الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محصلة عام من الحرب الامريكية في العراق

فهد ناصر

2004 / 3 / 15
ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري


الحرب بكل مافيها قذرة ومنبوذة،القتل،التدمير،التشرد وتحويل حياة الابرياء الى جحيم كلها مفردات سرعان ماتتبادر الى ذهن ومخيلة الانسان لتكون مرادفة للحرب .
عاش العراقيون الحرب عقود طويلة وهاهم يواصلون الخضوع لحرب ربما هي الحرب الاخيرة،حرب مفتوحة علىكل الاحتمالات ولاتعرف لها نهاية ما،هي حرب أمريكا المتواصلة منذ عام في العراق،حرب أنطلقت تحت شعارات وأهداف شتى غير انها كانت كاذبة وزائفة،تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل العراقية ويبدوا ان العالم سيتخلص من بوش وفرقته في البيت الابيض ولم يتمكن أحد من أثبات أمتلاك العراق لاسلحة دمار شامل فكل المعطيات والدلائل تؤكد عدم أمتلاك العراق لهذه الاسلحة والا فأين هي،ربما هربت وأخفيت لدى دول الجوار،لكن أية دولة أو حكومة حمقاء كانت تعرف ما سيؤول اليه مصير نظام الحكم في العراق بفعل الصواريخ والطائرات والجيوش الامريكية وتقبل أن تخبأاسلحة دمار شامل خصصت عشرات أقمار التجسس الصناعية المتطورة وكل تقنيات المعلومات وأعداد لا تحصى من العملاء ومحللي المعلومات من أجل متابعتها وجمع المعلومات عنها حتى تقوم الادارة الامريكية بصقورها وحمائمها بأقناع العالم أو تصوير أن صدام حسين قادر على أفناء العالم خلال لحضات أو دقائق معدودات.
قالوا الحرب من أجل القضاء على الدكتاتورية والقمع والاستبداد الوحشي والاعدامات الجماعية وأستلاب الحريات وسحق حقوق الانسان،اليس صدام حسين وهذه الدكتاتورية هي من أنتاجهم ووليدة مختبرات السي أي أيه من أجل أنتاج شرطي وحارس للمصالح والاهداف الامريكية ولو كان ذلك على حساب أرواح وحقوق وحريات ملايين الضحايا من العراقيين .
قالوا الحرب من أجل أشاعة وتثبيت الديمقراطية وسيكون عراق ما بعد صدام حسين نموذج البلد الديمقراطي غير أن محصلة عام من هبوب رياح الديمقراطية وسيطرة أمريكا وأتباعها في العراق تثبت العكس فكل قرار ومشروع ومقترح يصدر من مجلس الحكم الخاضع لامريكا يؤكد أن الديمقراطية التي تسعى اليها أمريكا تتكسر على صخرة حلفائها من الاسلاميين والقوميين الذين تريد منهم ان يكونوا أساسا لنظام الحكم القادم في العراق،ديمقراطية أمريكا أطلقت يد الاسلام السياسي بكل أشكاله وجعلته يمارس جرائمه و مجازره وأرهابه المتزايد بحق الابرياء من العراقيين ويسعى لتحقيق حرب الطوائف التي هيئت كل مستلزماتها بدعم من أيران ودول الجوار فيما القوميين الاكراد يصعدون من حدة التوتر والمواجهات القومية بما يجعل أمل الاستقرار والامن وسلطة القانون الانساني والعادل أملاً بعيد المنال.
ما تريده أمريكا من حربها ضد العراق هي أنها تريد أخضاع العالم بدوله وحكوماته لسلطتها ومصالحها واهدافها الستراتيجية وان الحرب على العراق وأسقاط نظام الحكم فيه ليس سوى رسالة أولى لكل الحكومات والحكام في الشرق الاوسط وفي كل مكان من أجل الخضوع لامريكا وأهدافها.
عام مضى على الحرب وسقوط نظام الحكم الفاشي في العراق كان كافيا ًلكي يرسم ملامح المصير الاسود الذي ينتظر العراقيين على يد القوى المرتبطة بامريكا والعاملة في مجلس الحكم ،عام مضى عملت القوى الرجعية من قومية أو أسلامية على تعريف العراقيين على أساس الهويات اللاانسانية والزائفة،هويات القوميات والطوائف والاديان هذه الهويات والتعريفات التي تزيد من حدة التناحر والصراعات البشعة .
لقد تحول العراق خلال عام الى مسرح كبير وخطير تحسم فيه الصراعات القذرة لدول وأطراف كثيرة وجدت في العراق الساحة المناسبة لتصفية حساباتها وصراعاتها،ايران وتركيا والدول العربية ،أمريكا والاسلام السياسي .كل طرف منهم أن لم يحضر هو بقواته وجيشه فقد جند وسلح من يقوم بالدور نيابة عنه من الاحزاب القومية والاسلامية .
القتل وأطلاق النار العشوائي ضد العراقيين من قبل الجنود الامريكيين أصبح ظاهرة سرعان ما تتحقق لمجرد انفجار عبوة ناسفة من زرع أرهابيي المقاومة او أطلاق نار باتجاه المجنديين الامريكيين .حياة وامن واستقرار العراقيين أصبحت لعبة مابين أمريكا وحلفائها من جهة ومجاميع الارهاب المقاوم من جهة اخرى كالقاعدة وأنصار الاسلام والزرقاوي وابو حفص المصري ومن مختلف التنظيمات القومية والاسلامية الساعية لتصفية حساباتها الاخيرة مع أمريكا.
الحرية، المساواة، الامن، الاستقرار،العمل والرفاه هي المطاليب التي رفعتها جماهير العراق بوجه جيوش ودبابات وصواريخ الديمقراطية الامريكية ومنذ اللحظات الاولى لاسقاط نظام الارهاب البعثي .غير أن قيام دولة وحكومة لا تعرف العراقيين على أساس الهويات الزائفة قومية أو دينية او طائفية،حكومة علمانية وفصل الدين عن الدولة وأقرار المساواة التامة مابين المرأة والرجل وأطلاق الحريات العامة قد اصبحت المطالب التي تتصاعد حدتها بين صفوف العراقيين من أجل قطع الطريق على قوى الارهاب الاسلامي والقومي وكل القوى الطائفية والعنصرية الرجعية وأفشال مخططاتها في أقامة وتحقيق أحلامها المعادية للانسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ماذا عن إصدار محكمة عسكرية حكما بالسجن سنة بحق المعارض


.. مشاهير أمريكا. مع أو ضد ترامب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الولايات المتحدة وإسرائيل ..الدعم العسكري| #التاسعة


.. ما هي التقنيات الجديدة لصيانة المباني الشاهقة؟




.. حماس تتهم إسرائيل بقطع الطريق على جهود الوسطاء | #غرفة_الأخب