الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا ليست للسوفيت

عصام خوري

2009 / 1 / 17
الادارة و الاقتصاد


تداولت الأوساط السياسية والإعلامية الأزمة الجورجية بصيغ مشابه لتلك التداولات أثناء الحرب الباردة، وكم تبسم عديد من القوميين العرب مؤكدين على عدم تفرد الولايات الأميركية المتحدة بالقرار العالمي، بالإضافة لتمكن الروس من توجيه صفعة قاسية للاميركين في القوقاز وفي مشروع الشرق الأوسط الكبير.
لا تكمن المشكلة في شعور الفئة القومية، بل تكمن في غياب تفريقهم بين روسيا القيصرية وتلك البلشفية وروسيا اللبرالية الحديثة الآن.

القوميون ينظرون لروسيا بأنها روسيا الحضارة والعراقة والتفهم والالتماس الإنساني والمشاركة بالثروة والسلاح العظيم نحو فقراء العالم الثالث... ويرون أي رد منها على قبيلة المحافظين الجدد في البيت الأبيض، هو بمثابة رد من قبل كل شعوب العالم الفقير. إلا أن روسيا اللبرالية الحديثة بمؤسسها القائد العسكري بوتن ترى العالم بمعايير أخرى، وتبني استراتيجيات نشاطها الاقتصادي والإقليمي بروحية تغزي خزينتها وحدها، بابتعاد عالي الأثر عن دول العالم الثالث الفقيرة.

فقبل أن تقرر الحماية في ميناء طرطوس الاستراتيجي على المتوسط، حصلت على استثمارات سياحية واقتصادية عالية الأثر من الحكومة السورية. وقبل ان تقوم بمناورات مشتركة مع حكومة شافيز، تحصلت على ضمانات عالية بتعاون كامل من فنزويلا بخصوص سعر صفيحة البترول. ورغم شراء إيران كل برنامجها النووي من روسيا، امتنعت موسكو عن استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن لصالح إيران.
من هذه الأمثلة البسيطة نستطيع استدراك معايير فهم روسيا للسوق العالمية وطبيعة الاستثمار النافذ لسياساتها الإقليمية.
الكرملين اليوم مكان جيد لعقد الصفقات الاقتصادية وتوازنات السلام الاستراتيجي في المنطقة، رغم عدم استقرار اقتصاد موسكو، وضعف إنفاقها على التسلح مقارنة بالولايات المتحدة الأميركية.

لكن لنكن حذرين في عباراتنا، فالصفقات يرسمها الكبار فقط، وكل الدول المارقة تبقى محطات في هذه الصفقات مهما علا صوت زعمائها.
وأكبر الأمثلة وأولها كان الرئيس الجورجي الذي علا بمبادرته عن حجم دولته المارقة، فأصابه الأليم من الجار الروسي، وكثير من التنازل العسكري نحو زعماء حلف الناتو. فهل يفهم زعماء منطقتنا الرسالة، أم يصارعون طواحين الهواء على ظهر البغال، تحت مراهنات الحرب الباردة القادمة من جديد.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا