الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحسين ألثائر النبيل.....!

ناصرعمران الموسوي

2009 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الحسين الثائر النبيل.....!
ما إن تبدل سنوات التقويم الهجري جلبابها ،إلا وينازعها ذاك الألم ،الم العشرة الأولى من المحرم ،ويتشرنق على شغاف القلب ذلك الحزن الكر بلائي ،الذي لايمكن أن يدخل ضمن أثرة أي معتقد أو تمذهب دون أن يتسامى ألقه ليشمل الحياة مثله ،مثل أي عطاء إنساني كما لا يمكن أن يتمحور في سجلات زمنية بعينها أو تحديدات مكانية بذاتها ،نعم إن الزمن الذي يشير إلى استشهاده والمكان الكر بلائي الذي يؤكد حضوره الحي ،محدد لكنه تحديد علامات التعريف دون أن يكون المحتوى الكلي والعطائي ،الحسين الثائر النبيل تبرز له معطيات عدة آثرت أن أأخذ منها ثنائية مهمة ألا وهي الثورة والنبل ،فالحسين الثائر ينأى من مفكرته نزق النفعية التي تتواجد في غيره المتمثلة بأثرة الحصول على السلطة ،ولنا في مقولته الشهيرة خير دليل فقد قال وهو في طريقه نحو الشهادة (إنني لم اخرج أشراً ولا بطراً ولكن خرجت للإصلاح في أمة جدي ) ومفهوم الإصلاح هو التقويم ودائما ماتكون فكرة الإصلاح قرينه بعظماء الفكر والثورة الإنسانية ،الحسين صوت المعارضة المكتملة بثنائيتها القولية والفعلية وهو الذي يصرخ بمن أحاط به وبدعوات من جاء إليه طالبا منه الخضوع إلى الحكم الأموي الفاسد بأنه لايساوم على مبدئيته وأحقية الإصلاح ولو كلفه ذلك أن يكون مضرجا بدمه ،الحسين الإنساني الثائر ملك البشرية في صراعها ضد الظلم والطغيان منه اخذ غاندي دروس انتصاراته ،وكثير من الأمم جعلته قدوتها في رسم طريق التضحية للوصول إلى المجد ،لقد كان الحسين عبقا يتنفسه التاريخ ولم يكن صنيعه عطر التاريخ ،لقد قال الحسين العالمي إن الظلم ومقارعته هو ظلم مهما كان مصدره ومن أي مكان يكون مصدره والعدل عدل مهما كان مصدره وايا كانت جهته وقبلته ،لم يحتكر الحق بقدر ما كان علامته الفارقة ولم يختصر العدل بقدر مكان أنموذج لتجاربه ،لقد كانت الرحمة قرينته وهو في أقسى حالات احتضاره لقد كان يبكي قاتليه الذين تحولت قلوبهم إلى صخروسودت كأنها ممسوخه بعقاب ألاهي ،ولعل نبله يتسع ليشكل منظومة عدل ألاهي فقضية الدم المسيحي المراق والممتزج بدم الحسين المتمثل بالصحابي الحسيني وهب الانصاري دليل على ان الاديان لا تختصر بالتسميات هي ملك للكل طالما كان مصدرها ذات متعالية واحدة ،ثم تتجلى قضية الحسين بنماذج لشرائح مجتمعية عانت ظلم العبودية والرق ووجدت في الحسين وقضيته متنفسها وضوئها المتعالي الذي لايشير إلى نفق فقط إنما يشير إلى اتساع حياة ،فالصحابيان الحسينيان (جون وعابس بن شبيب) هما نماذج للعتق والانصهار الإنساني في ذوات التكامل البشري وصوت مجلجل هادر على بغض العنصرية والتعنصر والتمييز العنصري على أساس الدم واللون ،فهاهو جون الذي كان قرب الحسين يشعر بالعاطفة والشفقة يتحول بمشاعره الفياضة إلى عنصر رمزية تا ريخية تؤكد ان الابطال والرموز التاريخية يصنعها الحدث واللحظة المبدئية ،أما عابس فقد ضرب مثالا مهما حول الذوبان في الحسين عشقا ،فقد برز وهو يلقي بلامه حربه ومتاريسه ليكون عاريا من أعلاه وحين يقول له الأعداء ما تصنع ياعابس أجننت ..؟ يجيب ،نعم فحب الحسين اجنني ..! وهو يسير إلى شهادته التي أحس بأنها عنفوان ذاتيته وشخصا نيته التي فقدها كثيرا في مجتمع يؤمن بعبودية اللون ،ولم تكن المرأة غائبة في حضرة الثائر النبيل أبي عبد الله الحسين فهاهي تتجلى بصور متعددة بدءاً بمشاعر الأمهات والزوجات والأخوات وليس انتهاءاً بصوت المرأة الهادر شريكا فعالا في الثورة والتحرر ،فزينب البعد السوقي والتعبوي لمعركة الحسين وثورته ضد الظلم تتحول بعد ذلك إلى الناطق الإعلامي باسم الثورة تحمل مشاعلها وراياتها الموزعة بلوني الاشتهاء البطولي الخالد الأحمر والأسود وما بينهما من ترابط ووشائج ،تنشر هدف الثورة أنى حلت واين وصلت وهي محاطة بقضبان أسرها وسبيها الطويل باتجاه محاولة تشفي الظلمة بها لكن ،وأنى لهم ذلك ،فهي ألعالمه المعلمة نتاج مدرسة الوحي النبوي وترجمان المبادئ والأفكار ،فخطابها المؤثر في أهل الكوفة ثم خطابها الضاج في مجلس يزيد لهو دليل على عنفوان التواجد الحضوري النسوي في ثورة وعطاء الحسين بن على ،لايمكن لأي متمو ضع في حقول الكتابة عن التحرر وحقوق الإنسان والحريات وثورة التضحيات وفوران الدم نحو طريقه الخالد وانتصاره على منظومة السيف والإرهاب والقتل ،ألا ويجد في الحسين الثائر النبيل مبتغاً ،أن منظومة حقوق الإنسان الحسينية إرث إنساني مهم لايختصر بمعتقد أو مذهب وعالميته تأتي من هدف وسمو ما رمت إليه ،لقد كان الحسين صوت الحق والتحرر والإنسانية في مجتمع يضج بدموية الظلم والارهاب الحسين الذي لايتكرر في صفحات التاريخ هو الحسين القبلة والمنارة التي يهتدي لها الثائر الذي يعييه الوصول إلى هدفه والحسين النبيل صاحب الخلق العظيمة حتى مع قاتليه ، واذا كان لمحرم عبق رسالة الهجرة النبوية الشريفه التي وسمت البشرية بخطوات الهدي النبوي باتجاه المدينة ،فان محرم الحسين هو تأهيل وإصلاح تلك المسيرة والهجرة ولاغرو أن يتماها تاريخ الهجرة بتاريخ الثورة ،فيا سيدي الحسين العالمي والإنساني والداعية والمكرس لحقوق الإنسان ،أهنيك مختلفا عن جميع من يمارس طقوس موتك بانتصارك الباهر المجلجل لعروش الظلم والطغيان ،وستكون على امتداد التاريخ نبراسا والقا وطريق.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتدي ضربا على مسيرة مؤيدة لفلسطين في فلوريدا


.. كيف تحايل ترمب على قرار حظر النشر في قضية شراء الصمت ؟




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح.. 30 ألفا يغادرون يوميا منذ ا


.. جذب الناخبين -غير المهتمين-.. مهمة يسعى لها كل من ترمب وبايد




.. العملات المشفرة.. سلاح جديد لترمب لجذب الناخبين -غير المهتمي