الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تتوقف الحرب على غزة ؟

محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد

2009 / 1 / 11
القضية الفلسطينية


أعرف ان الإجابة على هذا التساؤل الملح الذي يعصف بكيان الفلسطيني المكتوي بنار الحرب و بمن يحمل صفات الإنسان وبكل ذي ضمير حي ، يسيرة وبسيطة .. فالحرب كما هو معلوم لا تتوقف سوى في إحدى هاتين الحالتين :
1. أن تحقق (إسرائيل) الأهداف المعلنة والمخفية لها وفي المقدمة منها إنهاء سيطرة حماس على غزة تماماً وتحطيم البنى التحتية للقطاع لكي تتواصل تبعيته لها .
2. أن تقع (إسرائيل) في ورطة فعلية نتيجة الخسائر البشرية والإقتصادية الباهضة من كلا الطرفين وخاصة الطرف (الإسرائيلي) الذي لا طاقة له بتحمل أعبائها ووخسائر المدنيين التي تثير الرأي العام والمجتمع الدولي ضد إستمرارها .

وواضح الآن من خلال إستقراء سير العمليات العسكرية والحجم الهائل من الأسلحة التدميرية المستخدمة ضد المقاومة في القطاع ، والقدرات البشرية الموظفة لهذا الغرض والتي بمجموعها تشكل ذات الإمكانات التي تزج عادة لمحاربة دولة قوية تمتلك ادواتها العسكرية المماثلة ، فإن الكفة راجحة لصالح ( إسرائيل) نتيجة فقدان التكافؤ وبسبب الإعتراض الخجول للولايات المتحدة والإتحاد الأوربي والدول العربية الكبيرة على نتائج الحرب المدمرة والمجازر اليومية التي يذهب ضحيتها مئات من الفلسطينين المدنيين العزل خاصة في ظل الإعلام العالمي المظلل التي تحجب الحقائق عن الشعوب ، وتمارس نوعا من الخداع والزيف ، وفي ظل التفاهمات الجارية وراء الكواليس الدولية ـ والعربية منها أيضا ـ والتي تتركز على ضرورة التحلي بالصبر المرّ ومنح (إسرائيل) مهلة محددة لإكمال مخططها ، بغية توفير الأجواء المناسبة أمام فرض الحلول السياسية المتفق عليها نوعاً ما بمباركة أمريكية وتوافق دولي ، وبذلك فكيف يمكن للمراقب الحصيف أن يتوقع أن هذه الحرب تتوقف إن كانت الأمور على الأرض لا تزال غير محسومة ومنجزة ولا تتيح فرض التسويات (الإسرائيلية) ؟
وبعيداً عن الإنصاف في تحديد مسؤولية شن العدوان العسكري المباشر وبآلة حربية هائلة ، فإن من يتكلم بإسم المجتمع الدولي والضمير الغربي يحمّل بوضوح المقاومة الفلسطينية في غزة هذه المسؤولية ، مشيراً الى انه وحالما إنتهت الهدنة بين طرفي النزاع فقد بدأت الصواريخ تستهدف المستوطنات (الإسرائيلية الآمنة )، و التي كانت فعالياتها على صعيد الخسائر البشرية متواضعة وشبه معدومة ، وبذلك فإن (إسرائيل) لم تستخدم سوى حقها المشروع في الرد على مطلقي الصواريخ ومثيري الفتن والقتال !
ويتناسى هؤلاء ان الهدنة التي تواصلت كل تلك الشهور العجفاء شهدت إصراراً (إسرائيليا) متناهياً على تشديد الحصار القاتل على شعبنا الفلسطيني مما أدى الى قتل مئات الأطفال والمرضى والشيوخ ومضاعفة معاناة الأسر والعوائل القاطنة في القطاع عبرمواصلة غلق المعابر وتقنين الأغذية والطاقة ، وإصراراً أمريكيا مقلقاً على إستمرار الضغط على كل الحلفاء والأصدقاء بتجاهل أي دور لحماس بإتجاه أي حل ممكن ، وإصرارا ًعربياً على عدم التقاطع مع الطرح الأمريكي و(الإسرائيلي) في كيفية حسم معالجة مشاكل الشرق الأوسط ومنها المشكلة الفلسطينية .
نعم أن التظاهرات الشعبية مستمرة في مختلف البلدان في العالم ولكن متى كانت هذه الوسيلة فعالة في مجابهة مخططات وقناعات الساسة الذين يتجاهلون إرادة الشعوب في رفض الحرب بالمزيد من الإمعان في فرض الحلول والقناعات التي يدينون لها ؟ الم يشهد الأمس القريب مظاهرات الملايين من البشر في قارات الأرض قاطبة ضد نية الولايات المتحدة الأمريكية شن حرب احتلال العراق التي نفذت رغم أنف المعترضين ؟
إن إدامة حالة الكر والفر من قبل الجانب العسكري وعدم تحقيق نصرٍ سريع ، وضع ٌ مستحيل في ظل نواة المعارضة الداخلية المتكونة و المتزايدة وإعتراضات الرأي العام وعدد من الدول المنصفة التي بدأت تتبلور رويداً رويدا نتيجة الخسائر البشرية المخيفة التي تدخل في مفهوم جرائم الحرب ضد المدنيين الفلسطينين العزل ، لكن المشكلة تكمن أيضا في إستحالة العودة الى المربع الأول دون تحقيق الأهداف ( الإسرائيلية ) والأمريكية والعربية (المعتدلة ) والتي لا يبدو سهل المنال .
لكن وعلى أي حال فإن لصمود المقاومة في غزة في المرحلة القادمة ، القول الفصل في فرض الحلول الممكنة ، آنذاك فقط تتسارع همم القوى العظمى لإنقاذ (إسرائيل) وإنتشالها من مستنقع غزة ، وحينئذ يكون الكلام عن حل ٍ معقول ممكناً !












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل