الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان الثلاثي على قطاع غزة

احمد فايق دلول

2009 / 1 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


""توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، أو من قلة نحن يومئذ يا رسول اله؟ لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل"" حديث نبوي شريف قاله قبل نحو 1430 عاما، وكأنه قاله بالأمس القريب أو في يومنا هذا أو حتى في هذه اللحظة، فالعالم اجمع يقف ضد شعب غزة الصابر، فهي الحركة التي تم إدراجها على قائمة الإرهاب، وذوي القربى كذلك يتولون مهمة العدوان على قطاع غزة، فأصبح الشغل الشاغل لحكام العهر في معظم البلدان العربية أن يحاربوا أهالي القطاع، والسبب أنهم انتخبوا حركة إسلامية يثقون بها ويعقدون عليها الآمال في تحرير البلاد واسترجاع الحقوق، أما الصهاينة فلا يألون جهدا من اجل كسر شوكة الشعب الفلسطيني، فيفرضون عليه حصارا سياسيا اقتصاديا ثقافيا فكريا نفسيا ... الخ

قطاع غزة جزء من بيت المقدس، أرضه المباركة التي لا يعمر فيها ظالم، وهذه بشارة بزوال قريب للحكم المصري الذي يفرض ظلمه وسيطرته على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة، ورسالة إلي الحاج عباس وأزلامه في التنحي عن قطاع غزة وتركها وشأنها، فالهاوية والهلاك على الأبواب، فلن يبقى مبارك او عباس او ياسر عبد نفسه أو أي من الزعران المتغطرسين والمتكالبين على القطاع. وكأن التاريخ يعيد نفسه، فالعدوان الثلاثي على مصر 1965، يتكرر اليوم ولكن بصورة مختلفة نوعا ما، وهذا ليدل على ان ملة الكفر واحدة، وملة النفاق واحدة، وأهل الله وخاصته أنفسهم في كل وقت وحين، فالمتكالبون على قطاع غزة منقسمون إلى ثلاث مجموعات ليشكوا عدوانا ثلاثيا على القطاع، فالعرب جهة والغرب وإسرائيل جهة، والسلطة الفلسطينية وأزلام المقاطعة جهة أخيرة، وسنحاول ان نفصل هذه الجهات كل على حدا:

الجانب العربي: العرب لعبوا دورا كبيرا في الحصار المفروض على قطاع غزة، فشددوا الخناق على القطاع ولعبوا دور الوسيط المنحاز الى الجانب الصهيوني، وسنستشهد فقط بالجانب المصري، في هذا السياق، وفي مجزرة السبت الاسود قد انكشفت العورة الحقيقة والوجه القبيح للرئيس المصري مبارك _لا بارك الله فيه_ فقد اعطى الضوء الاخضر للكيان الصهيوني بتنفيذ مجزرته على القطاع، وكما يبدو للعيان ان القبات الحارة التي تبادلها مبارك وليفني قد آتت ثمارها على أكمل وجه. وكذلك مما يُذكر ان مبارك قد منع دخول القوافل الليبية والقطرية العالقة في ميناء العريش، ليستكمل الدور الصهيوني الحاقد علة القطاع.
كذلك، نذكر وزير الخارجية المصري أبو الغائط؛ الذي قال بأنه لابد من معاقبة خالد مشعل وزعرانه ولابد من ان يدفع الثمن غاليا، والسبب انه رفض الحوار المائل الذي ترعاه مصر في مقر المخابرات المصرية، وكا يبدو ان ابو الغائط قد عاقب الشعب وليس خالد مشعل او أزلامه، فبأي ذنب تسقط أمي شهيدة؟ وبأي ذنب تسقط ابنتي شهيدة؟ وبأي ذنب تسقط جدي البالغ من العمر نحو ثمانين عاما شهيد؟ وبأي ذنب تسيل الدماء البريئة؟، وما هذه الأمور إلا لتكشف الوجه الخياني لأبي الغائط، فلولا خيانته للأمة لما تولى منصب وزير الخارجية.
وبالرغم من هذا الدور البعيد عن العروبة، إلا أننا نذكر دور الشعب المصري الذي خرج مؤكدا على ضرورة زوال الاحتلال ووقف العدوان وفك الحصار عن القطاع، وكما يبدو لي ان الشعب المصري واعيا، فمن من كان يقول: "الحبل ع الجرار" أي ان اليوم غزة، وغدا القاهرة. وما على المصريين إلا أن يفصلوا بينهم وبين نظامهم السياسي، تماما كما تفعل سائر الشعوب العربية والإسلامية الأخرى، لاسيما أن معاناتهم منه تبدو أكبر من معاناة الأمة.

الجانب الفلسطيني: لم يختلف كثيرا عن الموقف العربي، فوجهه بين رفض العدوان ومباركته، خاصة وان العدوان أطال المقرات الأمنية التي كانت في السابق معاقل للفلتات الأمني والفساد في القطاع، حيث حمّل الرئيس عباس كامل المسئولية الى حركة حماس باعتبارها تُطلقُ صواريخا عبثيا على إسرائيل _على حد تعبير عباس_ وهنا، فقد استنكر مسئول امني صهيوني تصريحات عباس، حيث قال: "نستغرب تصريحات عباس بوقف الهجمات على غزة، وقد كان منذ زمن بعيد يطالبنا باجتياح موسع لقطاع غزة"، اذن العدوان مشترك على القطاع، ويبدو أن الحاج عباس قد نسي ان الصواريخ العبثية وصلت على بعد 15كم من مفاعل ديمونة النووي، وعلى بعد 5 دقائق زمنية من تل الربيع المحتلة، وكذلك وصلت هذه الصواريخ إلى عسقلان لتضرب عمارة مكونة من ثمانية طوابق، والى المجدل وأسدود، والى قاعدة حستاريم العسكرية التي انطلقت منها الطائرات لضرب قطاع غزة وبيروت من قبل، وأقصى مدى وصلت إليه الصواريخ نحو 60كم، وذلك في خطوة لم تكن متوقعة من قبل.

الجانب الصهيوني: الغرب وخاصة الفرنسيين، إضافة إلى الكيان الصهيوني الغاصب، لهم موقف يدعو الى اجتياح موسع لقطاع غزة، حيث استخدم الكيان هذا العدوان كدعاية انتخابية، فمثلا نرى ان تسيبي ليفني التي ترغب بترشيح نفسها لرئاسة الوزراء قد حشدت الدعم العربي الكبير وخاصة من الجانب المصري والسعودي، إضافة إلى الجانب الفلسطيني الانبطاحي، أما وزير الحرب أيهود باراك فقد صرح بأنها الحرب الطاحنة من اجل إيقاف الصواريخ وإنهاء حكم حماس في قطاع غزة، والحقيقة غير ذلك، فلا اعتقد ان الدماء البريئة التي سالت هي من ضمن حركة حماس، فالأطفال والنساء والشيوخ والشباب والعلماء ايضا، جميعهم قد وقع ضحية هذا العدوان الجائر، ولكن كما يبدو ان هذا العدوان ذات جوانب سياسية اقتصادية اجتماعية تعليمية نفسية متعددة، سأذكرها في مقال موسع، وهذا العدوان يأتي كخطوة مضادة ومعاكسة من اجل القضاء على الإسلام وإخافة الأنظمة العربية الحاكمة في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شيء مؤسف
محمد الفار ( 2009 / 1 / 7 - 16:17 )
هل أولويات النشر في الحوار المتمدن تسمح بنشر مقالات إسلاموية فاشية بائسة ضمن مقدمة المقالات

اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |