الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعا عن المالكي

ابراهيم زيدان

2009 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


أمر طبيعي ان يدفع الدكتور محمود المشهداني ثمن رفضه سحب الثقة عن حكومة المالكي ، وأضيف اليه موقفه من ضم كركوك الى اقليم كردستان بوصفها ( قدس كردستان ) بتعبير رئيس الاقليم مسعود البارزاني ، وهي التي اجمع العراقيون على انها ( عراق مصغر ) وهي
( مكة العراق ) في نظر المشهداني نفسه .
فلقد كانت ولاتزال قضية كركوك الفتنة التي اوجدها الاحتلال الامريكي من خلال سفيره سيىء الصيت بريمر ، وما على الوطنيين في العراق وهم كثر والحمد لله سوى غلق باب الفتنة هذه واراحة العراقيين قبل ان تكون سببا في تناحر عرقي بين العرب والاكراد لاسمح الله بعد ان فشلت معظم مخططات العدو .
وعهدنا بالحكماء من القوم في العراق في حسمها وجعلها اقليما قائما بذاته وطمأنة الاخوة الكورد بأن اموال نفط هذه المحافظة ستضاف الى ميزانية الحكومة المركزية الاتحادية الفيدرالية ويعني هذا ان المال لن يذهب الى جيب جهة معينة على حساب الآخرين ، لان النفط والغاز هما ملك الشعب حسب الدستور العراقي الجديد والشعب الكردي جزء من الشعب العراقي .
ومن باب التذكير ليس الا حين أسس الاحتلال الامريكي ( مجالس الصحوة ) لم يعترض احد من سياسيي العراق سواء اكان منهم في الحكومة ام في البرلمان ام خارجهما خشية ان يعرضهم ذلك الى مالاتحمد عقباه ، ولكن حين أسس رئيس الوزراء نوري المالكي ( مجالس الاسناد العشائرية ) انبرى له من انبرى بدعوى انها تأسست لدعم المالكي شخصيا وتناسوا ان العراقيين جميعا ينحدرون من اصول عشائرية وان العشيرة لاتزال لها اليد الطولى في التصدي الى الاعداء من اجل تحقيق السلم الاجتماعي الذي يخدم الجميع ، اما الذين يرون ماتحققه العشائر يصب في مصلحة شخص معين او حزب فهم واهمون ، لاننا جميعا ابناء عشائر اصيلة وجميعنا نعود الى اصولنا في جميع الاحوال ، وقد يقول البعض اننا نحتاج الى العشيرة عندما تكون الدولة ضعيفة ، ولكن السيد المالكي اراد ان يكون للعشائر العربية دور في البناء الوطني لان الجميع شركاء في ذلك ، وهذه المجالس ليست كما يصفها البعض ، اذ بدونها لايمكن للعراق ان يجتاز المحن .
ان من يصف اعضاء هذه المجالس ب ( الخونة ) ان كانوا كردا او ب ( الاعداء ) ان كانوا عربا انما يتجه لتأزيم الوضع وجره الى مشكلة قد لانعرف نتائجها ، كما انه يطعن في وطنية ابناء العشائر هذه ويضعهم في الخندق المضاد للعملية السياسية عنوة .
كنت اتمنى ويتمنى معي العراقيون لو ان هذا الصوت الرافض قد ارتفع حين تشكلت مجالس الصحوة ، اذ ان قبولها ينسجم وتوجهات الاحتلال ولذا سارعت الحكومة حين تسلمت مسؤوليتها الى دمج الكثيرين من اعضائها في القوات الامنية وهو الامر الذي كنا ننتظر رفضه من المعترضين على تشكيل مجالس الاسناد لانه يمثل خرقا للاجهزة الامنية خاصة وان اغلب اعضاء الصحوات عدا تلك التي تشكلت في محافظة الانبار كانوا الى وقت قريب جزءا من تنظيم القاعدة الذي عاث فسادا وقتلا وتدميرا ولايزال في ابناء الشعب العراقي ، وصمت هؤلاء ليس في صالحهم لانه يعبر عن رضاهم في ابقاء الوضع الامني هشا .
لقد سار المالكي على نهج سلفه الدكتور ابراهيم الجعفري الذي دفع هو الآخر ثمن موقفه من كركوك فاتهم بالطائفية ، وقد زاد المالكي على ذلك فنعتوه بالدكتاتور لكونه لم يستجب لاهوائهم التي تضر بالعراق وأهله ، وقد لوحوا في اكثر من مناسبة الى تشكيل ( حكومة انقاذ وطني ) وطالوا ب ( الاصلاح الوطني ) ، وحقيقة المطلبين هو ابعاد المالكي عن رئاسة الوزراء بأي شكل من الاشكال ، وكان حريا بهم ان يعاضدوا الرجل على ماتحقق كي تمضي سفينة العراق الى بر الامان خلال الاشهر المتبقية من ولايته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا