الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة حوار بالنار والسياسة

جورج حزبون

2009 / 1 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


بدأت المرحلة السياسية في عملية اجتياح غزة ، وان كانت المعارك لا زالت قائمة ،ولا زال إطراف العملية متمسكون بمواقفهم ، ولا زالت غزة تهدم والمواطنون يسقطون والفضائيات تحصيهم ، ومساحة التقديرات واسعة والمنتصرون كثر ، ربما بسبب كون هذه المعركة ذات طبيعة خاصة ، فهي ليست لاحتلال أراضي بل لتغير معادلات سياسية بالنيران ، ولأنه كان معروفا مسبقا أمر الحرب ، فقد استعدت لها إطرافها بسيناريوهات مشتملة حتى على صيغة النهاية !!! كل حسب وضعه .
لم يعد عالم اليوم يحتمل مشاهد الحرب المتلفزة بفعل التطور التقني ،وهذه المذابح وحروب طويلة ، بغض النظر عن أية توازنات للقوى الإقليمية أو العالمية ،فان استمرار قتل الناس لا يقبل بكل الظروف ، وحيث للحرب غايات سياسية وقد أصبحت معروفة فليختصر الزمن ونبداء بالسياسة ، فقد عبرت المدافع والطائرات وسيول الدماء عن إن الاستمرار حسب ما كان قائما امرأ لم يعد ممكنا ، ولعل هذا شائن التدافع الإنساني الكبير للمطالبة بوقف النار ، مع وجود تضامن عربي وإسلامي مع غزة بطبيعة الأمور .
ومع دخول المنعطف السياسي تبدءا عمليات جس النبض ، وتبدءا الإطراف برفع سقف مطالبها ، مع إن المواقف كانت واضحة قبل القتال ، فهذا مشعل من دمشق يطالب بجسر جوي من العرب يحمل سلاحا للمجاهدين ، ويعلن فشل إسرائيل وبالتالي إن حماس انتصرت !! واضح أنها محاولات للتلاؤم مع حرب تموز اللبنانية حيث مركز المحور الإقليمي ، والمهم هنا رفض قرارات مجلس الأمن ( رغم عن كل الملابسات للقرار إلا إن الرفض بهذا الشكل يخدم إسرائيل تماما ) ورفض المبادرة المصرية ، ورفض التعاون مع الرئيس أبو مازن ، والمطالبة بحوار مع حماس لأي اتفاق سياسي ، مع الإدراك إن الاوروبين وليس أميركا فقط يرفضون الاتصال مع حماس إلا بشروط لا توافق عليها ، إذن هذا الأسلوب الغير سياسي والهادف لرفع سقف المطالب على اعتبار إننا انتصرنا ، أمر مدهش ولا يستقيم مع واقع الحال ، مع إن رفع السقف ضروري ضمن الممكن والمتاح .
إن حالة التضامن العربي الرسمي والشعبي تفترض إن الموقف الفلسطيني موحد وينطق بلسان واحد ،وهنا يحتم الوضع لقاءا يضع خطة تحرك وافق سياسي موحد والتحرك على كل الجبهات ، لكن للرياح مسار أخر ، فحركة حماس ودون تفصيل تمارس دور القائد لوطن وتنتظم كمؤسسة دولة بالاتصال مع الدول والاستعراض الفضائي مؤكدة إن خيارها إسلامي الهوى ، وان مفهوم الوحدة هو قيادتها كوريث فلسطيني للقيادات التي فشلت ولتجربة أصبحت تاريخ ، وهذا التعميق للخلافات الداخلية له مردود سلبي على مجمل القضية الوطنية الفلسطينية ويقدم خدمة لأعدائها ويضعف التضامن مع شعبنا الذي لا يجوز إهداره وكأنه جاء تأيدا لطرف سياسي وليس لشعب يناضل من اجل الاستقلال والوطن الموحد ، فالتجربة الصينية تقول انه يوم اجتاح اليابانيين بلادهم وكانت بينهم حرب أهلية مستعر أوقفوها واتحدوا لمواجهة العدو ثم واصلوا قتالهم ونتائجه مستمرة ( تايون ) . والحالة الراهنة لا تضعف أبو مازن ولا تطيل زمن عذابات غزة ولكنها تضعف الموقف الفلسطيني عموما بما فيه حركة حماس .
ويلاحظ هنا مدى الضغط الهائل التي تتعرض له إسرائيل من فنزويلا إلى تركيا وغيرها إلى تكاليف الحرب خاصة بعد دعوة الاحتياط ،لأنها تدرك طبيعة الزمن والمرحلة والتي قد لا تتيح لها مرة أخرى ، وهنا يجب وقف إطلاق النار فورا وتحت كل الظروف لعدم إعطائها هذا المجال الذي يوفره نهج الرفض والاستعلاء والشخصنة ، ولا تفيد عملية المماحكة مع مصر ومناكفة السلطة الوطنية ، فكل الجهد لوقف النار ووحدة الموقف الفلسطيني والعربي وخوض معركة سياسية ناجحة بفعل التضامن الغير مسبوق .
علينا جميعا الانتباه إلى استكمال معركة الاستقلال الوطني وإقامة الدولة مستفيدون من كل ما يجري حولنا وان لا نبقى رهن طموحات إقليمية غارقة في الشوفينية والماضوية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون