الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابادة الجماعية للفلسطينين في غزة وجه الفاشية لدولة اسرائيل

مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)

2009 / 1 / 10
القضية الفلسطينية


المجازر اليومية التي يرتكبها جيش اسرائيل وحكومتها في غزة بدعم من امريكا والموافقة الضمنية للحكومات الاوروبية هي مظهر اخر من مظاهر فاشية حكومة اسرائيل القومية والدينية وحلفائها. انها امتداد لـ 60 سنة من القمع والظلم القومي و الحرب العنصرية على الفلسطينين من قبل التيارات السياسية السائدة القومية والدينية في اسرائيل وحكوماتها ومؤسساتها وهيئاتها الحاكمة. انها التعبيرالسياسي و العسكري الدموي لعنصرية حكومات اسرائيل وجيشها سيئة الصيت التي لم تتردد لحظة على مر ستة عقود من الزمن عن ارتكاب ابشع المجازر بحق الفلسطينين وفرض اشد حالات التشرد والدمار المادي والمعنوي عليهم وممارسة اشد انواع العنصرية لاذلالهم.
ان اكاذيب اسرائيل لتبرير مجازر اكثر من 700 من اطفال و شيوخ و رجال و نساء الفلسطيين وجرح اكثر من 3000 منها لحد هذه اللحظة بكونها رد فعل لما تيوم بها مجرمو حماس من قصف وقتل المواطنين الاسرائيليين الابرياء ليست الا برهان على وحشية وبربرية حكومة اسرائيل وجيشها. ان ما تقوم به اسرائيل في غزة تكرار لمجازر الهلوكوست وما قام به هولاكو ولكنه يجري في القرن الحادي والعشرين وبرضى حكومات العالم الغربي "المتمدن".
الابادة الجماعية الي ترتكب في غزة هذه الايام ليست ردود افعال بوجه ما تقوم به حماس من القصف الصاروخي على اسرائيل. انها تبريرات خادعة للاستهلاك المحلي والعالمي، فاهداف هذه المجازر السياسية هي اظهار غطرسة اسرائيل العسكرية من جديد للعالم ، و امام جماهيرالمنطقة التي تلاشت امام انظارها هيبة اسرائيل بعد فضيحة فشل هجومها العسكري على لبنان سنة 2006 . فاسرائيل ومن خلال سفك دماء اطفال الفلسطيين في غزة والقصف الصاروخي لاحياء مدن غزة المكتظة بالسكان تريد ان تحقق سياسات رجعية حتى النخاع، سياسات استعبادية وعسكرتارية. انها تريد ان تظهر للعالم بانها مقتدرة وباستطاعتها ارتكاب ابشع الجرائم وبدعم من الغرب ضد كل من يريد ان يخلق "الفوضى" في المنطقة في ظروف اشتداد صراعات الاقطاب العالمية الحالية وازمة راس المال العالمي.
ان اصرار اسرائيل و حلفائها وعلى مر العقود بعدم الرضوخ لمطالب الفلسطينين ومطالب البشرية التحررية في ايجاد حل عادل وانساني للقضية الفلسطينية ادى الى اعاقة التطور السياسي والاجتماعي وتطور الصراع الطبقي العمالي ليس في فلسطين واسرائيل فقط بل في كل العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط ايضا.
واضح ان مجازر اسرائيل وغطرستها العسكرية وحروبها المتعددة والمتكررة جزء من ستراتيجيتها في الحفاظ على اسرائيل كدولة قومية ودينية شوفينية. ان الاستناد على القوة العسكرية والعسكرتاريا والحرب والعنف وممارسة ابشع انواع الظلم ضد الفلسطينين للادامة باسرائيل بوصفها كذلك اي كدولة قومية ودينية قد جعلت منها دولة رجعية الى اقصى الحدود ليس على صعيد المنطقة بل في قلب العالم المعاصر رغم كل ما يتباهى بها من مظاهر الديمقراطية داخل اسرائيل. ان البشرية المعارصرة التي عانت ولا تزال، وعلى مر عقود من الزمن، من جراء سياسات وحرب واستراتيجية امريكا وناتو والغرب الاستعبادية، تكن اشد درجات الغضب والكراهية لحكومات اسرائيل كقوة ودولة قومية ودينية. لقد ربطت التيارات الحاكمة القومية والدينية في اسرائيل مصالحها السياسية والعسكرية وآفاقها القومية وبالتالي مصالح دولة اسرائيل بمصالح واستراتيجة الرجعية الامبريالية لامريكا والغرب. ان حكومات اسرائيل تلعب ولا تزال دور راس حربة في تحقيق تلك المصالح والاهداف الرجعية الامبريالية في منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي التي تتعارض من حيث الجوهر و باشد الاشكال مع مصالح الطبقة العاملة العالمية وامر التحرر الاجتماعي و السياسي و المعنوي للبشرية المعارصرة.
ان ادامة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني و استمرار النزاع العربي الاسرائيلي والتي ترجع سببها بالاساس الى سياسات الهيئة الحاكمة في اسرائيل قد ادت الى استقطاب الحياة السياسية في العالم العربي و الشرق الاوسط حول هذا الصراع مع ما يخلق ذلك من وضع العوائق امام الرقي الاجتماعي والتحرر السياسي في هذا البقاع من العالم. طوال ستة عقود والتيارات القومية العربية والاسلامية تتغذى من هذا الصراع و تحوله الى اداة لاستعباد الجماهير وقمع الحركة العمالية و قطب اليسار في المجتمع. كما وان اليمين القومي والديني في اسرائيل استطاع ان يعيق امر التحرر الاجتماعي للطبقة العاملة داخل اسرائيل بدرجات كبيرة من خلال ابقاء القضية الفلسطينية بدون حل. فجرائم اسرائيل في غزة تمدد هذا الحلزون التصاعدي للرجعية على طرفي هذا النزاع.

