الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصف قرن على مرور الثورة الكوبية ... فمتى تأتي الثورة العربية

مصطفى العوزي

2009 / 1 / 6
القضية الفلسطينية


كانوا ثلاثة ، الأول أب روحي و متزعم الثورة ، و الثاني يمسك بين يدليه مقود هذه الثورة ، و الثالث ينظر و يبني أسس إيديولوجية هذه الثورة ، الأول اسمه فيديل ، و الثاني اسمه راؤول ، أما الثالث فكان اسمه غفارا ، هؤلاء الثلاثة هم من أشهر الثوار الذين عرفوا على مر التاريخ ، حيث قادو الثورة الكوبية في القرن الماضي .
في سنة 1959 اجتح الثور جزيرة كوبا و اقتحموا العاصمة هافانا و سيطروا على مقاليد الحكم بها ، و أطاحوا بالدكتاتور باتيستا ، معلنينا بذلك قيام جمهورية كوبا . هذه الثورة حققت نجاحها انطلاقا من تجاوب الشعب الكوبي معها ، و أيضا من خلال دعم كل الشعوب المضطهدة في دول شتى من العالم من خلال ابتسامة بريئة تنم عن مفخرة بهؤلاء الثوار الأحرار ،
و اليوم يحتفل الكوبيون و الثوار بمرور نصف قرن على هذه الثورة التي أصر أصحابها على وصفها بالثورة الاشتراكية ، لكن ما الذي يمكن أن نستخلصه من خلال تخليد هذه الثورة على أساس تقييم و أخذ للعبار ؟
1- إن أول ما يمكن الوقوف عليه هو مدى قوة طموح و رغبة الثوار في زعزعة نظام ديكتاتوري من مقعده و بالتالي تحقيق عدالة اجتماعية و خلق جو من الديمقراطية و إن كان الأمر قد عرف تجاوزا فيما بعد – على سبيل المثال : الرئيس فديل كاسترو سيطر على الحكم منذ ذلك التاريخ إلى حدود سنة 2008 حيث سلم زمام الحكم إلى أخيه راؤول أحد منظري و متزعمي الثورة ، حيث يرى البعض أن هذا الأمر هو بمثابة تراجع ضمني عن الأهداف المسطرة للثورة - ، و بالتالي فقوة الطموح كانت دافعا أساسيا لتغيير وضع قائم بوضع أخر بديل له .
2- لقد كانت الثورة الكوبية مثالا واضحا على أن العبرة في التغيير تكون بقوة العزيمة أكثر مما تكون بقوة العدد ، حيث أن عدد الثوار لم يكون كبيرا بالحجم الذي عرفته الكثير من الثورات سيما منها التي عرفتها أوروبا في القرن الثامن عشر – الحركات الليبرالية و القومية في أوروبا في القرن الثامن عشر مثل الثورة في اليونان و النمسا و فرنسا و ألمانيا ثم ايطاليا –
3- الانزياح عن الأهداف المسطرة في البداية للثورة بحجة تثبيت قدمها لبعض الوقت هو حقنة مخدرة ووهم يحول مسار الثورة من مسار ديمقراطي إلى مسار رجعي لا يختلف عن سابقه إلا في مسائل قليلة .
و عموما مهما يكون من أمر الثورة الكوبية فإنها كانت مبعثا لهواء و نفس جديد في قلوب الشعوب المضطهدة في كل بقاع العالم ، و الاحتفال بها اليوم هو احتفال بانتصار إرادة الشعب الموحدة و الجماعية على إرادة فردية تسوق في اتجاهات تخدم مصالحها في تغيب تام لمصالح الشريحة الأكثر هيمنة في المجتمع ، و الثورة تحتفل هذا العام بمرور خمسين عاما عليها ، يعيش الشعب الفلسطيني تحت وطأة العذاب و الإجرام الاسرائلي الصهيوني البشع ، غزة اليوم تعد الثواني في انتظار فرج مرتقب ، هذا الفرج آت لكن من خلال صحوة و ثورة غزوية قادمة تقف اسرائل عند حدها و تعيد بناء وحدة فلسطينية نأملها جميعا ، فهيا سكان غزة سندعمكم نحن الشعوب بكل ما أتينا من قوة فصمدوا و ناضلوا إن الفرج قادم و الثورة محتومة، فلتكون ثورة عربية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال


.. عبر الخريطة التفاعلية.. تحركات عسكرية لفصائل المقاومة في قطا




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس


.. قصف إسرائيلي على حي الصبرة جنوب مدنية غزة يخلف شهداء وجرحى




.. مظاهرة في العالصمة الأردنية عمان تنديدا باستمرار حرب إسرائيل