الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2009عام المفاجآت الغير متوقعة من الشعوب العربية

إبتهال بليبل

2009 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ربما من يقرأ عنوان مقالتي ستتقافز إلى أذهانهُ ، أفكار وأحداث ومفاجآت طالعه وبرجهُ ، ومدى جاذبيته بين الأفلاك وغيرها من التوقعات الفلكية ، ولما لا فربما تلك الفكرة التي قفزت بسرعة إليك هي فكرة صحيحة ، فكلنا اليوم أصبحنا من هواة قراءة الطالع والحظ ، فطالما نحن نعيش في عالم مليء بالأحداث الغريبة والتغيرات السريعة ودون سابق إنذار ... وحتماً أن لهذا الجانب أهمية كبرى في حياتنا ، ولا داعي للاستغراب لما ذكرتهُ ، فالكثيرون ممن يكتبون نتاجا تهم ما هي ألا عبارة عن قراءة وتحليل وهذا يقع ضمن تلك الفقرة أيضاً .. وبما أنني أحد الذين يكتبون قررت اليوم أن اقرأ ما كتبهُ طالع أيامنا لعام 2009 وحسب تخميناتي وعيني الثاقبة للحدس المجهول والموجع ، ومن باب الألم والقهر والفجيعة ، فأنني أجد في نفسي قوة خفية في ذلك ...وأهم ما في توقعاتي للحدث اليوم وما أجده يلح في قرار نفسي للبوح به ، هو أنهم في كل مرة يختلقون الحجج والغايات التي تبرر أفعالهم ، وفي كل مرة يسعون إلى المزيد والمزيد ، والغاية أصبحت مجهولة ... وفي كلّ مرّة مبررات مغايرة ، تساءلت في قرارة نفسي عمّا يدفع هؤلاء إلى ذلك ؟ أهم مضطرونّ حقّاً إلى ذلك؟ ثمّ هل ستستمر هذه الأفعال؟! يتندّر الكثيرون بأنّ استخدام القتل يكشف عن أمور هي في طيّ الكتمان، أو لم يكن لها داعٍ ، وفي طليعتها العبارة التي بتداولها القتلة ( الجهاد – المقاومة ). قد نقول أيضاً إنّ استخدام هذا الجرم أدّى إلى اختراق متزايد لإنسانية الفرد، حيث بات البشر لا يعترف به أصلاً، مع افتراض أنّه شيء جاهز باستمرار لتلقّي أي وسيلة تبيدهُ من على وجه الأرض ، وما يوقعه تحت الظروف ، وحتّى في وقت اختلاق حجج القتل والإبادة ، فقد تكون ضرورية وربّما غير ضرورية. في الواقع ليس هناك ما يحلل ويؤكد وضعيّة ضرورة القتل ، فهي تعتمد على مدى وحشية وهمجية التقدير الشخصي لكل فرد ، وبين شريحة إجرامية وأخرى ، مع أنّ تلك التباينات موجودة في مجتمعات يغلب عليها البهيمية. من هذه الناحية قد نفسّر، أو نبرّر القتل، بأنّه وسيلة اضطراريّة للحصول على غايات كبرى تخضع لقرارات صارمة لنفي فرد أو شعوب ؛ وهي آليّة دفاعيّة تنخر بيننا دون مواجهتها أو محاولة التخلص منها . وحتماً لن نستطيع التخلص منها ما دامت تحدث خلسة وما دام هناك أفراد يتجهون إلى أسلوب الخيانة حيث أن من أهم مقومات تصاعد القتل وخاصة الجماعي هو وجود خونة بين الصفوف ، فيصبح واقعاً....
يقع القتل الجماعي في أماكن سوداء معتمة ، فالقاتل إمّا أنّه مخلوق بهيمي ، وأما أنه مخلوق بهيمي ، فالمخلوق البهيمي هذا يتعطش إلى الموت ويأسهُ من الحياة وديمومتها ، واليأس عادة هو كثرة الصعوبات والخذلان المستمر لذلك المخلوق أو فقدان الأمل بكل شيء وهذا مما يولد ميلوه إلى التخلص من ديمومتهُ ووجوده فيلجأ إلى جرجرة الكثيرين معهُ ، فالحقد الكامن بداخله حتما لا يستطيع مجاراته فيضغط عليه بأ استمرار لذا يقترف أفعالاً تتجاوب مع يأسهُ أو ما يبتغيه ، أو أنه لا يؤمن بالسائد ويجد نفسه ضعيفاً في المواجهة ، فيعمد إلى سرقت أرواح الآخرين معه ... و عن النوع الثاني ذاك الذي تؤشمه ملامح الأيمان المطلق بالشهادة المتعدّدة والآليّات المؤدية إليها ، إلا أنّ الاحتيال على الله الذي يكتسي طرقاً ودروب متلونة، لن يوصلكم إلى مرتبة الجنة والشهادة، فالموت والنهاية رهنٌ وجودها بالله . هذا الأمر لا يمكن إنكاره ، ولا يستدعي وهماً أو مناقشة ً، هذا التعرّج مبنيّ على وجود الله والله فقط ، ما يُبقي ليس في أيدينا فما دامت الطرق إليها لا تخضع للقتل المتعمد و من هنا وجدنا تعدّد حجج القتل وغاياته .. قد يكون القتل طريقة في انصياع الأوضاع ، أو الرغبة في ترتيب تلك الأوضاع بما يخدم المصالح في المقابل يمثّل القتل الجماعي تدميراً لسلطة البلاد ، ويتفاقم عند الأشخاص الأكثر تقرباً من السلطة ؛ بقدر ما تفرض السلطة وجودها في وعي ولاوعي الفرد يُضطرّ هذا الفرد إلى النفور من تلك السلطة ، وربما محاولة التخلص النهائيّ منها. القتل هو أكبر الجرائم ، وهو كما نعلم ما نهت عنه كل الأديان ، ما يعني أنّ قتل الفرد ينبع من فقدان الدين والإنسانية والتحول إلى البهيمية ، مع ذلك وللسبب نفسه، نرى اليوم التقتيل مستمر وعلى شكل جماعات مبتدأ من العراق وغزة والحبل على الجرار ..لا يزال العنف سائد في مجتمعنا يخنق كل عرف أو دين أو طقوس .. أجرؤ على القول اليوم بأنّ عام 2009 يتماشى عكساً مع مقدار الأمل الذي وعدنا أنفسنا به ، ومهما تقنّعت ممارسات العنف بتلك الحجج الواهية لأبادتنا، لن تفلح معنا وإذا كانوا يضنون أن بفعلتهم اليوم وما قامت به تلك المرأة التي ترتدي حزاما ناسفا بتفجير نفسها على حشود الزائرين قرب إحدى نقاط التفتيش بمنطقة باب القبلة بالكاظمية شمال بغداد".لتكون حصيلة التفجير الجماعي 35 قتيلا و65 جريحا، لن يخلق حقلاً دلاليّاً بيننا فإنّ الحقل الدلاليّ للعنف والإبادة انتهى مفعوله ، أمّا الفكرة التي تفيد بانتعاش الفتنة تحت هذا النوع من القمع فهي تصحّ فقط بوجود أفراد ليسوا الآن من العراق ، فقد كشفت الأمور وباتت خططكم واضحة ومفهومة ، إنّ غبائكم جعلكم كأطروحة مضحكة رغم جراحنا ودمائنا التي تنزف اليوم ، والتي لن تفسح المجال لكم لهيمنة أخرى من تقتيل وتهجير وفتنة وطائفة ، أن أفعالكم ما هي ألا سلوكاً معمّماً في كل من بلادنا العربية ، تفشلون في خلق الفتن بيننا ، فتسرعون إلى الإبادة الجماعية ، وهذا لا يعني التسليم و الخنوع لها، فإذا كنا شغلكم الشاغل بقصد أو دونه ، أقول لكم ، ما الذي ستكون عليه ردّة فعل البركان بعد صمت دام طويلاً ؟؟ ها أنا الآن أسألكم ما هي توقعاتكم لشعب نزف كثيراً ، هل سيصمت في عام 2009 ، أم أنه سيكون عام المفاجآت الغير متوقعة من الشعوب العربية ؟؟؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة