الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة اسبارطة العرب

رزاق عبود

2009 / 1 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


تذكرنا الاتهامات الموجهة للمقاومة الفلسطينية بابطال المقاومة الاغريق. وقتها كانت اليونان ممالك موزعة على المدن كما هو حال العرب اليوم. وعندما اراد الامبراطور الفارسي ان يحتلها بجيوش جرارة، واكبر اسطول حربي عرفه العالم القديم، وبأله عسكرية جبارة. بعد ان بسطت هذه الجيوش سيطرتها على الشرق القديم، واتجهت الى بلاد الاغريق. افزعت المدن الاغريقية قوة تلك الجحافل الجرارة، وباسم الواقعية، وانقاذ ما يمكن انقاذه، وانه لا يمكن مواجهة هذه القوة الغاشمة...الخ من حجج المتخاذلين القدم والجدد. كانت اسبارطة هي المدينة الوحيدة التي يحكمها ملك مقيد بدستور وبرلمان ارادته فوق ارادة الحاكم. لكن معظم النواب فكروا بامتياراتهم، وعروض الغازي الفارسي المغرية، ورفضوا الاستجابة لدعوى ملكهم الشجاع ليدنيوس بالخروج ومقاومة الغزو. تبعه مقاتلين من مدن اخرى تخلوا عنه بعد رؤيتهم حجم القوة الغازية. لكن المجموعة التي كانت معه وتدربت معه على فنون القتال وكانوا يعتبرون من القوات الخاصة بالمفهوم العصري. لكن اهم ما كان يجمعهم ثقتهم المطلقة باخلاص، وشجاعة ملكهم، واعتقادهم الراسخ بان ما يقومون به هو الدفاع عن مملكتهم الديموقراطية.300 رجل من الفولاذ البشري حاولوا اي يصدوا اكبر جيش عرفه العصر القديم. زوجه الملك حاولت اقناع مجلس النواب بارسال الجيوش لدعم زوجها وفشلت لان الملك خرج عن سلطة البرلمان وكانوا يعدون العدة لمحاكمته اذا عاد حيا. لكن انكشاف الخونة، ووصول واحد من الجرحى الباقين من هؤلاء الثلاثمائة مقاتل وهو يصف كيف قاتلوا، وصمدوا، ولم يستسلموا رغم كل الاغراءات والعروض التي قدمت. وان الملك الحر لم يفكر بسلطته، ولا عرشه، بل بكرامة مملكته، ومصير نسائها واطفالها المهددين بالعبودية. لما سمع سكان المدن الاغريقية الاخرى، وعرفوا الحقيقة توحدوا تحت قيادة المقاتل العائد بجيش جرار وهزموا الجيش الذي لم يهزم. وعاد الامبراطور الذي اعلن نفسه الاها، خائبا هاربا. واليوم توجه نفس الاتهامات للمناضلين الصامدين بوجه اغشم قوة عسكرية عرفها التاريخ، ويقفون بوجه الجيش الذي اعلنوه لا يهزم. بالامس خذل العرب المقاومة اللبنانية بنفس الحجج التافهة، ونفس الاصوات الخائنة، والادعاءات المريضة. لكن المقاتلين الفلسطينيين صامدين، ومن يسقط، او يموت، وما يتهدم، ويحرق، ويدمر فيجب توجيه اللوم للقتلة الغزاة لا للمقاومين الصادمين الابطال. قد يفنى المقاتلين عن بكرة ابيهم. لكنهم سيعودون وسيعرف العرب والعالم ان من ضيع فلسطين في العالم 1948 هم انفسهم من يفرطوا اليوم بالشعب الفلسطيني ومقاومته مرة اخرى، وهم انفسهم الذين خذلوا اللبنانيين.لقد خلد التاريخ ال300 بطل الذين دافعوا عن كرامة اسبارطة وسيخلد اسماء المدافعين عن غزة وكرامتها.

انا لا اؤمن بالاية القرآنية القائلة: "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة باذن الله" لانه لو كان الله موجودا، لما، سمح بهذه الجرائم الفظيعة، وهذا العدد الهائل من الخونة، وعرابي الخيانة تحت مختلف الحجج، والذرائع، والاسماء. ولكني اؤمن ان المقاومة انتصرت في كل مكان وانه لن يضيع حق ورائه مطالب، وان العراقيين هزموا الانكليز باسلحة بدائية بسيطة، وكانت ذات الاصوات التي ترتفع اليوم هي التي اخمدت الثورة وليس قوة الانكليز. وان الجزائريين انتصروا على فرنسا، وكذلك فعل الفيتناميون، والليبيون، والاثيوبيون على ايطاليا. ولان الغزاة الصليبيين بقوا مئات السنين ثم انهزموا ورحلوا. ولان السجين مانديلا صار رئيسا للدولة التي سجنته، ولان السلطات الكندية، والامريكية، والاسترالية، والنيوزلندية اعترفت وادانت جرائمها بحق الشعوب الاصلية، وسياتي اليوم الذي تكنس فيه الشعوب العربية كل الخونة و تكنس معها كل العصابات الصهيونية من ارض فلسطين المناضلة. لقد استخف بعض الجنارالات الروس،سرا، بقدرة فيتنام وزعيمها "هو شي من" والقائد الاسطورة "جياب" لكنهم سلحوهم ليقفوا بوجه الغزو الامريكي. ويهزموا اليانكي شر هزيمة. لكن "جنرالات" مبارك، يسخرون من حماس وصمود اهل غزة في الفضائيات ويدعوهم الى الاستسلام، والتحول مثلهم الى بيادق في ايدي العدو الصهيوني. لكن شعب مصر وجيش مصر، سينتقما لكرامتهم، وكرامة غزة الصامدة كما صمد وتحدى العدوان الثلاثي الغاشم. وكما هزم الجيش الصهيوني في لبنان المقاومة سيهزم في غزة الصادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال ممتاز
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 10 - 08:07 )
برغم اختلافي الفكري مع حماس الا انها اشرف بمراحل من حكام جبناء يحكمون شعوبا خائبة بالحديد والنار.
شكرا لك وتقبل احترامي


2 - عنتريات
أبو صلاح ( 2009 / 1 / 10 - 13:04 )
عنتريات ما قتلت ذبابة اسرائيلية.
لقد أكدت القيادة الفلسلطينية، بمختلف اتجاهاتها، أنها ضد الشعب العراقي و لقد راينا موقفهم ضد الزعيم الراحل عبد الكريم كما و نراهم اليوم و هم يصدرون إلى العراق أنذالهم الارهابيين.
قضية فلسطين لا يحلها إلا السلام و لكن المتطرفين من الجانبين يقفون ضد هذا الحل.
لقد أصبحت القضية الفلسطينية أحسن تجارة و أفضل مُبعد ‘ن التفكير في حل القضايا التي تهم الشعوب العربية.
كفانا عنتريات، و لنفكر في كيفية حل مشاكلنا!!

اخر الافلام

.. حسين وفريدة.. قصة حب وتفاصيل مضحكة بسبب فروق عادات الجزائر و


.. التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن




.. إسرائيل وإيران.. حلقات التوتر


.. تقارير: إسرائيل ستبقي جيشها في قطاع غزة لأشهر حتى العثور على




.. احتدام المعارك في ولاية -سنار- بين الجيش السوداني و-قوات الد