الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلباب العروبه وعورة الانظمه العربيه

عبد العزيز الخاطر

2009 / 1 / 9
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


المشهد يكاد لايصدق, الوعى العربى عاجز عن استيعابه, ادراك الشعوب العربيه من المحيط الى الخليج يكاد ينشل لغرابة ما يحدث, الجهاز المفاهيمى لهذه الشعوب يشعر بغرابه ما يتلقاه من عملية احلال لاتستقر وما الفه من مفاهيم عدها من ابجديات تاريخه بل ومن بناءه العضوى ونسيجه الدموى. اردوغان التركى يجوب العواصم العربيه يقرب وجهات النظر ويحتوى الشقاق بين الاشقاءالعرب ويصوغ مبادرات حفظ الدم العربى وماء وجه الانظمه العربيه بل ويتسامى فوق" تركيته" ليهدد بان دماء سكان غزه “العرب” لن تذهب هباء او هدرا, تشافيز يدخل التاريخ العربى من اوسع ابوابه ويفعل مالايفعله اشقاء القتيل واباء الضحيه انتقاما لعرضهم المدنس وحقهم المغتصب, يطرد السفير الاسرائيلى ايمانا بالقضيه وبقيمة الانسان فوق كل شى غير ابه بالمصطلحات السياسيه ولا بثوابت الجغرافيا ولابحتمية التاريخ المشترك او المصير الواحد ,ابجديات الامه الواحده التى تغنينا بها طويلا وتخلينا عنها كلمح البصر, فى بعده عذر له وفى عدم اهتمامه عذر مشروع له كذلك ولكنه ابى ان لايكون الاانسانا ينصر المظلوم اينما كان ومن اى عرق تحدر.نحن امه تجهل التاريخ وتجهل مكامن قوته. كيف يمكن للمواطن العربى ان يصدق ذلك , امر لايصدق حتى على مستوى القبيلة او الطائفه, لاتتخلى القبيله ولا الطائفه عن الدور المنوط بهما للغير فكيف بالأمه وهل تبقى كذلك فيما لو حصل ذلك . فى اعتقادى ان هناك امور يجب الاشارة اليها لتبيان اسباب وصول الأمه الى هذا الدرك الخطير من التفكك والغياب والاضمحلال والهوان على الناس اولها:
استبدال الذى هو اعلى بالذى هو ادنى اى استبدال الرابطه “القوميه” بالرابطه “القطريه” الضيقه وتفضيل الحسابات الفئويه الصغرى, على الحسابات الكبرى المصيريه.
ثانيا: النزول الى مستوى المرجعيات الاولى الصغيره والمتفككه اثر هذا الاستبدال فالانظمه العربيه فى حقيقتها وجراء ذلك اصبحت عباره عن قبائل او طوائف وانفصلت عن قاعدتها الشعبيه وبالتالى اصبح البحث عن مصالحها الضيقه والخاصه ديدنها الشاغل, الرابطه القوميه اعلى درجه والمفترض تحويلها الى رافد حقيقى لمجتمعات مدنيه تقوم على المواطنه لا النكوص الى الوراء تلك هى هزيمه العرب الحقيقيه او بدايتها الفعليه , لم يهزم العرب والرابطه القوميه هى الفاعله,هذه الروح هى روح المقاومه والاصرار وقبول التحدى التى تلاشت رويدا رويدا بعد كامب ديفيد.
ثالثا: اثر ذلك غابت الزعامه والقياده وتحولت الى وكاله او وساطه بحكم انتقال الانظمه من دور المعبر عن الشعوب الى دور التاجر المستغل لها والمتلاعب بعواطفها.بحكم الانفصال كما اشرت والتكور حول الذات.
رابعا: الانقياد وراء وهم العولمه ومروجيها بان العالم سوق كبير وان البضاعه وقوى السوق هما العامل الاساسى لبقاء الدول وتطورها ولم نع بان التاريخ لم يشهد عوده للقوميه والاثنيه مثلما يشهده الان.وفى اوروبا بالذات.
خامسا: اوهمونا ان ثمة تعارض بين العروبه والاسلام فرفضنا عروبتنا ولم نحسن اسلامنا ولا يكتمل احداهما الا بالاخر.حاربوا العروبه بالاسلام فى فتره وحاربوا الاسلام بتفكيك بلاد العروبه قلب الاسلام النابض احيانا اخرى.
سادسا: اوهموا قياداتنا بان القضيه الفلسطينيه هى سبب تخلف العرب وضياع مواردهم وتفشى الاستبداد فى انظمتهم هكذا ليكسروا الرابطه القوميه الاساسيه فى مقاومة الامه وصمودها , فتراجعت قضيه العرب الاولى من بؤرة الاهتمام لهذه الانظمه الا من مساعدات طبيه واسعافات اوليه من حين الى اخر ومع ذلك لم تاتى الديمقراطيه ولم تتناقص مساحة الفقر بين شعوب الامه ولم تتقدم الامه لاتكنولوجيا ولا حتى اخلاقيا.
سابعا: لم تشهد الانظمه العربيه عبر تاريخها احراجا ولاتقزيما ولا انكشافا مثل ماتشهده اليوم سوى امام شعوبها او امام العالم اجمع بل وحتى امام اسرائيل المتربصه والتى تهدد العرب من عاصمتهم الكبرى. ثمن خلع جلباب العروبه باهظ بلا شك.والتنكر لها انتحار لانه انكار للذات , لم يتنكر احد لقوميته مثل ما تنكر بعض قياداتنا مع الاسف الى درجة الاصرار على ان انتصار حماس خط احمر وان نصر اسرائيل هو الحل الامثل والوحيد لكارثة غزه , تغلبت المصلحه الذاتيه الشخصيه للعائله على مصلحة الامه وتاريخها ومستقبلها. طمست الرؤيه وضاعت البوصله لفساد النوايا لحبهم للعاجله فى حيث انهم يذرون وراءهم يوما ثقيلا.
ثامنا:الخلط بين السياسى التكتيكى والمصيرى الاستراتيجى فالخوف من التمدد الايرانى مثلا يجب ان لاياتى على المصيرى الاستراتيجى كهزيمة المقاومه العربيه والاصرار على نصر اسرائيل فى غزه.
لقد تعلمنا من اطفال غزه ان العروبه هى قدرنا, لقد تعلمنا من اردوغان وتشافيز بان العروبه ليست بأبى احد منا ولكنها انسانية الهوى تبتغى كرامة الانسان اين كان وحيثما وجد. علمنا اطفال غزه ونساؤها وشيوخها بانهم اكثر عروبيه ووطنيه من كثير من مدعيها من الانظمه والقيادات. علمنا اطفال غزه ان المتنكرون لذواتهم وتاريخهم فى الدرك الاسفل من التاريخ الى جانب الخونه والمارقين. علمنا اطفال غزه ان الزعامات المعول عليها قد ذهبت ولم يبقى سوى التجار والمساومين وهنا يطلب الموت لذاته.
لقد نزعنا جلباب العروبه تحت دعاوى كثيره اقليميه ودوليه وعولميه ولاثمة رداء اخر يمكن لاحد ان يوفره لنا لنرتديه لسبب بسيط وهو ان قومية الامه معطى الهى ,التخلص منه تخلص من الذات وهو قدر اى امه , يمكن ان تبنى عليه ولكن لايمكن التنكر له كما تفعل بعض قياداتنا اليوم , انها الدم السارى فى شرايين الامه فاين منها الهروب منه وكيف ينجو هاربا من دمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كارثة المنطقة في عروبتها
محمد البدري ( 2009 / 1 / 9 - 04:57 )
اي قطرية واي قومية واي جلباب تتكلم عنه. المنطقة كلها ملوثة بالعروبة فهي اصلا ليست شعوبا عربية انما شعوب وحضارات اعمق بكثير مما يسمي عربا ولها تراث اغزر مما عند العرب. فلا الاسلام بقادر علي تقديم اي جديد لاهل المنطقة أما العروبة فقدمت القبلية والجاهلية العربية لمن كانوا اكثر تحضرا ومدنية منهم. علي العرب ان يتخلوا عن عروبتهم إذا ارادوا لهم وجود في هذا العالم اما نحن الذين لبسنا جلباب العروبة ولم ينفعنا الاسلام بشئ فعلينا بالبحث حن حل خارج تلك القيود الجاهلية لحاق بعالم لا يعرف التلكؤ ولا يتمني الغيبيات كحل ومنتهي لمشواره المعرفي.


