الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس من سقوط العراق

إلهامي الميرغنى

2004 / 3 / 15
ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري


مر عام على غزو العراق وسقوط بغداد وبدءنا عصر الشرق الأوسط الجديد حسب المشروع الأمريكى الذى فرض على العراق بضرب الصواريخ ويفرض على باقى الدول العربية بضرب الأحذية ، الأمر الذى دفع الرئيس المصري للهاث بين عواصم الدنيا بحثاً عن نصير ومجير من الإصلاح الأمريكى المفروض ، واهتزت العروش العربية خشية النهاية الصدامية .

مر العام وسقط صدام وأبناءه ودولته الهشة وهرع الأخ العقيد يسلم برنامجه النووى تبرعاً للشيطان الأكبر كما كان يسميه خشية أن يفتح فمه أمام العالم كما فعل صدام ، مر عام سقط فيه صدام العراق فمتى تسقط باقى الصدامات القابعة فوق أنفاس شعوبنا العربية ؟!!مر عام وهاهى الولايات المتحدة تلوح بمعاقبة سوريا وضرب إيران.

مر عام جديد من الهيمنة الأمريكية لتعلن معظم الدول العربية عن تأسيس مجالس قومية وجمعيات ولجان لحقوق الإنسان الذى تذكروه وهم يشاهدون صور صدام ، وعينت مصر سيدة عضوا بالمحكمة الدستورية العليا وثلاث سيدات رؤساء لمدن مصرية ، بينما عينت سلطنة عمان سيدة وزيرة للتعليم ليس خوفاً من عقاب بوش وكرابيج رامسفيلد ولكن لأن صور عدى وقصى ، وصور المهيب السابق قد جعلتهم يعرفون أن المرأة نصف المجتمع .

مر عام وحكوماتنا العربية " المستقلة " ترفض الحل الأمريكى المفروض من الخارج والعلاج الجراحى لأنهم الأعلم بقوة تحمل شعوبهم ، وهم الأقدر على تحديد الجرعات الإصلاحية التى لاتودى بمقاعدهم وتطيل من بقائهم فوق أنفاس شعوبهم التعيسة بهم . حيث أن أسلوب العلاج الامريكى قد يضر بمستقبل الشعوب إذا تركوا مقاعدهم.

مر عام سقط فيها ديكتاتور هايتى الذى دعمه الأمريكان لسنوات طويلة واستمر شافيز وكاسترو رغم العداء الأمريكي ، ألم يكن ارستيد ديكتاتور مستبد دعمته واشنطن لسنوات ولكن جاء وقت لينكسر القيد وينجلى الليل عن هايتى فمتى يحين وقتنا لتسقط الارستيدات العربية وترحل عنا إلى غير رجعة.



مر عام والعراق غارق في حرب ضروس سقط فيها بالأيدى العراقية أضعاف من سقطوا في المواجهات مع العدو الخارجي ، وأخيراً صدر دستور جديد فوق دبابات المارينز ليدشن عصر الحرية الأمريكية القادمة لا ريب فيها.ولعل اختيار الولايات المتحدة لأسم ( الحرة ) لمحطتها التليفزيونية التى تبثها لتعلمنا معنى الحرية خير عنوان للمرحلة الأمريكية.

لكن لنتأمل أهم دروس احتلال العراق:

أولاً ـ لا توجد حرية في حراسة المارينز:

أكدت التجربة العراقية أن الحديث عن الحرية في حراسة المارينز أكذوبة كبري تروج لها الولايات المتحدة ووكلائها ، وان استبدال الوجوه ليس الحرية ولا معنى للحديث عن الحرية في ظل المدافع والبنادق الأمريكية .وان الولايات المتحدة ذات تاريخ عريق في دعم الأنظمة الاستبدادية من شاه إيران إلى موبوتو سيسيكو ومن بينوشيه إلى سوموزا وأخيرا وليس أخراً جان بيرتران أرستيد ، كما أن التاريخ الأمريكى حافل بضرب الأنظمة الشرعية المنتخبة من شيلى إلى فنزويلا طالما أنها لاتدور في الفلك الأمريكي وتخضع للمصالح الأمريكية.وان إرادة الشعوب هى المنتصرة في النهاية كما حدث في كل مكان في العالم وأخيرا في هايتى.



ثانياً ـ نهاية الطغاة :

لم يدرك الطغاة العرب بعد أبعاد سقوط ديكتاتورية صدام ويعتقدون أن العراق استثناء وليس القاعدة التى يبنى على أساسها الشرق الأوسط الكبير أو الجديد الذى تقوده الإمبريالية الكبرى ووكيلها في المنطقة إسرائيل.ولعل نهاية أسرة صدام والمشاهد التى عرض خلالها صدام أمام العالم تمثل المصير الذى ينتظر كل من يفكر في الخروج على الإرادة الأمريكية. فهل يتعظ الطغاة العرب ؟!!



ثالثاً ـ الإصلاح من الخارج أم من الداخل ؟!

يتساءل البعض ماهو الأفضل الإصلاح من الخارج أم الإصلاح من الداخل وكأن لنا الخيار ، ونحن أيضاً نتساءل كم من المثقفين العرب رهن الاعتقال بسبب مواقفهم الداعية للإصلاح ، ألم تدعوا النخب العربية منذ سنوات للإصلاح بينما صمت الحكومات أذانها واعتبرت ذلك خروج على النظام .ألم يبشرونا منذ سنوات بالإصلاح بجرعات متدرجة وبعد أكثر من عقدين لم نتقدم سوى بضع سنتيمترات بينما ازداد الفقر وازداد الفساد . أليست الحقيقة أصدق أنباء من التصريحات الوردية التى شبعنا منها . أكان لا بد لبوش أن يلوح بعصاه حتى يبدأ الحديث عن الإصلاح. وهل يملك الحكام العرب هامش للمناورة في ظل التبعية الأمريكية الكاملة والقواعد العسكرية المباشرة التى تدنس الأرض العربية؟! إن الإصلاح مطلب ملح لكل الشعوب العربية وهو مطلوب فوراً وبالكامل وإذا تباطأت وتواطأت الحكومات فلا يغضب الحكام العرب حين نراهم على الفضائيات وهم فاغرى الأفواه خاضعين للفحص الأمريكي كما حدث للمهيب الراحل .



لقد تعلمنا دروس سقوط بغداد وإليها نقول لقد ذهب هولاكو وجنده وبقيت العراق شامخة صامدة وقريباً سيسقط هولاكو العصر الحديث وتتحرر العراق وتعيد بناء عراق جديد حر لكل العراقيين لا عراق مجلس الحكم ومن لف لفهم .أما شعوبنا العربية المضطهدة فإن عليها أن تعرف قيمة إرادتها الحرة التى تجعل الليل ينجلى والقيد ينكسر أمام إرادتها الحرة وأن الإصلاح هو سبيلها الوحيد للخروج من الأزمة.

إلهامي الميرغنى

13/3/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع