الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلامويون يحاولون سحب بساط الثورة من تحت أقدام الإمام الحسين

حسين محيي الدين

2009 / 1 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم تعد تأثيرات الاحتلال الأمريكي الصهيوني على المؤسسات الدينية في العراق خافيتا على أحد. فبعد أن كان الهمس و اللمز يدور هنا وهناك حول مكاسب مادية و سياسية حققها الاحتلال لها بات على هذه المؤسسات أن تلعب دورا لتزيين صورته أمام السذج من عوام الناس تارة تحت شعار عدم توازن القوى بين الطرفيين و أخرى تحت ذريعة الحفاظ على بيضة الإسلام و ما منحه هذا الاحتلال من حرية في ممارسة الطقوس الدينية بدون خوف أو وجل و ممارسة السلطة من قبل فئات كانت تحلم بذلك من قبل كما بات على هذه المؤسسة أن تغير ثوابت تمس العقائد الدينية و ركن مهم من أركان الإسلام و ثوابته على مدى عصور من الزمن ألا وهو مقارعة الظالم و مجاهدته حتى يتحقق العدل و الحرية و المساواة .معلوم أن كلمة الجهاد و الثورة تثيران الرعب و الهلع لدى المحتل و الظالم أينما وجد و في أي زمان.و المطلوب من المؤسسات الدينية في العراق أن تتعامل مع المصطلحيين بشيء من الحذر و الإهمال حتى لا تثيران جذوة الثورة في قلوب الشعب المحتل. فبدلا من الحديث عن ثورة الحسين وعن أهدافها المرحلية و البعيدة المدى بدأت المؤسسات الدينية تتحدث عن ( حادثة الطف ) و ( مظلومية الإمام الحسين و أهل بيته ) و غدر العراقيين لهم . و كأن تحرك الحسين من المدينة إلى مكة ومن ثم العراق لم يكن فعلا ثوريا هدفه تغير نظام الحكم الجائر و إقامة حكومة إسلامية عادلة بل إن حادثة الطف ما هي إلا نتيجة لرفض الإمام الحسين مبايعة يزيد بن معاوية . و لم يكن يدور في خلد الإمام الحسين (عليه السلام) مبدأ الثورة و التحريض عليها مبررين ذلك بأن الثورة يجب الإعداد لها من تجهيز قوة قادرة على تغير الأمر الواقع و إن خروج الإمام الحسين مع حرائره و أبنائه يؤكد ذلك متناسيين بأن الثوار لا يحتاجون إلا إلى عقيدة ثم مناخ يهيئوه بأنفسهم لنجاح الثورة و الأمثلة على ذلك كثيرة في تاريخنا القديم و المعاصر . و أحاديث الإمام الحسين لا تقبل اللبس و التأويل (( خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي )) و (( لا بيعت ليزيد شارب الخمور و قاتل النفس المحرمة )) و (( لا و الله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل و لا أفر فرار العبيد )) و (( هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك و رسوله و المؤمنون )) و الكثير من الأحاديث التي تحض على الثورة و تدعوا إلى التغير . أما ما تركته ثورة الإمام الحسين من تأثيرات على المسلمين عامه و الشيعة خاصة عند استذكارها فهي تأثيرات لم تعد خافية على أحد و هي التحريض على الثورة و مقاومة العدوان و الانتصار للمظلومين . و إن خطباء المنبر الحسيني في شهر عاشوراء ليس لهم إلا استذكار ثورة الحسين و التذكير بما يعانيه المسلمين في أرجاء المعمورة و الدعوة للتضامن معهم و نصرتهم . و اليوم حيث بدأت تأثيرات العدوان الأمريكي الصهيوني على المؤسسة الدينية في العراق لم يعد أحدا يذكر أو يتذكر ما يقع في عالمنا العربي و الإسلامي و حتى ما يحدث في داخل العراق من مظالم وكذلك (( ما يقع في غزة اليوم )) يشجعهم ذلك ما يمنح لهؤلاء الخطباء من أموال سخية من كل صوب و حدب و ما يدعوا إليه مراجعهم الدينية . لست ممن يدعوا إلى تسييس الدين بل إلى علمنة المجتمع لكني و بنفس الوقت أدعوا أن لا يكون الدين بوقا للتقليل من أهمية ما يحدث هنا و هناك و خطورته لمجرد إرضاء الاحتلال









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