الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولاءهم وعداً بالكراهية لنا

إبتهال بليبل

2009 / 1 / 9
حقوق الانسان


إنها فقط الحرب .... والمدينة الصغيرة هاهي في قبضة الشتاء ، والجوع ، ووصمة العار، وبحور الدماء التي فاضت نحو السماء ، وهذه الأطفال ، أنهم أصغر من أن يتذكروا شيئاً ، جاءوا إلى بلادهم مع كلماتهم الأولى ، كانت أول الذكريات.... بعد أن تركوهم هناك دون مأوى ، ولسنوات عديدة كانت خلفية الذاكرة ، تدريجيا ، تتغير. واليوم أصبحت أكثر وضوحا وغموضاً حيث كل شيء بدأ بالرجوع ، حتى أصواتهم بدأت في العودة...
ما كنت يوماً قد سمعتها ؟ تلك الحكايات والروايات ؟ وهل كان لي يوما الاستماع إلى أصوات تلك المدن البعيدة ؟؟ في لحظة أحسبها قاسية جداً ، وعلى أوسع نطاق من الوحشية لهذه الأمم المأساوية الزاحفة من خلال الكلمات كالضباب الذي يتجمع تحت حافة النوافذ؟ تبدو لي أنها أسطورة ، وليست حقيقة ، كأنها ممرا ، يحمل مشاهد قاتمة لتلك الحرب ، فالأرض ليست هي ، أنها تجردنا ، من حقوقنا ، واهتمامنا بات نظريا ، في الذي يجري في غزة ، ونهايتنا تصب على عنف ، قمع ، وقسوة ، وما العمل اتجاه تلك ألا فعال ؟؟؟ في بلد كان يعرف مرة واحدة ، مرة واحدة قد يفهم على أنه كان موجود ، واختفى ، مع هذا الاختفاء ، وعالم من تلك العلامات المألوفة -- من الذكريات والتفسيرات – ليصبحوا الآن مشردين. ما هو أكثر من ذلك ، حيث اختفت تلك الأرض لم يكن هناك ما يكفي ليسجل سابقة لوجودها ، هناك ورقة فقط من واقع المكان في أسرع وقت يمكن أن تكون في الأعلى ، حيث الريح التي حملتها نحو السماء بعيداً ..
الحقيقة ، أن انتهاك غزة ذهب بعمقنا ، ولم يعد بوسعهم العثور على أي حجج ، كان كل شيء يمس ، ولا يذر ، انهارت السماء في شوارع غزة بعد تفجيرها... وقالت امرأة تطل من تلك النافذة التي على الشارع ، أنكشف زيفهم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وبين عشية وضحاها ، وعلى ما يبدو ، فإن الخيال توقف على أن يكون ذا مغزى . سواء أكانت هناك وسائل تمكنه من تقديم واقع جديد أم لا...
أن محاولة استكشاف التغيرات التي طرأت على مفاهيم المواطنة من خلال سياق الحرب الإسرائيلية على غزة ، لتلك المواقف والمناظير والقدرات المطلوبة للرد عليها ، وسبل تعزيز السلام المفقودة التي ضربت بجذورها عميقاً في المجتمع العربي ومفهوم المواطنة فيه .. أن ما تشنهُ إسرائيل على غزة ما هو ألا مجرد حرب من النظرية السياسية لمواجهة قضايا العدالة ، أنه صراع الخوف الذي أدى إلى تحولات في المفاهيم المشتركة للمواطنة ، فبدأت بوضع خطط تعتمد على الكوارث التي هي سمة العصر الحديث والتي خلقت عدد لا يحصى من ضحايانا ، فا نشأت معايير جديدة لحماية حقوق الإنسان ، تعبر عنها في سلسلة من الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية واسعة النطاق وغالبا ما تكون مشحونة بالقضايا السياسية ، بما فيها الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمذابح وأشكال مختلفة من القتل الجماعي ...
وفي ظل أجواء هذه المحرقة ، أين الجهود الدءوبة التي بذلتها الأمم المتحدة في سن اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية ، هذه الاتفاقية التي أقرت أن الإبادة الجماعية هي جريمة دولية وتعهدت بمنعها وجميع الدول التي وقعت عليها والمعاقبة عليها حسب التعبير الوارد في اتفاقية منع جريمة ألآباده الجماعية معلنة أن أي من الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة أو قومية أو عرقية أو دينية بصفتها قتل أعضاء من هذه الجماعات أو التسبب بأذى جسدي أو عقلي خطير لهؤلاء الجماعة ، وإخضاعهم عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرهم من الناحية المادية كلياً أو جزئياً ، وفرض تدابير تستهدف الحول دون إنجاب الأطفال داخل هؤلاء الجماعة ، ونقل الأطفال عنوة منهم إلى أماكن أخرى ووو ..ً
الولاء للتعهد بالكراهية والطغيان ، أنا أكره الولاء ، وأشجعكم أن تفعلوا الشيء نفسه، هذه الكراهية والاستبداد هي الأساس الأول الذي أتبعهُ الغالبية لدعم التعذيب والموت ، والاختطاف ، والسجون السرية ، والغش ، واغتصاب للسلطة التشريعية والقضائية. . . هذه هي السمات المميزة للاستبداد الذي يحصل الآن.
الولاء والتعهد بالكراهية والظلم ، أنا أؤيده بالتأكيد، جوهر الظلم هو ما ينبغي أن يكون فيه كل الكراهية ، مما يساعدنا في تعليم أطفالنا الكراهية والظلم ، وإذا كان لنا أن نشمل أيضا بعض الجمل عن كيفية الاعتراف بها ، على خلاف ما قد يدعو إلى الحق وحسن الأفعال الغير عادلة ، ونكون قادرين على الكراهية مباشرة حتى لو كنا نكره وفق أهداف خاطئة.
أنهم يريدوننا أن نتعلم الكراهية ، الطغيان ، والظلم ، ولكن لم يذكروا لنا اسم عدونا ، ولم يعلمونا من نكره ونظلم وعلى من نتمرد ....
ومن الآن ، يبدأ أطفالنا في كل يوم بالوقوف لمواجهة العالم ، واضعين أيديهم على قلوبهم ، موعدين بالتفكير بنفس الطريقة التي يعتقدون أنها ستوصلهم إلى الطغيان ، والظلم ، والتمرد ...
هذه ليست رسالة للكراهية؟ هي ببساطة قائمة المفاهيم المعادية لنا ، انه هراء ووهم يشير إلى أن هذه البنود الواردة لقوانين العالم تسير في السياق نفسه ، ولكن ما تحويه لمعاني هي مختلفة جدا ، وإذا كانت لديك مشكلة في رؤية كيف يمكن أن تكون رسالة الكراهية ، يمكن أن ترفضوا التعهد إذا رغبتم في ذلك ، لان هذا يفترض أنكم تعيشون وفق منظور الديمقراطية وحرية الرأي .........











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م


.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف




.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون: