الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي و الطالباني... و غزة و مزة!!

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2009 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ليس عجيبا أن نرى الناس يعانون في غزة من مصائب الحرب و ما يرافقها من أهوال الموت و العوق و الجوع و الخوف و التشرد و حماس تعلن ليل نهار عن (الانتصار المنشود)!! و ليس عجبا أن يحدثنا مسؤولوا حماس عن "ثقافة الاستشهاد" بينما مسؤولهم الذي قتل في قصف إسرائيلي كان متزوجا من أربعة و كل واحدة تسكن طابقا من منزل متكون من أربعة طوابق بينما المواطنون ينامون في بيوت الصفيح و كثير منهم لا يستطيع أن يحصل على زوجة أو سقف ينام تحته.
لكن العجب العجاب أنك حينما تقلب في القنوات الفضائية تجد صورة رئيس الوزراء المالكي ملاصقة لعبارات "لست وحدك يا غزة"!! أو "تواصل العدوان الصهيوني على غزة"!! و فجأة اكتشفت أن المالكي لم يعد رئيس وزراء للعراق، بل أصبح فلسطينيا من الدرجة الأولى، و المصيبة أن رئيس جمهوريتنا "الكووووردي" أصبح هو الآخر يروج للعروبة على الطريقة البعثية بدلا من ترسيخ العقل الوطني العراقي لغاية في نفس الرئيس، بالتالي فإن الشعب العراقي أصبح عديم القيمة فهو لا يعاني شيئا مقارنة بـ"غزة" التي دمرها الفلسطينيون قبل غيرهم، إن حزب الدعوة الذي ينتمي له الرئيس المالكي و الاتحاد الوطني الذي ينتمي له الرئيس جلال قد باعا العراق بالرخيص و لم يعد للعراق وجود بعد عودة الثقافة القومية من الباب الخلفي لأروقة السياسة العراقية، بل لكأن الشعب العراقي لا يعاني من أي مشكلة، فلا أزمة أمن و لا أزمة سكن و الكهرباء ما شاء الله ببركة القيادة القومية العربكردية و ببركة الملالي أبو عمامة "جبيرة" لا تنقطع و لا لحظة و العراق أبو سويسرا..!!
أعتقد أن الشعب العراقي لم يبتلى بقيادة فاشلة كهذه باستثناء البعث الإرهابي، و لا أدري ما هو مدار الخلاف الذي كان قائما بين هذه الأحزاب و البعث العربي الذي كان يحكم البلد بالنار و الحديد، فصدام و بعثه الغاشم كان يتغنى على الدوام بالأمجاد القومية ـ و حكومتنا الآن تفعل الشيء ذاته ـ و البعث كان على الدوام يعلن الحرب و الكراهية على اليهود و إسرائيل و تأييد القضية الفلسطينية القومية ـ و حكومتنا تفعل ـ و كان البعث يعلن على الدوام لعنه و كراهيته للغرب و أمريكا و ما يسميه الإستعمار ـ و حكومتنا تفعل ـ فبالله عليكم أخبروني أيها القراء الأعزاء ما الذي استجد في الساحة بعد التغيير؟ و ما هو تعريف الوطنية و الهوية العراقية؟؟ و ما هو مقياس الانتماء السياسي إلى العراق؟؟
نسأل سياسيينا أين هم من حكام غزة من ذباحي حماس و الجهاد الذين يعتبرون المفخخات و الانتحاريات و العبوات التي تقتل العراقيين في الكاظمية و سنجار و كركوك و النجف و الأنبار، يعتبرون أعمال القتل هذه "جهادا" يثاب عليه أؤلئك القتلة و طبعا لم ولن ننسى سرادق العزاء التي أقاموا لصدام و عدي و قصي و الزرقاوي و الانتحاري الذي فجر نفسه بأهالي الحلة الشرفاء المساكين، أم أن الدم العراقي رخيص يا نوري و يا جلال؟؟
الأكيد هنا هو أن كل هذه الأحزاب "الفلسطينية" و "أرباب و آلهة المقاومة" التي تحكم العراق الآن تنتمي إلى نفس العقلية البعثية و القومجية المستعدة لإهلاك العراقيين في سبيل "مـعارك المصير" و "حي على الثورة" و غيرها من الشعارات التي تنتمي بجدارة إلى "ثقافة الأحذية" و الخطاب الفارغ الأجوف، سياسونا يتمتعون بخيرات بلدنا و بكهرباء لا تنقطع و رواتب خيالية و فنادق فخمة و أكلات التخمة و تحويلات بنكية ضخمة و يتغنون بمعارك لم تجلب للعراقيين إلا الأذى و الحزن و الكوارث، و مقابل كل هذا ينتظرون من مواطنيهم الذين يعيشون في بلد مدمر و جبال من المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و النفسية و الصحية أن يصوت لصالحهم و أن يستمر شعب العراق الذكي في الثقافة القديمة و يتغابى فيستمر بالاهتمام بغزة و مزة و ما يهم الأوضاع المرة.
أستيقظ أيها الشعب العراقي و صوت لآخرين لا يبيعون الشعارات لا الوطنية و لا القومية أو الدينية، صوتوا للعراقيين الخلص الذين يؤمنون بإنسانية المواطن و حقوقه دون النظر إلى أي لون أو عقيدة، إما أن يقرر العراقيون تحطيم الأصنام القديمة من قومية بعثية و طائفية أو أن تستمر معاناتهم و آلامهم إلى أمد طويل آخر، فالعراقي لا يريد الاهتمام بمشاكل الآخرين كغزة أو الأحواز أو قومية "مقسمة" أو طائفة سياسية... يريدون أن يعيشوا أحرارا و بكرامة و رفاهية و أن يطمأنوا على مستقبل أبناءهم و أحفادهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التضامن مع غزة وليس مع حماس
رحمن الناصري ( 2009 / 1 / 5 - 23:02 )
صحيح صحيح.. ولكن حماس لاتمثل الكثرة الكاثرة من الغزاويين المغلوبين على امرهم، والذين يشابه وضعهم وضع العراقيين الذين غلبوا على امرهم واصبحوا كالرهائن ايام المقبور صدام حسين مرة في قادسيته المشؤومة ،واخرى في ((ام معاركه.. والحصارات التالية لها...مع
خالص الود والاحترام


