الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة بين نارين

هاشم القريشي

2009 / 1 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


ماتمارسه أسرائيل من قتل وحشي وحصار وتدمير منظم بحق الفلسطينين عامة، والان في غزة غير مفاجئا ولاغير متوقعاً ولا تحتاج الى اسباب مقنعة الى شن عدوان يتوازىمع ضرورته الاسرائيلية، ويكفي أن تكون اسرائيل دولة محتلة لوطن الفلسطينيين حتى تتناسل مثل هذه التداعيات المريرة والدموية بحق الشعب الفلسطيني الصامد.. الشعب الفلسطيني يتوزع ولاؤه بين حماس وفتح وهو يخضع لنهجين متناقضين ومتضاربين ومتعادين، في غزة تهيمن حماس على الوضع وتتحكم به بشكل استبدادي وبعقلية عقائدية جامدة ومتهورة، مستبعدة الفهم السياسي وتطبيقاته، وضروراته، في هذا المنعطف الخطير لاوقت للتلاوم ولكن هنالك الوقت الكثير لنكأ الجروح المتقيحة، فالدماء غزيرة والعذاب كبير والمعاناة عنوان لكل بيت فلسطيني، وبقدر ما يكون التضامن والمساندة مطلوباً وعاجلاً في هذه اللحظة الحرجة، فالمطلوب المصارحة والمكاشفة بحقيقة الاوضاع في غزة وعن سياسة حماس و خطابها ومنهاجها العملي ، وهل ينبغي تأيديها لانها تتصدى للعدوان الاسرائيلي بدون وقفة نقدية جريئة...؟ أنا اعتقد لوفعلنا ذلك بدون تحفظات واعتراضات، فهذا يعني التعامل مع النتائج دون الاسباب.. ورغم المحنة التي يمر بها اهل غزة المستباحين، فالشعب الفلسطيني في كل الظروف بحاجة الى المكاشفة مهما كانت الظروف التي يمر بها وأن مأساته لايمكن ان .. تجد حلاً في الظروف الراهنة خارج خيار الحل الوطني وثقافة التفاهم الداخلي الذي يقتضي حلاً يقوم على فكرة التوافق الوطني بين حماس وفتح وبقية الفصائل الفلسطينية الا خرى ومن أولياته اعادة ترتيب الا وضاع في غزة اولاً. وباقي الاراضي الفلسطينية، مهمته الاولى تشكيل سلطة مؤقتة
تنهي الانفراد بالقرار وهذا يشمل غزة والضفة الغربية.. أن هذا الحل هو المدخل لتفكيك الا شكال الفلسطيني ومن ثم الشروع في اعداد برنامج وطني تلتزم به كافة القوى الفلسطينية من اساسياته الفصل بين الدين والسياسة لانهاء كل مظاهر التخندق العقائدي القائم على الفكرة الاسلاموية هذا هو المدخل الى الحل الواقعي لتشتت الفلسطينين وبدونه سيدفع الفلسطنيين ثمناً باهضاً سواء انتصرت حماس أوفتح..أن المتاجرة بدم الفلسطنيين واستغلال مظلوميتهم واستثمارها من قبل تيار اسلاموي عريض ومتناقض تقوده دول وحركات سياسية سيقدم دعماً يتسم بالديماغوجية والتضليل لانه لايقدم الا مساندة منحازة تقوم على التعصب العقائدي دون المنهج السياسي المرن والمنفتح وهذا مايشجع حماس ويبقيها في أفق سياسي مغلق كما هو حاصل الان .. لااجزم ان الحل ممكن في هذه الظروف الصعبة والمفتوحة على كافة الاحتمالات لاسيما بعد العدوان والمخطط القائم على تغيير الاوضاع في غزة بأيدي اسرائيلية وبرضى عربي، ومع ذلك يبقى هو الخيار الانسب والواقعي لانه الامل الاكثر واقعية وعقلانية.. ليس من الا نصاف ان تبقى غزة بين نارين نار الحصار والعدوان الاسرائيلي المتواصل ونار المتاجرة بدماء اهلها من قبل مختلف الجهات وأولهم القوى السياسية المتنفذة وبخاصة حماس وفتح وتلك الدول التي تتاجر بالقضية الفلسطينية وبدماء اهلها وعواطف من يتضامن معها بصدق وشرف.. اليوم وليس غداً أن يختار الشعب الفلسطيني الطريق المؤدي الى وحدته الوطنية أو السير في متاهات التشرذم والانقسام .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى


.. حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفر شو




.. لماذا تضخ الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي؟! | #الصباح


.. حكومة نتنياهو تستعد لتطبيق فكرة حكم العشائر خاصة في شمال غزة




.. هل يمكن للأجداد تربية الأحفاد؟ | #الصباح