الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرطي المصري اللغز أو عنكبوت غرفة النوم

حمزة الحسن

2009 / 1 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


المقربون من المنزل الرئاسي يقولون ان الرئيس لا ينام قبل مقابلته، ولا يثق بأحد في جولاته المكوكية غيره، وحتى في رحلته المشؤومة الى اثيوبيا عام 1995 لحضور مؤتمر القمة الافريقي وتعرضه لمحاولة اغتيال كان عمر سليمان مدير المخابرات الى جانبه، بل هو من نصح الرئيس بأن يصحب معه سيارته الرئاسية المصفحة والمضادة للرصاص في الطائرة فازداد قربا من " العائلة الحاكمة" حتى ان الرئيس اطلق اسم حفيده الثاني على اسمه : عمر.

لواء أركان حرب ، صامت، وكتوم، وتقليدي، ومنضبط، هادئ، وقليل الكلام، خريج كلية عسكرية في موسكو " كلية فروزنو" من أيام عبد الناصر، وعدو شرس للشيوعية والحركات الاسلامية ومغرم بفكرة المحافظة على" النظام" كولاء تقليدي أو قناع يخفي طموحات دفينة، وعكس كل مدراء المخابرات في تاريخ مصر الحديثة، هو وحده من يقوم بأدوار سياسية علنية في الظاهر في حين فضل الاخرون العمل السري.

تصفه صحيفة اسرائيلية زارته ان مكتبه هو عبارة عن" قصر رئاسي" وانه من الصنف الذي يطلق عليه العرب" رصين، وعاقل، ومتوازن" وهو أحد أقنعة هذا الرجل الكثيرة لكن أخطرها هو دوره المنسي والمسكوت عنه والخطير في في قضية الصراع العربي الاسرائيلي، وزياراته العلنية ـ والسرية ـ الغريبة المستمرة الى اسرائيل كمبعوث رئاسي مؤتمن.لم لا؟

الرئيس نفسه لا ينام قبل ان يسمع هذا الحكواتي وهو يروي له سيرة الاحداث اليومية الامنية بصورة خاصة لكي ينام الرئيس مطمئنا لوجوده حيا في صباح اليوم القادم ـ ليس حيا فحسب بل وكرئيس أيضا.

وعند قراءة تسلسل الاحداث بما في ذلك المعلومات العامة والمقالات والجولات بل حتى البديهيات المتوفرة ووضعها اليوم في نسق منطقي صحيح، فلا شك ان هذا الرجل الامين والحليف القوي للعائلة المالكة والخليفة المنتظر ومنقذ الاسرة الحاكمة من شرور المستقبل ومن تصفية أو مذبحة كما يحدث عادة في الهزات السياسية الكبرى في العالم العربي، هذا الرجل هو مهندس الحرب الاخيرة على حركة التحرير الفلسطينية وان زياراته المستمرة من والى اسرائيل على مدى سنوات كانت لهدف محدد وسري تظهر ملامحه اليوم.

عمر سليمان المولود في 2/7/1935، ومصادر اخرى تقول 1936، هو حامل الحقيبة السرية ومهندس الجريمة الاخيرة ضد الشعب الفسلطيني والمصري والعربي ومجازر اخرى قادمة.

لكن السؤال المنسي والمطموس والممنوع ربما في مصر هو: كيف يمكن للشعب المصري ونخبته السياسية والفكرية والثقافية أن تقبل بهذا الاختزال المخزي لدورها وان يقوم هذا الشرطي بكل هذه الادوار السياسية المصيرية بلا احتجاج أو وعي في الاقل لطبيعة هذا الرجل وطبيعة الدور؟

هل شحت مصر وهو تضم اكبر نخبة سياسية ودبلوماسية محترفة ونخبة فكرية معروفة بحيث لم يعد غير هذا الشرطي لكي يقوم بهذه الادوار التاريخية في مناخ من الصمت والتجاهل واللامبالاة كما لو ان زيارته العلنية في الظاهر والسرية الاهداف تحولت الى ظاهرة طبيعية كنزول المطر؟

عمر سليمان الحكواتي الليلي للرئيس الذي تصفه صحف اسرائيل بالصامت والعاقل والغامض والتقليدي لا يروي حكايات متخيلة قرب سرير نوم الرئيس، ولكنه هو صانع حكايات أو صانع كوابيس ينشغل بها الجميع علنا، الا هو: يجلس خلف مكتبه يدخن، على فنجان قهوة ـ يصله مع علبة التدخين في اوقات دقيقة ومجهرية حسب ما توفر من معلومات عامة ـ يراقب مصائر الناس الذين قرر لهم في غرفة نوم الرئيس هذا المصير.

الغموض والصبر والنسج والانتظار والسرية هي من صفات العنكبوت ايضا ـ عنكبوت مصر القادم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب