الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا احب السجالات المشخصنة ولكن ..!!

ابراهيم علاء الدين

2009 / 1 / 5
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


كم اتمنى ان يتوفر لدي وقتا كافيا للتواصل مع السادة الزملاء والاصدقاء الكتاب الذين اقدر وأثمن اهتمامهم بما اكتب سواء من يتفق معي بالرأي او يخالفني، لما في ارائهم سواء جاءت في رسائل خاصة او تعليقات، او مقالات، من عظيم الفائدة في توسيع مداركي وتصويب مواقفي وتثبيت الصحيح منها، ومراجعة الجوانب التي ابتعدت فيها عن الصواب.
ولا بد من الاعتراف انني اتبنى مواقفا من الواضح انها ليست مواقف "جماهيرية" أي لا تحظى بقبول جماهيري واسع " وفي تعبيراخر "ليست مواقف شعبوية" .
لذا فمن المنطقي ان اكون واحدا من الاقلية التي تسعى لترسيخ رؤى جديدة تعتبرها الاكثرية غريبة خاطئة خارجة عن الاجماع، تتعارض مع ما هو سائد في اوساط الجماهير، وتتناقض مع الثوابت المتعارف عليها، ويذهب البعض من الاكثرية الى اتهامي ومن هم مثلي من الاقلية بالعمالة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وتصل الى العمالة للامريكان وللصهاينة، ولامارات الخليج التي يصفونها ب " القروسطية " رغم تقدمها الهائل في كل الميادين مقارنة بدول الممانعة التي يتغنون بها.
واعترف انني اقبع ضمن الأقلية التي ترفض بشدة ان تكون مجرد عبيدا لافكار عفا عليها الزمن، من أي جهة جاءت، اقلية ترفض الفكر السلفي بكل انواعه القومي والديني والماركسي والليبرالي والعلماني، أي فكر مهما كان نوعه لا يكون نتاجا لاستخدام العقل بشكل حي وحقيقي وعملي،
واعترف انني انتمي لأقلية ترفض ان تساق الشعوب كالنعاج الى مسالخها لتذبح من الوريد الى الوريد، في مسلخ دعاة التطرف والدجل والهرطقة والتكفير، او في مسلخ دغدغة العواطف القومية، الذين يعلقون الشعوب من كعابها باوهام الامة العظيمة ويهربون من ابسط المهام الوطنية المحلية الصغيرة.
واعترف ايضا بانتمائي لاقلية لا تؤمن بالثوابت ولا تتعامل مع التراث باعتباره مقدسا، ولا تقدس الافراد مهما كانت اسمائهم او صفاتهم، او افكارهم ، كما ان هذه الاقلية لا تؤمن بالنمطية، والثبات والجمود سواء للمؤسسات او الافراد او الافكار.
ولانني من هذه الاقلية غير الشعبوية، ومن منطلق التمتع بحرية فكرية هائلة، لا احد اكرر لا أحد يفرض علي امرا مهما كان وزنه صغيرا او كبيرا، ولا وجود لرقيب او حسيب، سوى الرقابة الذاتية التي تنطلق من انتمائي العميق لوطن احبه واعشقه، ولشعب افخر وبكل شموخ بانتمائي له, ولانني ادركت منذ بدايات العمر انه دون الاستقلال الاقتصادي لا توجد حرية، وتمكنت من تحقيق هذا الاستقلال منذ وقت مبكر، لكل ذلك فانا اتمتع بحرية كاملة فكرية واجتماعية واقتصادية وحتى في ميدان الحركة والتنقل وتنوع الاعمال التجارية في ميدان الاعلام، وفي بلدان متعددة.
لكل ما سبق ارفض الدخول في سجالات صغيرة، خصوصا مع اولئك الذين لا يدركوا الفرق بين الحوار الفكري او السياسي، بمناقشة الافكار وتفنيدها وتبيان خطأها وحتى نسفها من اساسها، وبين شخصنة الحوار واطلاق الصفات والاوصاف على الكاتب، ليصبح مرتزقا او عميلا او خائنا او كافرا الى اخر الصفات.
لا احد في الكون سابقا او لاحقا كان قوله هو الحقيقة المطلقة، كل ما يقوله البشر هو وجهات نظر، يتفق معها البعض، ويعارضها البعض الاخر، ويؤدي التفاعل بين الافكار الى ارتقاء البشرية ونمائها وتقدمها وتطورها، فالايمان بحرية الراي مسالة اساسية لا يمكن بدونها ان ترتقي امة.
والحرية الفكرية لا حدود لها .. وليس من حق احد ان يضع لها حدودا، حتى لو كانت افكارا فوضوية مجنونة ، ففي العالم المعاصر هناك من يعبد الله وهناك من يعبد الشيطان وما بينهما، ومن حق أي كان ان يدافع عن افكاره، ومن حق من يخالفها ان يفندها ويكشف زيفها وضلالها، بشرط الابتعاد عن الشخصنة.
ومن الحقائق التي لا بد من الالتزام بها ما امكن ان المؤسسات العامة ليست بمنأى عن النقد، بل ان الواجب يتطلب من الجميع بغض النظر عن علاقتهم بهذه المؤسة او تلك ان يقوموا بنقدها وتبيان اخطائها وهفواتها وسقطاتها، لانها وجدت لخدمة الانسان الفرد، وبالتالي من حق الفرد نقدها وبشدة اذا رأى ما يستحق النقد.
وهذا النقد يساهم في تطوير المؤسسة وارتقائها وتطورها، وعلى قادتها ومسؤوليها ان يشجعوا النقد بكل اشكاله ومستواه، ومن يرفض هذا السلوك فهو شخص مغلق من اتباع وتأبيد الثوابت سواء كانت افرادا او مؤسسات.
ولانني من الاقلية المشار اليها فانني اعمل وبكل جهدي لتوسيع صفوف الاقلية لتصبح اغلبية، وبكل ثقة استطيع القول ان اعداد المنتمين الجدد لهذه الاقلية يزداد كل يوم، وليس ادل على ذلك من الاقبال الهائل من الزوارعلى مواقع الاقلية مثل الحوار المتمدن، وشبكة الاعلاميين العرب، ومن يشبههما من المواقع التي يزيد عددها لتزيد معها قوى الاقلية التي تخوض معركة ضارية ضد الثوابت السلفية والجمود العقائدي، والخطابات العاطفية قومية كانت او دينية.
ايها الاخوة والزملاء والاصدقاء .. المؤسسات ايا كانت ليست فوق النقد .. برامج الاحزاب وتصريحات هيئاتها القيادية ليست فوق النقد، الحكومات ليست فوق النقد، العقائد والافكار والقيم والاعراف ليست فوق النقد، باختصار لا تقديس للافراد .. لا تقديس للمؤسسات .. لا تقديس للافكار.

همسة للبعض: الرد على وجهات النظر تتطلب عدم تحوير ما جاء فيها
وشعارنا : الخلاف بالراي لا يفسد للود قضية














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحرية في التفكير شيء رائع لكن...
مازن كم الماز ( 2009 / 1 / 5 - 05:39 )
أحسدك يا عزيزي على تمتعك بقدرة على ممارسة الحرية بأقصى ما يمكنك و أنا أرفض تماما أن يكون مفروضا عليك أو علي أنا أو على أي كان ضرورة ممالئة السائد الشعبوي , أو السلطوي من أي جانب جاء , اعتراضي هنا هو على وصفك دول الخليج بالمتقدمة , اسجل تحفظي هنا , لا لإعلاء شأن دول الممانعةفهؤلاء زي بضعهم إذا تجاوزنا قشرة الممانعة أو الاعتدال , بل إعلاء لشأن الناس الذين تسحقهم هذه الأنظمة هنا و هناك..


2 - الحرية الفكرية
مواطنة ( 2009 / 1 / 5 - 12:10 )
الاخ ابراهيم : تعتز في مقالتك بحريتك الفكرية وهذا جميل لكنه حق لكل انسان ويبدو لي انك فلسطيني وهذه ليست شخصنة ولذلك اكتب لك كفلسطينية تعيش في الداخل .واشعر انك تتهجم بشكل كبير على خيارات الشعب الفلسطيني الذي انتخب حماس في 2006 وفي انتخابات نزيهة .وقد مررت على مقالاتك التي تمجد فيها السلطة الوطنية الفلسطينية وهذا حقك لكن الشعب في الداخل كانت له حساباته ونظرته الى اداء السلطة ولاقل اداء فتح بالتحديد قد يكون ابو مازن من وجهة نظرك بطل لكننا في الداخل لم نر ذلك وهذا حقنا نحن رأينا فيهم مجموعة من الفاسدين الذين وبعد فشلهم في الانتخابات اصبح شغلهم الشاغل تأليب الرأي العام العربي والدولي ضد خيار الشعب الفلسطيني لم يعد الناس في الداخل يهتمون في التباكي على القرار الوطني المستقل ومنظمة التحرير .واعجبني انك تكتب عن التفكير العلمي فهل من التفكير العلمي ان تتهم االحكومة التي حصلت على ثلثي اعضاء التشريعي بانها غير شرعية واعتبار الحكومة التي حصل رئيسها على 2% من الاصوات شرعية بالمناسبة انا من منتخبي الطريق الثالث الذي يمثله سلام فياض لكن الموضوعية تقتضي الاعتراف ان حكومته غير شرعية الا في قانون الغاب


