الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هشاشة التعليقات عند البعض

شامل عبد العزيز

2009 / 1 / 10
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


بعد أطلاق نظام ألتعليقات من قبل الحوار المتمدن على المواضيع التي يكتُبها كافة كُتاب وكَاتبات الحوار وفي مختلف المحاور ومن خلال المتابعة لتلك التعليقات على المواضيع المنشورة والتي تبدو عند البعض( وأنا اُشدد هنا على البعض) مدى ماتحمله من هشاشة فكرية وخروج عن الموضوع المُراد التعليق عليه . وهذا يُبين مدى ثقافة شريحة واسعة من مجتمعاتنا وللاسف الشديد على انها ثقافة بالية وقديمة لاتحمل اي معنى وهي في نفس الوقت مضيعة للوقت. علما ان تعليقات هولاء الشريحة تنمُ عن كل ماهو غير حضاري وغير متمدن.
ايَ مقال لابد وان يحمل فكرة معينة بغض النظر عن أختلاف وتباين الاراء والافكار فهناك من يكتب من منطلق العلمانية وآخرين في الدين وغيرهم في السياسة والمرأة والماركسية............. الخ.
هذه الافكار والتي يتمحور حولها أصحابها تنطلق من ايمانهم بافكارهم ومايؤمنون به والتي قد يوافق عليها جمعُ ويختلف معها جمعُ آخر. اذن لابد ان تصب التعليقات في نفس الفكرة او مايخالفها بشرط توفر الحجة والدليل للمخالفين وقد يكون التعليق مطابقا لرأي المقال وهذا لااعتراض عليه.
المؤسف لدى هولاء المعلقن أنهم ينطلقون من افكار مُسبقة عاشت وتعيش في دواخلهم ويؤمنون بها وكانها الحقيقة المطلقة ويجب على الاخرين أتباع مايعلقون عليه هولاء السادة. فاي موضوع مخالف لما يؤمنون به يصبون جآم غضبهم على صاحب المقال ومادروا هولاء المعلقين أنهم يصبون جآم غضبهم على ثقافتهم وتراثهم وظروفهم الاجتماعية التي شكلتهم بهذه الطريقة.
من هذا يتبين كذلك ان هولاء السادة لايقراءون وحتى اذا قراءوا فانهم لايستطيعون ان يُعبروا عن مايدور في خواطرهم ناهيك عن الاخطاء الاملائية الكثيرة والتي سوف نتجاوزها.
هولاء البعض والذين نقصدهم واعتقد وبالرغم من كلمة البعض والتي تعني القليل الا انهم في مجتمعاتنا كثيرون لابل يشكلون الاغلبية الساحقة وينطبق عليهم قول من ليس معي فهو ضدي. اذا كان صاحب التعليق من مذهب معين او طائفة معينة اودين معين وكان المقال يتناول هذه التسميات فانه وبدون نقاش وبدون حوار وبدون فهم فان صاحب المقال من الفئة الضالة والكافرة وانه عميل لدى جزر الواق واق؟ و. و. و...........
والاغرب من ذلك تصوره المُسبق أن صاحب المقال من الطائفة المخالفة لطائفته او لدينه او لمذهبه هكذا دون تمحيص بل تلعب اهواءه في أصدار أحكامه.
تصلني رسائل من الموقع أُسوة بباقي الكُتاب فأستغرب كثيراً ؟ لماذا هذه الضحالة الفكرية؟ ولماذا هذا الاعتقاد الجازم والذي لايجوز النقاش حوله بان صاحب التعليق فكرته صحيحة ونحن نسأل لماذا لاتكون فكرة الكاتب هي الصحيحة؟؟
لو أن جميع الناس أتبعوا راياً واحداً ومذهبا واحدا ودينا واحدا. هل تستمر الحياة؟؟ والتي لابد ان يكون فيها التنوع والاختلاف..
لماذا هذا الاصرار على هذه الهشاشة الفكرية؟ والى أين سوف تقودنا؟ مافائدة أن أقول لصاحب المقال أنك كافر؟ خائن؟ عميل؟ واذا ماقلت له ذلك ماالذي سوف يحدث؟
لماذا لانحاوره بطريقة علمية ذكية تنم عن ثقافة وتطور في المفاهيم والافكار؟؟ لماذا هذا الانغلاق وهذا الجمود على صحة افكار كل واحد مْنا؟
لماذا لانراجع أنفسنا ونبحث ونقرأ ونرى ماذا هناك في الطرف الاخر؟؟
من الممكن أن يخسر الانسان اي شيء ألا أن اصعب شيء أن يخسر الانسان نفسه؟؟
من القراءات التي اعجبتني حول الفكرة التي اريد الوصول اليها مايلي:
إن النقد العلمي الصحيح إنما يقوم على قرع الحجة بالحجة ودفع الدليل بالدليل وأن يكون في اسلوب عف وعبارة مهذبة أما ماعدا ذلك فانه يعُتبر هراء وهذيانا يرتد على صاحبه بالمقت ويُرمى من أجله بالجهل والسفاهة والغباء..
تقول الباحثة الاجتماعية الدكتورة ميرا جميل:
راجعوا الحوارات الفلسفية في تاريخ البشرية.. راجعوا مناهج النقد الفكري والثقافي والادبي لن تجدوا النظرة الدونية للاخرين... تجدون النقاش الجاد والحاد .. تجدون الجهد الكبير لتطوير النظريات الثقافية والفلسفية وانعكاساتها الايجابية على الفكر والانسان والمجتمع والعلوم والتاريخ والقانون والدين والنظام والوعي والمعرفة والتربية
فهل لحواركم ايها الاستاذة نفس النتيجة او ذرة منها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وأنا اقول لاصحاب التعليقات ؟ هل لتعليقاتكم نفس النتيجة او ذرة منها؟؟؟
سوف أكتفي بالقولين أدناه:
1. من يعلم ولايستطيع يتعذب اكثر ممن لايعلم ولايستطيع.
2.الانسان ( في مجتمعاتنا) لايريد المعرفة التي تعذب أرادته وهو يفضل ان يكون مغفلا سعيدا على ان يكون ذكيا معذبا.
أتمنى على الجميع أن يكونوا على قدر من المسؤلية في مخاطبة آلاخر وان ينتهوا عن التعليقات التي لاتسمن ولاتغني من جوع وان نكف عن المزيدات والشعارات والانتصار لطائفة على حساب اخرى او لدين على حساب الاخر حتى لانبقى ندور في حلقة مفرغة.
ماهو الضير في ان اقرا ولا اعلق حتى استطيع ان امتلك الفكرة التي اريد ايصالها؟؟؟؟؟
التساؤل هو اساس البناء الفكري؟
فهل سوف نجد ذلك مستقبلاً؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعب
المنسي القانع ( 2009 / 1 / 9 - 23:24 )
العزيز المحترم شامل
أحب كتاباتك وأحترم أفكارك وأخاف عليك من التعب فإنك تنفخ في قربة مثقوبة فمن لم يفهم ولم يكتب تعليقاً منطقياً ,لا تتوقع منه خيراً. فقد تربى على أن لا يفهم عبر قرون وقرون ,أظنك تعرف جيداً ما أقصد ,لقد إخترع أسلافنا آلة التسجيل منذ زمان وإستطاعوا أن يستبدلوا المخ (العقل) بها !! فلم يعد النفخ يأتي بنتيجة . طلبي إليك أن تبقى تتحفنا بكتاباتك الرائعة ودعك من هؤلاء ----ودمت


2 - كلام منطقي جداً
وائل إلياس ( 2009 / 1 / 10 - 01:03 )
أتابع كتاباتك منذ زمن ، و أريد أن تجاوبني عن هذا السوأل الذي يعذبني ليل نهار ، هل سنشهد اليوم الذي تكون فيه الشعوب العربية قادرة على تحمل النقد بطريقة حضارية بعيدة عن رمي الأحذية ، و جعل العقل و المنطق هما الأساس بعيدا عن الخرافات و الغيبيات؟؟؟؟؟
وجب التنويه فقط الى أن الخطأ في كتابة الهمزة على ألف بدلاً من واو في كلمة (السوأل) ليست ذنبي بل ذنب موقع تحويل الانكليزي إلى عربي ....وشكراً


3 - Well done!
wafa sultan ( 2009 / 1 / 10 - 03:31 )
You are a great thinker, and I greatly appreciate your ability to convey your thoughts. We desperately need more people like you. Please keep it up.


4 - لفت انتباه
مازن البلداوي ( 2009 / 1 / 10 - 06:08 )
ألأخ شامل المحترم
تحية طيبة
وددت ان الفت انتباهك الى مقال للأخ قاسم صالح في نفس هذا العدد، وهو يصب بمجمله في نفس الأتجاه الذي كتبت مقالك فيه!

تحياتي


5 - من يحب
المعلم الثاني ( 2009 / 1 / 10 - 08:07 )
من يحب أهله يكتب محاولا الإصلاح حتى ولو صدم الأغلبية المغيبة عقولها....يسيطر الآن على مجتمعاتنا داعون موتورون يحمّلون نتائج خيبة آمالهم على كل من يختلف عنهم...يأسَ الكثيرون من تغير مزاج هذه الأغلبية فهي كالطفل المدلل لا تريد أن تسمع إلا ما يماشي ميولها المتعصبة....
يجب وقبل كل شيء أن يعترف المريض بمرضه و أن يقبل بالعلاج المر ، ولا أرى ذلك ممكننا طالما سيطرت العنجهية الدينية والقومية على عقول قادة الرأي


6 - شكراً جزيلاً للجميع
شامل عبد العزيز ( 2009 / 1 / 10 - 10:04 )
سيدي المنسي القانع شكرا على التشجيع جوابي على تعليقك هو نفس تعليق رقم 5 المعلم الثاني . سيد وائل الياس في المنظور القريب لااعتقد ذلك ولكن في المنظور البعيد محتمل ان يحدث ثقبا في الجدار وكما قال ايضا المعلم الثاني صاحب التعليق رقم 5 والذي اشكره من كل قلبي لاارى ذلك ممكنا طالما سيطرت العنجهية الدينية والقومية على عقول قادة الراي. شكرا جزيلا دكتورة وفاء فلقد أعطيتيني اكثر مما استحق تحياتي وتقديري.. مازن البلداوي اشكرك على الملاحظة.
تحياتي لكم جميعا وتقديري


7 - ليتهم يفقهون
سوري 2 ( 2009 / 1 / 10 - 11:49 )
أستاذ شامل لك التحية، وبعد .
للأسف - على من تقرأ مزاميرك يا داوود - (لا جدوى).


8 - لك الحق في ذلك
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 1 / 10 - 17:21 )
عزيزي الاستاذ شامل
التعليق هو ملك صاحبه وتعبير عن ثقافته واستيعابه لفكرة الموضوع لذلك هو مرآة عاكسة لثقافته العامة اما التعصب والاصرار على الراي فهذا موروث نتيجة التربية القديمة لم نستطع التخلص منه رغم المحاولات نامل ان يكون لقراءة ما ينشر في حوارنا المتمدن تاثيره في اشاعة ثقافة الحوار وتقبل الراي الاخر مع تمنياتي للجميع بالتوفيق


9 - شكراً
شامل عبد العزيز ( 2009 / 1 / 10 - 19:25 )
الى صاحب التعليق السيد سوري 2 . هي محاولات لابد منها والامانة تتطلب ذلك لعل مانتمناه قد تحظى به الاجيال القادمة. شكرا جزيلا لك. السيد محمد علي محي الدين ليس هناك اي اعتراض على ماتقول وانا اوافقك الراي في ان التعليق ملك صاحبه وتعبير عن ثقافته واستيعابه لفكرة الموضوع لذلك هو مرآة عاكسة لثقافته العامة وهذا لاخلاف فيه ولكن الذي اقصده هو لماذا هناك هشاشة في التعبير عند البعض ومحاولة اثبات وجهات نظر هولاء البعض بطريقة متخلفة هذا هو المقصود من المقال شكرا وتحياتي

اخر الافلام

.. غالانت: لدينا مزيد من المفاجآت لحزب الله.. ماذا تجهز إسرائيل


.. مظاهرات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان




.. مروحية إسرائيلية تستهدف بصواريخ مواقع على الحدود مع لبنان


.. سعيد زياد: الحرب لن تنتهي عند حدود غزة أولبنان بل ستمتد إلى




.. قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية على شقة في بطرابلس شمال لبنان