الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتاجرة بدماء الفلسطينيين فى غزة... إلى متى؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2009 / 1 / 8
القضية الفلسطينية


لقد شعرنا بالانزعاج الشديد حين بدأت الطائرات الإسرائيلية فى إلقاء قنابلها "الغبية" على أهلنا فى غزة يوم السبت الأخير من شهر ديسمبر المنصرم. وليس غريبا أن يأتى هذا الاعتداء بعد حصار اقتصادى عنيف لم يجد المواطنون معه طعاما يسدون به رمق أولادهم أو ثيابا تقى أبدانهم أو حتى أدوية تخفف ألآلامهم. وقبل أن تنقل أشلاء القتلى "وعددهم بالمئات" من شوارع غزة إلى مثواها الأخير علت أصوات محترفو الكلام فى الفضائيات العربية وظهرت نفس الوجوه القميئة التى اعتدنا عليها فى مثل هذه المناسبات وشعرنا بالاتهامات تلقى يمنة ويسرة حيث تلقت مصر النصيب الأكبر من فحيح الأفاعى والقدر الأكبر من الانتقادات غير المبررة. وهذا فى حد ذاته لم يكن ليؤثر فينا نحن المصريين لو أنها تصريحات لوجه الله أو تحمل بعض الحقيقة ولكن ما جعلنا نشعر بالغصة فى الحلق والصدر فهو أنها صدرت عن أصوات انتهازية تتاجر بأشلاء القتلى ودمائهم وتبحث عن شماعة لتوارى بها فشلها وعجزها عن مواجهة أزماتها الخاصة التى افتعلتها وجلبت الدمار لبلادها. من المعروف أننا لا يمكن أن نغض الطرف عن مشهد القتلى والجرحى فى شوارع غزة ونشعر بالعطف تجاه النساء الثكلى اللاتى يصرخن فوق أنقاض منازلهن غير أن الأمر يتطلب التوقف هنيهة لبحث الأسباب التى أدت إلى هذه النتيجة الكارثية.

لا نبالغ إذا قلنا إن هذه الحناجر التى تتهم مصر بالعمالة والخيانة هى التى أشعلت الفتيل فى الثوب الفلسطينى حين ساعدت وساندت حماس للانفراد بالسلطة فى غزة. لقد انتهز مسئولو حماس فرصة إصرار السلطة الفلسطينية على إجراء انتخابات نزيهة لتحصل على أغلبية الأصوات التى خولت لها تشكيل الحكومة وسرعان ما حذت حماس حذو حزب الله فى إقامة دولة داخل دولة من خلال الاستيلاء على مكاتب فتح وفرض السيطرة على غزة ومعابرها والنتيجة هى أن فلسطين صارت كيانين مستقلين أحدهما فى الضفة الغربية والآخر فى غزة. ومن الواضح أن مصر تنبأت بخطورة الوضع القائم فأولت اهتماما غير عادي بالملف الفلسطينى وسعت لتوحيد وجهات النظر بين الفرقاء الفلسطينيين حتى تسفر المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى عن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. ولعل من مظاهر الاختلاف الفلسطينى الفلسطينى هو أن منظمة التحرير الفلسطينية تعترف بإسرائيل وفى حقها فى الوجود أما حماس فقد رفضت الاعتراف بالكيان الإسرائيلى. هذا رغم أن هذا الاعتراف هو الذى ساعد على إنشاء السلطة الفلسطينية التى شاركت فيها حماس قبل أن تنقلب عليها تماما كما فعل حزب الله فى لبنان حيث استدار جنوده ووجهوا فوهات بنادقهم إلى الداخل مؤكدين بذلك بأن حزب الله دولة مستقلة لا تخضع مليشياته لسلطة الحكومة اللبنانية. الغريب أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ترك الانقسام الفلسطينى الذى لم يشر إليه فى خطاباته وأخذ يمارس قدراته البلاغية فى إلقاء الاتهام على مصر وكأن مصر هى التى حرضت الفلسطينيين على الانقسام الذى أدى إلى النكبة التى يعيشها الشعب الفلسطينى فى غزة اليوم وسوف يؤدى إلى نكبات أعظم إذا لم تتغير هذه الأوضاع الشاذة. وربما يعتقد نصر الله أن الشعب المصرى الذى عبر عن إعجابه برجال حزب الله حين تصدوا للاعتداء الإسرائيلى قد ينساق وراء عباراته التحريضية ويقضى الليل فى الشوارع مطالبا فتح معبر رفح. لا شك أن هذا الشعب يعرف أن المتحكم الأول فى عبور العابرين هم رجال حماس بعد طرد رجال السلطة الفلسطينية ويدرك أيضا أن مصر من حقها أن تؤمن حدودها الشرقية ولا يمكن فتح الأبواب على مصراعيها لكى تتسلل عناصر لا نعرف أهدافها. لسنا فى حاجة إلى أن نؤكد أن مصر هى الدول العربية الوحيدة التى خاضت عدة حروب حقيقية لا كلامية مع إسرائيل وقدمت الآف الشهداء وتعرض أرضها للاحتلال بفضل سعيها الحثيث للدفاع عن القضية الفلسطينية منذ عام 1948م. لسنا فى حاجة إلى مزايدة المزايدين الذين لم يطلقوا طلقة واحدة ضد إسرائيل ولم يقدموا شهيدا من أبنائها وما يثير الدهشة أن الهجوم ضد مصر يصلها من دول مازالت أرضها تحت نير الاحتلال ولا تحرك ساكنا حين تنتهك الطائرات الإسرائيلية سيادتها وتلقى بقنابلها على أهداف محددة وتعود بسلام دون أن تتعرض لطلقة واحدة ثم يظهر مسئولوها على شاشات التلفزة ليصرحوا بأنهم سوف يردون فى المكان المناسب والوقت المناسب. ومازلنا نتوق لمشاهدة هذا الرد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظرة حيادية
ahmad ali ( 2009 / 1 / 7 - 20:45 )
وهزه ليست حيادية راجع ما قاله عمرو سليمان سليمان ربما تتغير نظرتكأنت تنظر للموضوع بعين واحدة


2 - You understand updown
Samira ( 2009 / 1 / 8 - 08:51 )
لا بارك الله فيك على هذا المقال والأفكار التي لا تمت للحقيقه بصله...........لعنة الله عليك وعلى النظام المصري


3 - كلمة حق
المعلم الثاني ( 2009 / 1 / 8 - 12:57 )
ما تقول هو الحق عينه....كلما تألمت لرؤية مآسي شعب غزة كلما ازددت حنقا و قرفا من المجرمين في حماس وحزب الله المتاجرين بالدماء...أثور لرؤية المغرر بهم مغيبي العقول عالما بأنهم سيزدادون عماء و تعصبا ...ألم يكونوا يرقصون طربا لموت المدنيين في أمريكا واسرائيل؟ ألم تستهدف صواريخ حماس المدنيين في اسرائيل (وأنا أستخدم كلمة _تستهدف_ التي يحلو للبعض التغابي عن معناها....فاسرائيل _تستهدف المسلحين_ المختلطين مع المدنيين فيموت الكثيرون منهم أما حماس فإن _هدفها_ هو المدنيين)...في النهاية يتحمل كل نتائج خياراته


4 - اسئلة
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 8 - 18:52 )
وبشتيمتك لحماس ونصر الله تريد ان تخبرنا ان نظام مصر وطني وغير عميل؟ ماهذا المنطق الاعوج؟ لم لاتشتغلون محامين لاسرائيل؟

اخر الافلام

.. الحرس الثوري: يجب ألا تؤدي نتائج الانتخابات إلى إضعاف جبهة -


.. اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني والدعم السريع| #غرفة_الأخ




.. 300 من حفظة القرآن الكريم بمدينة غزة يتلون القرآن الكريم عن


.. جنازة ضابط إسرائيلي قتل في رفح بقطاع غزة




.. لقطات جديدة لمداهمة جنود لأنصار دواعش الذين احتجزوا رهينتين