3 - الاخت المواطنة حماس لم تحصل على اغلبية
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 1 / 5 - 13:30 )
الاخت المحترمة -- مواطنة .. لك مطلق الحرية في تحديد خياراتك .. ولكن ليس لك الحرية في اتهامي بانني اتهجم على ما اعتبرتيه خيارات الشعب الفلسطيني .. وذلك لسببين رئيسيين .. الاول ان عبارة خيارات الشعب الفلسطيني فيها اطلاق وتعميم وكان الشعب الفلسطيني كله قد اختار حماس .. وهذا لم يحدث على الاطلاق وكان الاحرى مثلا ان تقولي انك تتهجم على خيارات جزء من الشعب الفلسطيني وقد تضيفي كلمة كبير او عظيم او ما شئت لتدللي على حجم الذين اختاروا، لانه لم يحدث ان اتتفق الشعب كله في اي مكان في العالم حول اي قضية في العالم .. بما في ذلك الله سبحانه .. فاذا كانت هناك رؤى ومعتقدات وتباينات وخلافات حول الله خالق الكون .. فكيف يمكن ان تتوحد خيارات الشعب الفلسطيني .. ولذلك اعتقد انه جانبك الصواب في استخدامك لعبارة -انك تتهجم على خيارات الشعب الفلسطيني- وكان الافضل لو قلت انك تتهجم على خيارات بعض الشعب الفلسطيني او اغلبية الشعب الفلسطيني.
ثانيا : يبدو انك لم تقرأي نتائج انتخابات المجلس التشريعي جيدا لذا فانصحك ان تقرأي مقال لنا منشور في هذا الموقع المحترم تحت عنوان : التسامح الديني لدى غالبية الشعب الفلسطيني سيهزم مشرع حماس - .. لتتطلعي على النتائج الحقيقية لانتخابات المجلس التشريعي عام 2006
ملاحظة : هن


4 - الاستاذ الكريم مازن كم الماز
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 1 / 5 - 13:39 )
تشرفت باهتمامك ومرورك واتمنى لك ولكل الزملاء ولكل شعوبنا ان تتمتع باقصى درجات الحرية في كافة الميادين
اما بالنسبة لوصفي بدول الخليج بالمتقدمة فذلك لعدة اسباب من اهمها انها فعلا متقدمة جدا من كافة النواحي العمرانية والحضارية والعلمية والاقتصادية وقدد تسغرب لو قلت لك انها متقدمة ايضا من الناحية الاجتماعية عن معظم الدول العربية مع استثناء وحيد هو لبنان وتونس الى حد ما
ولذلك فان وصفها بالقروسطية وصف غير دقيق اطلاقا لان وصف مجتمع بانه مجتمع من القرون الوسطى يعني كافة مكونات المجتمع ما زالت شبيهة بما كانت عليه الحال في القرون الوسطى وفي ذلك مبالغة كبيرة وكما تعلم ان المبالغات الكبيرة تناقض الموضوعية.
شكرا لحضرتك مع اطيب الامنيات


5 - الغرابة ليست لديك سيدي
قاريء ( 2009 / 1 / 5 - 14:20 )
في الحقيقة استاذ افكارك هي الافكار السائدة هذه الايام
والعكس ...الغريب السعيد ان نجد كاتبا مثقفا يحمل اراء مخالفة
لرايك وكأن الثقافة والتطور تعني ان نعاكس ثوابتنا ومبادئنا
التي اثبتت الايام ان فلاحنا بالاصرار عليها


6 - أصبت
سوري 2 ( 2009 / 1 / 5 - 14:41 )
نِعم الأقلية التي منها يا أستاذ ابراهيم ، وقد أصبت تماماً بما توجهت إليه في هذا الرأي الذي أوافقك به تماماً واشعر بأني أنتمي إلى هذه الأقلية ، لكن على وضعنا نحن تلك القلية التي تحدثت عنها ينطبق عليها القول الشائع - على من تتلو مزاميرك يا داوود -.ولك مني كل الشكر يا استاذ ابراهيم.

اخر الافلام

.. ماذا يعني صعود اليمين المتطرف في أوروبا للجاليات المسلمة وال


.. إسرائيل: أعداد متزايدة من المتظاهرين والمظاهرات ضد نتنياهو و




.. تراجع شعبية ماكرون تصعب حملة معسكره الانتخابية.. ماذا عن وحد


.. فيديو. الشرطة الإسرائيلية تستخدم خراطيم المياه لتفريق متظاهر




.. إصابة شخص واعتقال 9 في اشتباكات بين متظاهرين والشرطة الإسرائ