيرات من ارتف


.. حملة انتخابية خاطفة في فرنسا.. وأقصى اليمين في موقع قوة




.. استمرار جهود وحملات الإعمار في الموصل بعد 7 سنوات من القضاء


.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد مع لبنان




.. أطفال غزة يحتفلون بثاني أيام العيد مستذكرين شهداءهم