الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحديث عن الديمقراطية في العراق ..هل غادر الهمس الى الضجيج..؟

ناصرعمران الموسوي

2009 / 1 / 6
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تتبدل الإحداث والسنون بعد مرحلة التغيير العراقي ويغدو الحديث عن الديمقراطية في العراق مملا بعض الشيء ومنسيا او متناسيا في أحايين أخرى ،ولعل تبدل الحدث واختلاف المساحة المكانية له ضمن الأطر الإعلامية و الزمانيه ايضاً ،جعل الرؤية الديمقراطية ليست بالمتناول الراهن وهذا وإن اشار فانما يشير الى كبر ونضج التجربة الديمقراطية العراقية والسبب يكمن أن العلاقة الحميمة بين التبجيل السلطوي والفرد بدأت تختفي كثيرا،نعم إن مراحل تأهيل واسعة تنتظر العراق وبخاصة الفرد فالتجارب الانتخابية وان حققت على امتداد خطواتها نجاحات تحسب للتجربة ألا أنها بالمقابل أشارت إلى أمراض عديدة يجب الانتباه أليها ومحاولة وضع العلاج لها ،يحضرني كثيرا مقولات بعض الساسة الأمريكان الذين أكدوا وفي باب تقييم التجربة العراقية إن الانتخابات شيء مهم واحد أعمدة الديمقراطية في الوصول إلى تمثيل حقيقي للشعب ولكن للانتخابات حاضنتها وحاضنتها في العراق لما تزل تعاني من اختلاط في مناخيات تنفسها بحاجة كبيرة إلى تطهير أجوائها ابتدءا ًبالفرد وليس انتماءا بالمنظومة التي تعمل من خلالها ،وإذا كانت الصفة الغالبة للانتخابات السابقة قد أشارت الى الداء الطائفي والقومي ،فان انتخابات مجالس المحافظات ستخرج عن ذلك النفس لتكون منافساتها بصيغه أخرى فقوى السياسة في المحافظات والقوى المستقلة ستشهد تحديا جديدا واذا كان للتاشير العشائري وسمته الخاصة التي تترائى في الافق ،فان الخروج من ربقة الداء الطائفي والقومي هو ما سيكون حاضرا بشكل واضح ، وإن سببه يعود للتنافس الانتخابي الذي يتحدد بمناطقية معينه تحمل ذات النوع ألمناطقي وربما العقائدي ،نعم هناك منا طق سنجد ذلك واضحا فيها لكن هذا لايعني غياب الجانب العشائري ،اما الرؤية المستقلة فهي وان حاولت اللعب على المسميات المستقلة لتكون قريبه للشارع العراقي فإنها لما تزل تعاني ضعفها وحضورها الشحيح ،أما مقدار نصيب الاتجاهات العلمانية في انتخابات المحافظات فان الرؤية العلمانية ورغم ما يعتلي في الشارع العراقي من رفض للأجندات والرؤية السياسية الدينية ،فذلك لم يمنع هذه الأحزاب أن تكون الأقرب إلى صندوق الانتخابات ،فالبديل العلماني لم يقدم البديل المقنع للشارع كي يستطيع احتواء ذلك الشارع لمصلحته ،والأسباب متعددة حسب وجهة نظري:
أولها: التأثير الديني يجد حضوره كلما وجدت منا سبات دينية وجل ما يكون ،هو التركيز على الحضور ألمعتقدي والعقائدي الذي يعيش تصارع مع الأجندة الدينية السياسية ولان الفرد فاقد في الكثير من نماذجه لمنظومة التمييز الصحيح بين الإسلام ألمعتقدي والسياسي لذلك فان الفرد سيكون اقرب الى الطرح الديني من غيره.
ثانيا: أرى ان البديل المقدم هش لايصمد أمام رؤية الشارع لبديل يحتوي ما مطروح على الساحة العراقية،
ثالثا :الإحباط واليأس الذي يتملك البعض يقود إلى العزوف عن رؤية انتخابية جديدة تحقق حلمه بوجود تمثيل حقيقي له فوجود الكل الغير مقنع هو سبب رئيس لاستئثار الجانب التقليدي المطروح على حساب التجديد والتغيير.
رابعاً:إن الأحزاب الكبيرة قرأت المستجد الانتخابي الجديد وهو العشائرية وعملت على دمجها ضمن مكوناتها حتى تكون ضمن خط سيطرتها فقد حوت القوائم الانتخابية جل الثقل العشائري .
خامساً :انتخابات مجالس المحافظات ونتائجها المتمخضة ستحدد حتى طبيعه الشكل الاداري لنظام الحكم العراقي وهو امر في غاية الدقه ويعطي لانتخابات مجالس المحافظات اهمية استثنائية وبخاصة ان هناك سبق لمحاولات مثل اقليم البصرة الذي يؤكد ما يرشح منها إنها محاولة ربما لاتكلل بالنجاح .
وهناك معطيات ايضا تفرض نفسها تؤثر بشكل كبير على راهن الديمقراطية العراقية الا وهي الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية والازمة المالية الحالية ،فالعراق يسير بخطى واضحة نحو استعادت سيادته والخروج من بند الوصاية الدولية السابع وهو ما سيعطي العراق مساحه اكبر في اختبار تمرينه الديمقراطي ،الذي كما اسلفنا يعيش كثير من الامور التي بحاجة الى تاهيله وتحدثنا عن الفردضمن المنظور الانتخابي الراهن لكن الفرد ضمن الجانب الثقافي هو لما يزل يعيش مخاضات قديمة من الضروري الخروج منها وتحرره من سيطرتها الا وهي آتار المرحلة السابقة وتبعاتها من جهة والرؤية العراقية لامريكا من جانب اخر،ومن الضروري جدا ان يكون العراق في اتون رؤية الراهن ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وخدما تيا ،آن الاوان للفرد العراقي ان يعيش ديمقراطيته الخاصة يخلق نماذجها ويحدد الياتها مستفيدا طبعا من همس الديمقراطية الذي يوشوش اسماعنا ويدعونا لذلك ،لقد مرت مراحل كثيرة على العراق لم يفكر فيها بمواطنته ورؤيته لحياته الحاضرة وفهمه لافكار ومعتقدات يقدم التضحيات في سبيلها وفي نهاية المطاف يجدها وهما او ان تخلق له قيادات تسومه الظلم وتستشري عليه فتقيده وترهقه ، الديمقراطية ليست بالفهم العراقي غياب الدولة لاستبداد الفرد وليست قمع حريات الاقليات لاكثرية ضمن هذه المفاهيم وليست ايضا تقييد الاقلية لاكثرية بل ان مفهوم الاقلية والاكثرية لا يستقيم مطلقا وفق الفهم الراهن العراقي مع الديمقراطية،الديمقراطية تعني حكم الشعب بواسطة الشعب والشعب يعني المشاركة الحقيقية في الوطن الذي لايخضع لاجندات قومية او مذهبية او اثنية او دينية ،العراق ليس المساحة الجغرافية التي يحاول الساسة وضعها وتشبيهها بالكعكة المقسمة ،العراق كتاريخ هو مشاركة ومواطنة واي فكرة تستغرق ذلك لاتؤدي الى عراق ،والمشهد الديمقراطي العراقي يسير الان ولو متعثرا احيانا الا انه قد وضع العجلة على السكة وعليه ان يدير فراملها لتعمل وينطلق نحو مبتغاه ،وهو ما اسميناه الهمس الديمقراطي وبانتظار ضجيجها الذيذ الذي نحن بامس الحاجة اليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م