مجازر اسرائيل في غزة مدانة و البشرية المتمدنة مدعوة الى النهوض بوجهها لايقافها فورا ومحاكمة المسؤولين عن ارتكابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أية فاشية؟
مختار ( 2009 / 1 / 9 - 22:03 )
أنا أتابع منذ مدة طويلة ما يدور في فلسطين وما أراه يوميا هو الفاشية العربية والفلسطينية أكثر من فاشية إسرائيل.
عرب إسرائيل يتمتعون بحريات لا نجدها بتاتا بين العرب فلسطينيين في الأراضي المحتلة ولا بين غير فلسطينيين من العرب والمسلمين.
مراسلو القنوات العربية يجوبون أنحاء إسرائيل ولا يتعرض لهم أحد، وخاصة مراسلي الجزيرة الذين يقومون باستمرار بعمل تحريضي متطرف ضد الإسرائيليين ولو حدث ذلك في أي بلد عربي لانهال عليهم القمع والتخوين والاغتيال.
جميع الخلافات بين العرب تنتهي دائما إلى مذابح وأنا أقول هذا على دراية كوني جزائريا وأشهد كيف انتهى توقيف المسار الانتخابي بمجازر قل نظيرها ولم أر أن إسرائيل قد ارتكبتها من تذبيح وانتهاك أعراض وزواج متعة وغير ذلك. نفس الشيء حدث في العراق والأردن واليمن ولبنان ... عدا القمع اليومي الذي يعانيه المواطن العربي في كل بلد.
هل تمكن قطر عربي من تنظيم انتخابات ديمقراطية مثلما يحدث في إسرائيل؟
حماس عبارة عن تنظيم إرهابي مثل حزب الله، هي دولة داخل دولة، فوتت كل الفرص التي أتيحت للفلسطينيين لإقامة سلام مع إسرائيل بقيادة ياسر عرفات ومحمود عباس.
هؤلاء لا يهمهم إلا جهادهم وما سوف يجدونه في الجنة من متع أما عذابات الفلسطينيين فهي جائزة وهم على استعداد


2 - منطق التاريخ منطق الصراع ضد الطغيان
سلامة ( 2009 / 1 / 9 - 23:01 )
لا يخفى على اي باحث اكاديمي في العلوم السياسية ان نظرية الواقعية السياسية اطرت العديد من الكتابات والتحليلات السياسية لانها تجرد الباحث من التماهي او التاثر بموضوع البحث ليتحقق عنصر الموضوعية كاحد ابرز اركان البحث الاكاديمي .الا انه اذا بحثنا في التاريخ فلن نجد للحياد مكان في الصراعات السياسة فلوني السياسة هما الاسود والابيض لذلك فمن يحاول الوقوف الى جانب العدو تحت اي دريعة كيف ما كان نوعها فانما يحاول الاحتجاج على واقعه بطرق سلبية تاخذ من الخضوع لمن يمارس عليه العنف مثلا محاول التقرب منه
اننا اذ نطالب بخط ممانع عربي ديمقراطي تقدمي لا يمنع من دعم كل التوجهات التي من شانها تضييق الخناق على العدو في كافت المجالات.فنحن امة فيها كل التيارات ولا يمكن ان نعيش بدون تناقضات ايديولوجية لان التناقض من عوامل حركية التاريخ
فمن يعتقد بان اسرائيل دولة ديمقراطية مقارنة مع الانظمة العربية فهو واهم لانهما وجهان لعملة واحد اسمها الاستبداد.
فالظرف الحالي يطالبنا بتوجيه التحليل اتجاه تاصيل خط الممانعة العربية بدل من النقاش البزنطي.لان الظرفية حساسة ومهمة لكل التقدميين وذلك باستثمارها من اجل الدفع بالمسيرة الكفاحية لشعوب العربية بعد ما تقهقرت الى الخلف

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق