الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أموال العراق السائبة.. وفرص العمران الغائبة

كاظم الحسن

2009 / 1 / 5
كتابات ساخرة


دافع بول برايمر، الحاكم السابق للعراق عن نفسه امام اعضاء لجنة الاصلاحات في مجلس النواب الاميركي بشأن طريقة صرفه للاموال المخصصة لانعاش الاقتصاد العراقي والتي بلغت (360 طنا من النقد؟)

كما وصفها هنري واكسمان رئيس اللجنة، بنبرة تهكمية وكان جواب برايمر اشد غرابة حيث اقر بان تلك الاموال ليست اموال دافع الضرائب الاميركي بل من مداخيل النفط العراقي والاموال العراقية التي كانت مجمدة بعد حرب الخليج!.
وربما ان برايمر يريد القول هنا، لماذا هذه المحاسبة والمساءلة عن الاموال العراقية السائبة منذ ايام برنامج (الغذاء - مقابل النفط) والتي شاركت فيه دول وشركات ومنظمات وشخصيات سياسية معروفة في هدر هذه الاموال
.
في التقرير الرابع والاخير للجنة الامم المتحدة المستقلة للتحقيق في فضيحة برنامج (النفط - مقابل الغذاء) كشف التقرير عن الوسائل والسبل التي لجأ اليها نظام صدام المباد في استغلال البرنامج الانساني واستخدامه وبمساعدة الامم المتحدة وبعض الدول الاعضاء في مجلس الامن للابتزاز السياسي، سواء عن طريق فرض العلاوات ام الاتاوات ام عن طريق الرشوة.
كنا نتصور ان مواقف الكثير من الدول والشخصيات السياسية من الاطاحة بنظام صدام القمعي، تنم عن رؤية استراتيجية ضمن صراع القوى وتوازنات المصالح لا ان تكون الاتاوات او العلاوات او الرشوة هي بيت القصيد في برنامج الغذاء مقابل النفط، وان معاناة العراقيين من جراء الحصار القاتل، سوف تجعل القوى المؤثرة في مجلس الامن تتعاطف وتساند الشعب في محنته لا لتشارك النظام المباد في سرقة اموال العراقيين وصحتهم وحياتهم! فاذا كانت المنظمة الدولية بهذا الفساد، فماذا نقول عن الاخرين؟ اي اذا كان الملح المطهر قد اصابه الفساد، فما العمل واين الخلاص في هذه العتمة؟.

وكانت بعض الدول والشركات والشخصيات السياسية لها دور المورد للبضائع والسلع الطبية والانسانية والمواد الغذائية لقاء حصولها على محمولات كبيرة، اما من النظام مباشرة او عن طريق عائدات الاتاوات والعلاوات اي ما وراء الاكمة وخلف الكواليس تتم الصفقات الانسانية جبرا على حساب عذابات الشعب العراقي.
المشكلة ان الخلاف بين اوروبا والولايات المتحدة، حول اسقاط (نظام الصفقات غير الشريفة) وصل الى عمق المؤسسات السياسية والعسكرية، فلقد ظهرت بوادر الانقسام في الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي الى حد اتهام (رامسفلد) وزير الدفاع الاميركي السابق، اوروبا بانها تعاني من الشيخوخة؟.
وبطبيعة الحال ان من يعاني من الشيخوخة يحتاج الى كابونات نفطية، تعيله في الايام القاسية، فالنفط الاسود ينفع في الايام السوداء، ونحن كالعيس في البيداء...؟
لا اعلم لماذا تتوارد الى ذهني، حين يذكر برنامج (النفط - مقابل الغذاء) بفضائحه التي تزكم الانوف صورة بعض المتسولين وهم يشحذون بواسطة اصحاب العاهات في الطرق والازقة والاماكن العامة، من اجل استدرار عطف وشفقة الناس.
ويصبح هذا المسكين رهين المصيبتين، العاهة والمهنة التي فرضت عليه من قبل الشحاذ، وهو يدعي انه يقوم بعمل انساني نبيل، انها عدة عمل لايتقنها سوى المحتالين؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد صابر عرب كان وزير ثقافة في أربع حكومات.. ولكن هل كان مح


.. أعظم لقطات السينما المصرية صورها سعيد الشيمي ??




.. إزاي تصور جوه الأتوبيس بكاميرا سينما.. مهمة مش سهلة خالص ??


.. كل الزوايا -ليلة في حب سيدة المسرح العربي .. تكريم الفنانة س




.. وائل شوقي.. الفنان المصري -العبقري- يبهر جمهور بينالي فينيسي