الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// تناقضات البورجوازية الزراعية .

بلكميمي محمد

2009 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


« ماهي الاسباب التي جعلت من المغرب ، وهو البلد الزراعي حسب المعايير الاقتصادية – الاجتماعية ، يصبح عاجزا حتى عن انتاج ما يكفي لتغذية مواطنيه ؟ .
لماذا ظل المغرب ، رغم امكانياته البشرية وثرواته المعدنية ومحيطاته الشاسعة ، عاجزا عن ان يكون بلدا صناعيا ؟
لماذا لم يجد المغرب المثقل بالديون الخارجية من مخرج لازمته المالية سوى التنازل عن السيادة الوطنية لصندوق النقد الدولي الذي اصبح المتحكم في رسم السياسة الاقتصادية للبلاد ؟ .
هل مرد هذا التخلف المجتمعي الشامل الى عجز بنيوي في نفوس وعقول واجسام المغاربة ، بما هم ذوات مشلولة الفكر والفعل والارادة ؟ .» ام يعود لاسباب اخرى ؟.


ان الاستراتيجية التي حاولت مختلف المخططات الاقتصادية خدمتها بايعاز من ، وتشجيع الشركات المتعددة الجنسيات ، تكمن في تقوية البورجوازية الزراعية ، ولقد كانت مراكز السلطة الراسمالية العالمية تتوخى من وراء تلك البورجوازية ، ان تكون بمثابة الاسمنت الذي يلحم السوق المحلي بالسوق الراسمالي العالمي . وهذا ما حصل فعلا بحكم التسهيلات السخية والامكانات المادية الضخمة ، التي وضعت تحت تصرف المشروع ، فليس غريبا والحالة هذه ، ان يحتل الراسمال الزراعي في الوقت الحاضر ، موقع الهيمنة بالنسبة لمختلف اشكال الراسمال المحلي الاخرى .
بيد ان البورجوازية الزراعية ، نظرا لطبيعتها التاريخية والاقتصادية ، سرعان ما ستجد نفسها امام تناقض حاد يصعب عليها التخلص منه . اما الوجهان الاساسيان لهذا التناقض فهما التاليان :
1 ) فبعد ان استكمل الاقطاع تحوله ، وبعد مغربة اراضي المعمرين ، يكون الراسمال الزراعي بذلك قد استنفذ احتياطاته العقارية المتوفرة . وهذا يعني ان شروط التراكم الموسع لراسمال قد ضاقت .
2 ) ان البورجوازية الزراعية المغربية المتخصصة في انتاج الحوامض والبواكر للسوق الراسمالية العالمية قد قامت مصالحها تاريخيا على امتيازين اثنين . الاول طبيعي ( الريع المناخي ) الذي مكنها موضوعيا من التخصص في تلك المزروعات ، والثاني تجاري يرجع للتسهيلات الجمركية التي سمحت بها بلدان السوق الاوربية المشتركة نتيجة انخراط المغرب في تلك السوق .
غير ان هذين الامتيازين هما الان سائران نحو التقلص .
بالنسبة للاول : لقد ادى تطور التكنولوجيا الى تطويع المناخ في بلدان المركز الراسمالي ، بواسطة الاستعمالات الطاقوية ، الشيء الذي سمح بامكانية زرع مزروعات كانت قبل هذا الوقت يتم استيرادها من البلدان ذات المناخ الطبيعي الملائم ( هذه الزراعة تعرف بزراعة البيئة المكيفة ).
بالنسبة للثاني : ان تدويل السوق الراسمالية العالمية ، يؤدي بالضرورة الى توسيع السوق الاوربية المشتركة، وان انضمام اسبانيا لها يجعل المجموعة الاوربية في استغناء عن المزروعات المغربية .
كيف حاولت البورجوازية الزراعية المغربية حل ذلك التناقض الذي اصبح يهدد مصالحها ؟
فيما يخص الوجه الاول من التناقض المتعلق باستنفاذ الاحتياط العقاري . فهذا ممكن التغلب عليه ، اذ يكفي تحويل التراكم الموسع الى تراكم مكثف عن طريق تطوير قوى الانتاج ( مع ما يستتبعه بطبيعة الحال من تعميق التبعية الناجم من استيراد التكنولوجيا المتطورة ووسائل التمويل ).
لكن هذا الحل ممكن فقط في شروط امكانية تحقيق راس المال الزراعي في السوق الاوربية المشتركة ، وهو مالم يعد ممكنا بحكم ضرب احتكار الريع المناخي وتدويل السوق الرسمالية العالمية . .
واذن فان اتجاه تطور البورجوازية الزراعية المغربية ، ليس هو التراكم المكثف لراس المال الزراعي بضخ المزيد من الرساميل في البادية ، ولكن هو بالعكس نقل جزء من ذلك الراسمال خارج البادية للبحث له عن مجالات توظيف اخرى مربحة اكثر ، ونظرا للطبيعة البنيوية – الاجتماعية للبورجوازية الزراعية بما هي بورجوازبة تابعة ، فان مجالات توظيفاتها سوف لن تتجاوز النشاط العقاري في المدن ، والتجارة والخدمات والصناعة .
واذا ما افترضنا ، في احسن الاحوال ، ان الهيمنة الجديدة ستكون من نصيب الراسمال الصناعي المعد للتصدير ( وهو اقصى ما يمكن ان تصل اليه فئة اجتماعية مرتبطة عضويا بالراسمال العالمي ) ، فان ذلك لن يحل أي شيء بالنسبة لمسالة التنمية .
فالتبعية هي دائما تبعية ، سواء كانت مبنية على الزراعة التصديرية او على الصناعة التصديرية . وهذه الحقيقة يمكن البرهنة عليها ليس فحسب ، من الناحية النظرية ، ولكن تاكيدها ايضا من الناحية التاريخية .
ان البرازيل لها من القدرات والامكانيات بما لايقاس مع المغرب . فهي تتوفر على قاعدة صناعية هامة ، وعلى جيش من الاطر التقنية والمهندسين الاكفاء والعمال المتخصصين ، وقد راكمت خبرة طويلة في ميدان التسيير الاداري والاقتصادي . ومع ذلك ، فان مديونتها البالغة انذاك حوالي مائة مليار دولار تعتبر اول مديونة في العالم ، وان الصحف تتحدث في ذلك الوقت عن خطر الموت الذي يهدد سكانها جراء المجاعة . كيف وصلت الى هذه النتيجة الماساوية ؟ - لقد اقترضت رساميل كبيرة من المؤسسات الدولية لتمويل صناعة التصدير الضخمة مراهنة على الارباح التي ستجنيها من وراء ذلك في الاسواق الراسمالية العالمية .
لكن الازمة التي عصفت بالنظام الراسمالي ستحد من التصدير البرازيلي . معرضة بذلك صناعتها للافلاس ( ان مشكل صناعة النسيج المغربية ، معبر هو الاخر في هذا المجال ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل