الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرامية بثياب السلطة

جمال المظفر

2009 / 1 / 12
الادارة و الاقتصاد


مازالت الفضائح تتوالى في العراق الجديد وتتعد اشكالها ، مالية وسياسية واخلاقية واصبحنا بفضل المفسدين نحتل المراتب الاولى لافي البناء والاعمار والتنمية وانما في مجال الفساد المالي والاداري الذي بات سمة العراق الديمقراطي المتعدد الالوان والاشكال ...
العراق دخل موسوعة غينس بفضل الحرامية الذين تسللوا الى المناصب دون مؤهلات تذكر سوى صلة القربى بهذا المسؤول او ذاك وبات همهم الاول والاخير السطو على اكبر قدر ممكن من اموال هذا الشعب قبل حدوث تغيير حكومي او انقلاب عسكري وفق ما يردد على لسان رجالات الدولة لشحذ همم المواطنين للذهاب الى الانتخابات بعد ان عزفوا عن ممارستها بسبب خذلانهم من قبل المسؤولين وعدم الايفاء بالتزاماتهم الاخلاقية التي وعدوا الشعب بها قبيل الانتخابات وبات المواطن ضحية سوء الاختيار واصبحت قناعته بأن ذهابه للانتخابات او عدمها لايقدم شيئا ....
تقرير منظمة الشفافية الدولية الذي وضع العراق في المرتبة الثانية بعد الصومال في قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم يوضح حجم الفساد الهائل في دوائر الدولة ، وماتأكيد رئيس الوزراء نوري المالكي على اطلاق حملة ضد الحرامية في دوائر الدولة الا دليل على ذلك ولكن بعد ماذا ..؟!!
بعدما نهب الحرامية اموال الشعب وهرب قسم كبير منهم الى خارج العراق ومعهم ( الشنطة ) المليانة والتي كانت فارغة يوم جاءوا بها بعد سقوط النظام ، ولكن البعض منهم مازالوا داخل المؤسسات الحكومية يمارسون سطوهم لان اغراء الاموال لايدعهم يفكرون ولو للحظة واحدة بمغادرة تلك الاماكن الا بأمر كارثي كزلزال او اعصار يعصف بهم وبالكراسي التي تحوي مؤخراتهم ...
وهناك مسؤولون في غاية الذكاء يسرقون ولايتركون اثرا لسرقاتهم ، يعملون بمنتهى التقنية والمهنية واللصوصية ..
حجم الفساد هذا يؤكده كبير المحققين السابق في لجنة النزاهة بالأمانة العامة العراقية سلام عضوب في إفادته إمام لجنة شؤون السياسة الديموقراطية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي إن مكتب مراجعة الحسابات العراقي لم يكن باستطاعته تفسير اختفاء 13 مليار دولار من أموال إعادة اعمار العراق اهدرت أو نهبت عبر مشاريع وهمية وان الكثير من المشاريع التي تمت مراجعة حساباتها لم تكن ذات حاجة وان عناصر فاسدة في الحكومة اهدرت ونهبت المليارات وتم ايداعها بحسابات شخصية بالاردن وفقا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست.
هذه الحقائق مؤلمة ومخزية للعراقيين عامة والحكومة امام امتحان عسير ازاء هذا الفساد الذي ينخر دوائر ، فمنذ بداية العام اعلنت الحكومة ان هذا العام سيكون عام الاعمار والحرب على الفساد ، وهو شعار جميل جدا ويحترمه كل العراقيين ، موالين ومعارضين ومحايدين ومشجعين ، ولكن يبدو ان هذا الشعار اعلامي لاعلاقة له بالتطبيق الفعلي او العملي ...
الضغوط السياسية على البرلمان يحد من دوره الرقابي ويجعله غير فاعل ، فما معنى ان يطالب رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب باستدعاء وزراء معينين لبحث ملفات فساد تخص وزاراتهم وتعترض كتلهم على استدعائهم وهذا مايشجع المسؤولين في التغاضي عن كل مايوجه لهم من تهم او ملفات جنائية ..
فكم من مسؤول متهم بقضايا فساد او قضايا جنائية او المسؤولية المباشرة عن تهجير المواطنين ويحتمون تحت عباءة كتلهم غير ابهين بأي دعاوى ضدهم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الأحد 09 يونيو 2024


.. ظهور نادر لابنتي بوتين خلال المنتدى الاقتصادي الدولي في سان




.. إلى أي مدى يشكل الاقتصاد ملفا حاسما في الانتخابات الأميركية؟


.. كلمة أخيرة - قطع الكهرباء 3 ساعات مش هيتكرر تاني.. اعرف التف




.. كلمة أخيرة - مصر تستورد شحنة جديدة من الغاز.. متحدث -البترول