2 - خلط
عبدالعزيز ( 2009 / 1 / 9 - 11:49 )
يبدو انك ياسيدى تخلط ما علاقة العروبه بالغيبيات وكيف تريد للعرب ان يتخلوا عن عروبتهم كيف يلتحقوا بقوميه اخرى و وضح . نعرف ان هناك حضارات اخرى قامت فى المنطقه واذا اردت ارجع للتاريخ لتعرف عن عروبة المنطقه تاريخيا طرحك ياسيدى عدمى وبائس وينم عن يأس


3 - العروبة والإسلام سبب البلاوى
طاهر مرزوق ( 2009 / 1 / 9 - 16:52 )
أحيى الأخ محمد البدرى على تعليقه وأضيف بأن الأحقاد التى يزرعها الإسلام ورجال دينه يومياً فى الأطفال والكبار لن يجلب إلا الخراب لمجتمعاتنا ومادام العربى المسلم يردد يومياً - غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين-
كانت الحضارة موجودة قبل الإسلام ودخول العرب الذين أوقفوا حضارتنا ولوثوا عقول البشر بعبارة خير أمة أخرجت للناس
متى تعود الروح إلى الناس ليدركوا أن الوطن فوق الدين والعروبة ؟


4 - من انت
عبدالعزيز ( 2009 / 1 / 9 - 19:19 )
اخى طاهر من انت اسمك يدل على انك عربى , اما الاسلام فلم ياتى عليه المقال البته سوى اشاره.


5 - فهم ضيق
عبدالعزيز ( 2009 / 1 / 9 - 19:28 )
يبدو ان فهمكم ضيق لمعنى العروبه كرابطه فوق المرجعيات الاولى كالقبيله والطائفه او ان بعض التجارب الفاشله هى من ساعد على ضيق الافق والفهم لديكم

اخر الافلام

.. قذائف إسرائيلية على غزة في أول أيام العيد بالرغم من إعلان -ه


.. جزيرة إيطالية توفر إقامة مجانية لثلاث ليالٍ ولكن بشرط واحد




.. حريق هائل يدمر فندق ماريسفيل التاريخي في ولاية كاليفورنيا


.. جبهة لبنان – إسرائيل.. مخاوف من التصعيد ودخول إيران ومساعٍ ل




.. هل تنضم إيران إلى حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟| #الظهير