الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائية -الحرة- في ضيافة العرب كرم الضيافة لم يحصل بعد والقهوة بدون هيل

بهية مارديني

2004 / 3 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بدأت قناة "الحرة" الأمريكية بمزاولة نشاطها في سورية ، قبل حصولها على التراخيص الرسمية اللازمة. ‏ونسب الى مصادر إعلامية مطلعة قولها أن القناة لم تتقدم بطلب اعتماد رسمي إلى الحكومة السورية إلا أنه سمح لها بمزاولة العمل في دمشق عبر منتج منفذ.
ولم يتطلع السوريون بحماسة الى دخول قناة الحرة الى بيوتهم اذا رأى كثيرون انها تهدف الى تلميع
الوجه المزعج للسياسة الاميركية في المنطقة خصوصا في المرحلة الراهنة حيث لايمر اسبوع الا ويوجه مسؤولون اميركيون تهديدات علنية او مبطنة الى سورية ولم يتوقف الامر عند هذا الحد اذ ان الاميركيين اقروا قانون محاسبة سورية الذي ينص على فرض عقوبات سياسية واقتصادية ودبلوماسية على سورية .
ويعتبر سماح الحكومة السورية للحرة بالعمل في الاراضي السورية قرارا غير مفاجىء خصوصا وان السوريين يعربون في كل مناسبة عن رغبتهم في الحوار مع الاميركيين وبالتالي فان المنع لن يساهم في
انعاش أي حوار كما انه من غير المجدي للسوريين ترك الاطراف الاخرى تعبر عن مواقفها بينما هم
يتفرجون دون ان يبدو أي ردة فعل وهكذا انتصر التفكير البراغماتي على التشنج السياسي والايدلوجي.
ورغم ذلك فان انتقادات لاذعة وجهها السوريون لطريقة العمل الاميركية الجديدة حيث نصح السفير السوري في سلطنة عمان الدكتور رياض نعسان آغا في مقال له الولايات المتحدة الأمريكية إذا كانت تريد تحسين صورتها في العالم العربي والإسلامي بإغلاق قناة الحرة وأن تنفق ميزانيتها على بناء منازل للفلسطينيين الذين هدمت إسرائيل بيوتهم أخيرا، وباتوا يعيشون في العراء. ويقول إن عملا من هذا النوع يحقق مصداقية لا تحققها البرامج التلفزيونية مهما كان المتحدثون فيها بارعين.
بدورهم استبق عدد من كتاب الاعمدة في الصحف الرسمية السورية اطلاق الحرة بنزع مبدأي الحرية والموضوعية عنها لكن الحكومة فضلت التريث قبل اطلاق الحكم النهائي رسميا الى حين متابعة تغطيتها القضايا العربية .
وربما استبقت السفيرة الاميركية في دمشق مارغريت سكوبي مثل هكذا حكم باجتماع مع وزير الاعلام السوري احمد الحسن ولكن مصادر اعلامية سورية اكدت بان السلطات لم تتلق طلباً رسمياً لاعتماد مراسل لمحطة الحرة مشيرة الى انه عندما يصل مثل هذا الطلب سيدرس كبقية الطلبات الاخرى دون أي تمييز .
وبانتظار ان يتبلور موقف واضح من الحرة على ضوء برامجها يرى العديد من المراقبين أن القناة الجديدة ليست مجرد فضائية تعمل على تشجيع الاعتدال والمعتدلين ونشر رسالة الحرية والديمقراطية في العالم العربي بقدر ما هي إحدى أدوات الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمنطقة "الشرق الأوسط الكبير" الى جوانب وسائل اعلامية متعددة مثل راديو سوا ، اضافة الى تدريب الصحفيين العرب في المؤسسات الصحفية والإعلامية الأمريكية. كما أنها تطبيق عملي لإحدى التوصيات الصادرة عن التقرير الذي أعده الفريق الاستشاري حول الدبلوماسية الشعبية والذي طالب بتدشين حملة إعلامية واسعة النطاق تعمل على تحسين صورة الولايات المتحدة والمحافظة على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط.
ورغم كل شيء يبدي المتخصصون شكوكا كبيرة في ان تحقق الحرة هذه الاهداف اذ انها تواجه عدة عقبات رغم الامكانيات المالية الهائلة التي وفرها الكونغرس الاميركي لها ..
ويتمثل التحدي الأول في مدى قدرة القناة على إقناع الرأي العام العربي والإسلامي المعبأ سياسيًا ضد الولايات المتحدة بأن برامجها ليست عملاً دعائيًا أو ترويجًا للسياسات الأمريكية في المنطقة
اما التحدي الثاني فهو تحد مهني يتمثل بقدرة المحطة على الارتقاء بمستواها لتوازي على الاقل المحطات الاخرى العاملة في نفس المجال وهو ما لم تستطع المحطة تحقيقه حتى الان ذا لوحظ ان انطلاقتها كانت ضعيفة وانها لم تملك ادوات التعبير عن المشروع الاعلامي والسياسي الأميركي او تجسيده في مقدماته, وهو ما رصده المراقبون في اخطاء متكررة حتى في المسائل السياسية المباشرة من مقابلات واختيار للاحداث وتسليط الضوء على بعضها وتجاهل كل ما يعوق او يتناقض مع المشروع المحدد مسبقاً والمرسوم لها,كما ان مذيعي المحطة وقعوا في متاهة النمطية بسبب الاسئلة المعدّة مسبقاً", ما ادى الى ظهور الحوارات بمظهر بائس اضفى على المحطة بشكل عام مظهرا باهتا .
ورغم كل الصخب الذي رافق انطلاق القناة فان خبراء اعلاميون يؤكدون بان نجاح الحرة لايكمن في قدرتها على تقديم رسالة إعلامية صادقة خالية من دون تشويه بقدر ما يتطلب تغييراً شاملاً في لسياسات الأمريكية في المنطقة العربية حتى تلامس أرض الواقع الذي تعيشه هذه المنطقة، وتصبح أكثر عدلاً وإنصافاً تجاه القضايا العربية إذ إن تقديم أية رسالة إعلامية من دون أن تعكس بموضوعية طبيعة الأوضاع الحقيقية ستبقى مجرد دعاية لا طائل منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب