الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يقولهُ التاج للهُدهد*

كريم الثوري

2009 / 1 / 7
الادب والفن


مجموهة شعرية جديدة للشاعر وديع شامخ صادرة عن دار التكوين في دمشق للعام2008
وهي المجموعة الشعرية الثالثة بعد- سائر بتمائمي صوب العرش- ودفتر بغداد- ولصعوبة بمكان أرتأينا ان نتطلسم لكي نقترب ولو قليلاً
في مركب ابحاره ، ونطوف بمحاذاة قصيدته التي هي عنوان ديوانه الاخير .
كان بودي ان اكون علامة استفهام؟
استفهامية تتصدر ظهر الغلاف تحت صورته شأنهُ شأن السيف والخنجر والرغيف :
( السيف علامة استفهام الخنجر علامة استفهام الرغيف الذي لا يستدير بيد الخباز علامة استفهام ).
ألمدخل:
لا يسعنا ونحن بصدد الاشارة إلآ ان نقول انها مجموعة تتطاير شرراً موغلة بالرموز والايحاءات والاسئلة التي ليس لها من جواب شاف ٍ لهذيانات اراد من ورائها شاعرنا ان ينقلنا الى مستوى دلالي ومعنوي لحجم الحصار الذي يعانيه نتيجة حصاره والاسئلة التي تتفتق اسئلة ولا اجابات.
إبتدأ تعويذته بابتداعه وسيلة من مبتكرات عالًم الجِن ليستطيع من خلف طاقية الظهور والاختفاء .. ان يخلق معادلة لا تخضع لناموس تمكنه من اختراق المطبات الارضية بالغة القسوة فاسحتالَ الى طلسم ٍوالطلسم بعيد عن المساءلة والايضاح .
(طلسما أطوح الهواء واتنفس المساءات الثقيلة بجناحيَ
وكأيَ عابر الى المستحيل
لابد من سنارة وغشاوة عيون
وعظم هدهد
وكرسي)
فالجواب الطلسم لا يُسأل لان قانونه لا يخضع لنواميس المالوف فالمجاز مكنهٌ ان تكون ايحاءاته لها خصوصية الاحلام واذرعة منفتحة الى ما لا نهاية
ولا نجد للسنارة غير صيد لا يُشبه الصيد المتعارف كونه طلسماً ولشدة هول ما ينوي صيده فانه ابتكر غشاوة العيون لعدم رغبته رؤية مشاهد بعينها وكانه بذلك يضعنا امام صيد استثنائي .أما عظم الهدهد فهوايحاء كون عظم الهدهد يُعاكس في حركته المياه كما هو مروي في عالم السحر .
(أجلُ بريقاُ من كرسي ) اشارة لإمارة تنطلق منها ثورة معاكسة
في كينونة طلسمية وادوات ذلك:
(طلسماً اطوح الهواء_ اتنفس بجناحي _كايّ عابر الى المستحيل
أهبط...
نافخا قربتي وقروني..
نازلاً من ابراج عاجي وسماواتي الحامضية _ المدججة بالاوحال _أمطر أمطر __- غير آبه بسورة الغياب –أتعثر بجثث كانت تطيرقبل صعودي –ومن عرقها يتفصد الزمن)
ها هو قد استعد للمرحلة التالية بعدما انضجتهُ المرحلة الطلسمية وصار لهُ اتباع ومريدون كيف لا وهو الجالس على الكرسي (نافخاً قربتي وقروني )
نازلاُ النزول غير الهبوط لانه ليس اظطرارياً
( غيرآبه بسورة الغياب – أشرب من ماء زمهرير الاجساد
كيف كنت اطيرُ وتلك المأساة تطن على جناحيَ كقار زورق مثقوب)
لاكتشف كيمياء فسادها ولا ندري في المقطع الثاني هل يعاتب الشاعر روحه المتعالية ام يثني عليها قدر تحملها (زورق مثقوب ) لكنهُ استطاع السيًَر
(لابد لك اليوم من حماقة لتدوين السفر قبل الهرم
لابد لك من قوام جديد تنحت به رؤياك
لابد لك من شمس تحرق شمع أجنحتك ونزق جليدك
لابد لك من أسئلة تواريك التراب
وتهيل عليك الحجارة)
لابد ناتجة من قصور وشحذ الهمم وهو استنجاد له ما يبرره بعد ما استعد واحضر كل معدات المواجهة سيما وانه قد كلف نفسه مواجهة
المستحيل (وكاي عابر الى المستحيل – لابد لك من سنارة وغشاوة عيون وعظم هدهد )
لكنهُ قد تنبأ بالنتيجة المتوقعة في البيتين الاخيرين وهو الموت والموت هنا ليس جسدياً لان الشاعر ليس اكثر من طلسم ٍ يطوح الهواء وهي عينها امانينا جميعا ( الاحلام )
مُذكراً ومستذكراً :
(أنت ابن الطرقات وهذه الشمس التي لم تكن منخلا
وانت ابن القمر الذي لم ينحن ِ ساجدا لسطوة الشموع
كلها الليالي تموع في عقد وتنصهر في ليلة وتتجمد تحت أرقك).
في المقطع الثالث يكون قبالة قرائن شاخصة في وجدانه الشعري
َ وكأنه يُمهد لِقبرٍ يضُمهُ بِمَن سبقوه كمزار عشق, اغنية يتنغم بها السائرون في ذات الاتجاه- المَشَقة- أثرُ بعد اثر وهذا يُعيدُنا للبيت السابق –أتعثر بجثثٍ كانت تطير قبلَ صعودي- فهوَ قد حدد نفسه ومهدَ لها بموت يتناغم وسمو حلمها تعالوا نقرأ الابيات التالية :
(تعالي ياآلهة الكلام وياحوريات الليل تعالي ياسعلوة الطفولة وياكربة الشَط تعال ياأرقي وتعالي أيتها النابتة على اهدابي كزغب يتصابى تعالوا اليً .. لنصطاد الطُعم ونبتلع الدموع خلسة) .
وهذهِ المقاطع الجياشة بمثابة المقدمة التي تُفضي الى نتيجة متوقعة يكون شامخ قد ابتلع الطُعم والسنارة التي هيأها لصيده مكيدة اعدها لما تبقى من ذاكرة ما زالت ترفس تلك المملكة الضَحوك المفترشة انفاقه الرطبة ويستدرك راجياً:
لا تفُزَزي العصافير
مازلت أحلم في نهارات اشد بريقاً من هذا الطلسم
رجاءُ مرير ربما لان نومها يذكرهُ بالمفاجأة غير السارة التي كانت تحول دون مواصلة نومٍ لذيذ مازال يحنُ اليه. ما شدّ انتباهي في فاتحة القصيدة طلسماً اطوح الهواء واتنفس المساءات الثقيلة بجناحي وهذا البيت



ففي المرحلة الاولى هيَ مرحلة التشكيل –طلسما- وفي المرحلة اللاحقة وقد توغل ابعد في احلامه استغرقتهُ التفاصيل لانه تطلسم ليتوغل ويستعيد عافية مفقودة تعيد لنهاراته الكسولة نهارات-اشد بريقا- في لمعانها في لُعبتهِ المُعاكسة فما لم يتحقق في اليقظة يتحقق في الحلم-الشعر-.
سيضل التنكر هو الاقرب الى عالم الشعراء في عالم كل مافيه لايمكن استساغتهُ بسهولة ذلك هو ديدنهم وقد اطمأنوا فيما يبدو اليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل