الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزيرة وجمال زقوت

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2009 / 1 / 7
الصحافة والاعلام


منذ اليوم الأول للهجوم الوحشي البربري على قطاع غزة، ونحن نتابع قنوات الأخبار والفضائيات العربية، علنا نعرف ماذا يحدث، وما هي أوضاع أخواننا بالقطاع، داعين الله أن يوحدنا جميعاً وأن يألف بين قلوبنا في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها شعبنا في مواجهة العدوان الغاشم، ولعل تصريحات السياسيين والقادة من جميع الفصائل والقوى الوطنية، نلمس فيها نوع من الإطمئنان وأن الوحدة باتت حقيقية بأرض المعركة.

إلا أن الجزيرة تأبى أن يتحقق ذلك، لذا تراها تارةً تدق الأسافين بين الأخوة المنقسمين، وتارةً تراها تضع العصي بالدواليب مع الدول الشقيقة، وبصراحة لا أعرف ما الغرض وما المنشود من وضع مثل هذه العراقيل الدائمة والتي تأتي ضمن تغطيتها لمواضيع وتعليقات تثير الفتن، وتقلب المواجع، وتذكرنا بأحداث حزيران 2007، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى وحدة ولواء واحد ووحيد تنطوي تحته جميع الفصائل والقوى الفلسطينية، من اجل تحقيق هدفها السامي أولاً بوقف العدوان ضد ابناء شعبنا الأعزل الذين لا حول لهم ولا قوة، وثانيا تحرير الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وكل لحظة أجلس فيها أمام التلفاز، أتجنب وبصراحة مشاهدة الجزيرة بسبب سياستها المنحازة والتي تعدت جميع الحدود في تغطيتها غير الدقيقة للأحداث، لطرف على حساب أطراف أخرى، أي وكأن المستهدف الوحيد بقطاع غزة هي حركة حماس متناسين باقي الفصائل التي قدمت الغالي والنفيس في سبيل الدفاع الأرض والإنسان بقطاع غزة. ولا نعرف إلى ماذا ترمي الجزيرة بالضبط، وما الهدف من الرقص على تناقضات الشعب الفلسطيني في وقت هو بحاجة فيه إلى لملمة جراحه وتضميدها من اجل خوض غمار المعركة متحدين بصف وخندق واحد.

وبسبب إشتداد المعارك والمواجهات في الليلة العاشرة من الهجوم والتوغل بأراضي القطاع، كنت أتنقل بين فضائيةٍ وأخرى، علني أقف على ما يجري في تلك اللحظات لأخواننا بغزة هاشم، وكانت المفاجأة التي أعتبرها بقرارة نفسي من أهم المفاجأت التي تمنى كثيرا من الشعب الفلسطيني العظيم حدوثها، وهي قلب السحر على الساحر، وذلك جاء ضمن سؤال لجمال ريان "الفدائي الأول بالعالم العربي" حول إمكانية السلطة من نشر قوات دولية بالقطاع والمقاومة مشتعلة، معبراً عن ذلك بأن السلطة في وادٍ والمقاومة في وادٍ ثانٍ، ولكن الإجابة من جمال زقوت كانت أقوى وأروع مما يتصوره كل عقل... "أخ جمال ويبدو أنك أنت في وادٍ ثالث"، كم جميلة تلك الكلمات، نزلت عليه وكأنها سخطٌ من السماء، زلزلة الأرض من تحت أقدام إعلامي قناة الجزيرة ومسؤوليها، نعم أنتم بوادٍ ثالث، وادٍ غير ذي زرع، واد الفرقة ونبذ التصالح، واد الدمار والخراب... كفاكم أستهتاراً بعقول الناس، كونوا حياديين في مهنتكم، عودوا إلى صفوف الجماهير، أنبذوا عوامل الفرقة والخلاف، أسعوا في مناكب الصالح ولملمة الجراح، أستروا عورات شعبٍ أعزل لا حول له ولا قوة، أن الله ستار حليم، غفور يقبل التوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل