الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيقذفُ أوُباما بحذاءهِ ؟

إبراهيم حسن

2009 / 1 / 11
الصحافة والاعلام


شغلت قضيةُ مُنتظر الزيدي ورشقهِ الرئيس السابق جورج بوش بفردتي حذاءهِ العديد من الصحف الإلكترونية والغير إلكترونية، ناهيكَ عن المُنظارات التلفزيونية والجدل الحاد بين مختلفي ألآراء،هذا بالإضافة إلى تأثر الشارع العراقي بها تأثراً لا يُستهان به، جرّاء ما قامَ بهِ بعضُ الجهلة وأصحاب العقول المُتأرجحة من مظاهراتٍ ولافتاتٍ تافهة.أرادوا بها زعزعة الأمن وإثارة قضية خاسرة من أساسها.
في الحقيقة إنَ هذهِ الحادثة على الرغم من تفاهِتها والبعض يدعو إلى عـدم الإهتمام بها، لكنها بصراحة لها تأثيرها الإجتماعي على الشارع العراقي.فهذا الحادثة المخزية التي قامَ بها ذلكَ الشاب المدعو مُنتظر الزيدي،دخلت الشارع والبيت العراقي بقوة،مما أنتج عن كثرة المؤيدين والمُعارضين لها.ونحن لا نعرفُ في الحقيقة هل كانَ الزيدي وطنياً بحق ؟ عندَ فعلتهِ هذهِ ؟ أم إنهُ فعلها بدوافعَ سياسيةٍ مقصودة؟ أو لإثارةِ الشارع العراقي ؟ أو لأجل الحصول على الشهرة وتخليد أسمه في التأريخ على حدِ زعمهم؟
الواقع إنَ هذهِ التساؤلات قد شغلت العديد من المُحللين السياسيين من العراقيين وغيرهم.وأختلفَ أكثرهم في هذهِ القضية. فمنهم من يرى إن منتظراً كانَ مُحقـاً في كل ما فعل، فحذاؤهُ كانَ بمثابة أخذ الثأر من ذلكَ المُجرم المدعو جورج بوش، جرّاء ما فعلتهُ سياستهُ الحمقاء بالعراقيين.والبعض الآخر يتهجم على الزيدي ويصفهُ بالطفل المُستخف، ولا شكَ إنَ الوصفَ الأخير يليقُ بالزيدي تماماً !!
لسنا هنا بصدد الدفاع على جورُج بوش وعن سياستهِ الرعناء في العراق.فليذهب جورج بوش إلى الجحيم، لكننا دعنا من العواطف والوطنية الفارغة،ولننظر لهذهِ القضية من بُعدين آخرين.
البُعد ألاول هو إن جورجَ بوش كانَ ضيفاً على الحكومة العراقية، وليسَ مِنَ التقاليد والعادات العَربية التي ورثناها أن نكرّمَ الضيف ونستقبلهُ بالأحذية إطلاقاً، ولم يسبق لنا أن فعلناها مُسبقاً،هذا أولا.والبعد الثاني هو أن الزيديَ لم يحترم دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، عندما قذفَ بحذاءهِ على الرئيس الأمريكي، ولم يحترمَ من كانَ جالساً بقربهِ منَ الصحفيين.ونحنُ رأينا كيفَ هبّوا الصحفيين بوجههِ وأمسكوا بيديه وطوّقوه من كل جانب.

إن هذا الموقفُ يشيرُ إلى عدم تقبل الصحفيين لهذهِ الحادثة.لأن التلاعب بالأحذية ليست مهنة للصحفيين ولا تمثل تعبيراً عن الرأيِ إطلاقاً.
يُخيّل لي إن الزيديَ لم يخطر ببالهِ أن يرشقَ الرئيس بوش بحذاءه، ولم يخطط لها مسبقـاً. فلو كانَ الزيديُ مخططاً لها مُسبقـاً لأخبرَ بعض من يثق بهِ من زملاءهِ في العمل الصحفي.ثم إنَ الزيديَ عندَ قذفه بوش بفردة حذاءه الأولى عاود إنحناءته ليخلع الفردة الثانية التي كانَ منتعلها.فلو كانَ مخططاً لها لكان قد خلع الفردتين ووضعهما أمامه !!

يبدو للمتتبع لهذهِ القضية إن الشارعَ العراقي كانَ مؤيداً لفعلةِ الزيدي هذهِ !! والواقع إنَ الشعبَ العراقي كانَ مُستهجناً لهذهِ الفعلة الشنعاء التي قام بها ذلكَ الطفل مُنتظر الزيدي.فهو على أرجح الظن فعل فعلته هذهِ ليحظى بالشهرة أولاً. ولينالَ عطف وإحترام الشعب العراقي ثانياً. وتخليد أسمه في التأريخ ثالثاً. وما درى صاحبنا الزيدي بأن فعلته هذهِ أدت إلى تخليد أسمه في مزبلة التأريخ كما هو حال الفاشّية صدام حُسين.
الواقع إن هؤلاءَ المتخلفون إنما يفعلونَ هذهِ الأفعال كي يكسبوا بها رضا الشعب، والإعلان عن وطنيتهم الحمقاء. ليست حرية التعبير بوساطة الحذاء إطلاقاً. وليست حرية الصحافة هي رشق الأحذية أبداً.فهذهِ أفعال يمارسها السَذج الذينَ لا يفقهونَ شيئاً. إن الشعبَ العراقي قد أبدى عن رفضهِ وإستهجانه لهذهِ الفعلة المُخزية. وما بقي إلا أولئكَ المُهرجونَ يتظاهرونَ في الشوارع وفي الجامعات يطالبونَ بإطلاق سراح الزيدي، ورشق الرئيس السابق جورج بوش بمزيدٍ من الأحذية !! مع الأسفِ الشديد.
كنتُ أتحدثُ قبل أيام مع زملائي في هذا الموضوع، وقد أعلنتُ عن إستهجاني لهذهِ الحادثة. فهبّوا كلهم بوجهي وقد بدت على وجوههم " الغيرة الشديدة" والوطنية الجيّاشة. وأخذوا يهتفونَ بخطبهم الرنانة التي إعتادوا عليها من زمان. فخاطبني أحدهم "وهو مُغتاض قطعاً " وهو يحصي عددَ المتضررينَ من العراقيين من جرّاء الإحتلال،كما أحصى عدد المنازل التي هدّمت.وفاجئني آخر بأسماء النساء اللواتي أغتُصبنَّ من قبل جنود الإحتلال. وهم يتوعدون جورج بوش والمسكين أوبـاما بمزيدٍ من ألاحذية.
وأحتدمَ الجدال بيني وبينهم حتى خفت أن يقومَ أحدهم بضربي ،لكنني جادلتهم بالتي هي أحسن،وخففتُ من حدةِ الموقف ، بيد إنهم لا يهدءون ولا يتوانون عن رشقي بوابلٍ من الاحذية إذا إستوجب الأمر !! واللهُ الساتر على أيةِ حال.
إننا ومنذ القرون الماضية أبـُتلينا بنماذجَ عدة من قبيل هؤلاء المتخلفين، الذين يذوبونَ شوقاً للمظاهرات وإختلاق الفتن.إن الأستقرار لا يخدمهم حتماً وفي كل الأحوال، لذا فهم بينَ حين وآخر يخرجونَ لنا بقضيةٍ مثيرةٍ علها ترتفع بشأنهم الواطئ بعضَ الشئ........لكنهم كلما أرادوا ذلكَ، لاقوا الاستهجانَ والاستصغارَ من قبل الشعب وأصحاب العقول الراجحة.

إننا نأملُ أن تتفتح عقولهم وعقول من يؤيدهم في هذهِ الأعمال التي لا تجُدي نفعاً. أظنُ أنهم سيظلونَ في طريقهم هذا إلى ما شاءَ الله، فهم قد تعوّدوا من زمَان، على هذا الطريق الوعر،وهم على أرجح الظن سيلاقونَ الويل والإحتقار في الدنيا والآخرة.
إنني وبعد هذهِ الحادثة أخافُ على الإعلام العراقي من التعثر واللجوء إلى هذهِ الأفعال المُخزية، وأخافُ على أوباما من حذاءٍ لعلهُ في طريقهِ إليه !!

* إبراهيم الساعدي
كاتبٌ عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