2 - صدقت
المنسي القانع ( 2009 / 1 / 5 - 23:13 )
قبل كل شيء أو أن أقول لك يا سهيل بأني أفرح عندما أقرأ لك وأفتخر بتقدم تفكيرك ,فرحة الأب وإفتخاره بإبنه ولمزيد من التقدم عزيزي


3 - إنشاء بإنشاء
هاني ( 2009 / 1 / 6 - 04:17 )
أتساءل هل تقرأ الحوار المتمدن المقالات قبل أن تضعها؟ وهل تستحق مقالات ليست بمقالات، أن توضع بجانب مقالات لمفكرين أمثال برهان غليون وغيره؟؟


4 - خلط ومغالطة
احمد المهاجر ( 2009 / 1 / 6 - 12:15 )
ارى الكثير من الخلط والمغالطة ، كون من يرى ما يحصل في غزة يجب ان يرفض جرائم الحرب والعقوبة الجماعية التي تمارس
ليس بالضرورة من باب القومية او التعاطف مع المسلمين ، بل من باب الرفض لكل جرائم الحرب اينما كانت، البعد الانساني يجب ان يحركنا دوما ،


5 - إنسانيتك اضحكتني فشكرا لها
صائب خليل ( 2009 / 1 / 6 - 19:06 )
يا سهيل شكراً لأنك اضحكتني في نهاية مقالك بجملة :
-يؤمنون بإنسانية المواطن و حقوقه دون النظر إلى أي لون أو عقيدة- وانت كل مقالتك استخفاف بالإنسانية وبكل من يعتقد بغير ما تعتقد حتى أن انسانيتك- تتمتع على ما يبدوا بذبح هؤلاء الذين يتزوجون بأربعة!
هل من أمل ان تكبر هذه الإنسانية قليلاً في المستقبل؟-

اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة