الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمات حقوق الانسان بين الواقع والطموح

خالد عيسى طه

2009 / 1 / 13
حقوق الانسان


حديث الصباح
■ كلما امعنت السلطة في خرق المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف كلما زادت منظمات حقوق الانسان رص صفوفها والعمل على فضح هذه الانتهاكات ونشر قذرات التحقيق وطرق التعذيب في الدول التي تفوح منها رائحة عدم التمسك بحقوق الانسان .
العراق وفلسطين في قمة القائمة في عدم مراعاة حقوق الانسان بسبب الاحتلال.
العراق وفلسطين تضم سجونه مئات الالوف من السجناء بدون محاكمة وبدون تحقيق.
العراق وفلسطين جعل من المعتقلين في ساحة ذئاب مفترسة تلتهم الاجساد والاعراض .
هذا هو العراق وهذا ما يجري فيه وفي غزة اليوم وامام هذه الحالة فان منظمات حقوق الانسان تتداعى بينها وتقيم الندوات الاعلامية في كل المجالات دفاعاً عن حقوق الانسان في هذه الدولة أو تلك ولكن اليوم يتركز نشاطها على العراق وعلى غزة المنكوبة.
لقد عانى العراق وفلسطين من انتهاكات سافرة وصارخة في حقوق الانسان ، التي تتسم بأخطر طابع..
ففي العراق تتحمل حكومته السابقة مسؤوليتها ، والتي أسفرت عن نظام يتفشى فيه القمع والاضطهاد ، يعززه تمييز عريض بين أطياف الشعب العراقي وهذا ما حدث في عمليات الاعتقالات الواسعة لابناء الشيعة والكرد ، ومصادرة حرياتهم بقمع حرية التعبير عن الرأي والمعتقد وظاهرة الاختفاء القسري ، اضافة الى العمليات العسكرية بكافة انواعها ضد السكان المدنيين في منطقة الاهوار في جنوب العراق والتي تسببت بتدمير القرى على رؤوس ساكنيها مما أجبر السكان على الهجرة الى داخل الحدود الايرانية !! ، والعقوبات والانتقامات الشديدة التي تطال جميع شرائح المجتمع العراقي بدون استثناء ، وما المقابر الجماعية المنتشرة في انحاء العراق ،إلا دليل على ذلك.
وبعد سقوط صدام على ايدي القوات الامريكية ، توسم الناس خيراً وتفاؤلاً، ولكن سرعان ما صحوا على انتهاكات جديدة وخطيرة وربما أشد قسوة من السابق ، بدأت القوات الامريكية بانتهاكات لحقوق الانسان بعد محاصرة وقصف عشوائي للمدن العراقية بحجة "وجود أرهابين" وقتل الابرياء المدنين من السكان وتضررت ممتلكاتهم ، اضافة الى حمالات الاعتقالات فقد امتلئت السجون بالاف العراقين ، لاقوا أشد انواع التعذيب قسوة وامتهنت كرامة الانسان العراقي ، وما فضيحة سجن أبو غريب إلا دليل واضح وصارخ ضد مبادئ حقوق الانسان ومخالف لما جاء به الاعلان العالمي لحقوق الانسان .
ومن الجدير بالذكر تشكلت وزارة حقوق الانسان والتي تأخذ على عاتقها تطبيق وحماية وتوفير الضمانات اللازمة لحقوق الانسان ، وانتشرت منظمات حقوق الانسان في كافة ارجاء العراق وظيفتها نشر ثقافة حقوق الانسان ومراقبة المخالفات والانتهاكات الحاصلة في هذا المجال .
وكانت النتيجة ان هذه الوزارة والمنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان وقفت عاجزة امام الوضع المتدهور والذي يزداد سواءاً يوم بعد يوم في ظل الفلتان الامني وعدم قدرة الحكومة بالتمسك بزمام الامور وهذا هو الواقع.
اما الطموح فنحن نتطلع الى غد مشرق وعراق جديد وان ما سبق من العمل والجهد انما هو ارضية للعمل واساس للمبادرة القادمة ، حيث يعش العراق بفترة عصيبة ومتغيرات هامة للغاية في تاريخ بلادنا وشعبنا بما يتصل بمبادئ حقوق الانسان والتسامح واحترام الراي وحق الاختلاف والديمقراطية والتعددية والتنّوع وكل ما يحلم به الشعب العراقي. اما أهم المهمات العملية الراهنة التي تواجه العراق والتي تسهم في نشر وتعزيز ثقافة حقوق الانسان هي تدريب وتأهيل عدد من الناشطين والحقوقيين ، ونشر الوثائق الدولية سواء الشرعة الدولية المتمثلة في الاعلان العالمي والعهدين الدوليين اضافة الى المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان ، مثل اتفاقية منع التعذيب ومنع التمييز ضد المرأة وحقوق الطفل وحقوق الاقليات وغيرها واعداد تقارير سنوية ترصد مخالفات حقوق الانسان بهدف تعزيز الوعي بشكل عام والوعي الحقوقي بشكل خاص ، ومن أجل استعادة السيادة والاستقلال الوطنيين وانهاء الاحتلال واختيار الشعب لممثليه باجراء انتخابات حرة نزيهة لاختيار برلمان يشرّع دستوراً دائماً للبلاد يأخذ بنظر الاعتبار التنوع والتعددية في اطار وحدة وطنية عراقية تعتمد مبادئ المواطنة والمساواة وسيادة القانون اساساً لتطور العراق نحو الديمقراطية وتعزيز مبادئ حقوق الانسان.
اما مايحدث الان في فلسطين وبالتحديد غزة فهو لابشع عميات الاجرام والقمع وتجريد الانسان من كافة حقوقه حتى حق تنقسه الهواء او حق العيش فاين العدل واين الحقوقو واين منظمات حقوق الانسان واين القوانين الدولية اين .. اين من كل مايحدث اليوم .. فكل مانفعله وتفعله منظمات حقوق الانسان هو الاستنكار والاستياء لما يحدث في غزة .. والسؤال وبعد الاستنكار ماذا ستفعلون او ماذا فعلتم !!
لك الله ياشعب غزة .. ولكم الصبر ياناسها الصابرين الطاهرين ..
اما حكوماتنا ومنظمات حقوق الانسان فلها مبدا لا اسمع لا ارى لا اتكلم!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة عدد من موظفي الأمم المتحدة جراء إطلاق نار عند معبر #رف


.. فيديو: انتقادات حقوقية لنظام بطاقات الدفع لطالبي اللجوء في أ




.. -صور من السماء-.. الأقمار الصناعية ترصد تزايد خيام النازحين


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - كوريا الشمالية تعرب عن دعمها الكا




.. حديث السوشال | في الأردن.. معلمة تصفع طفلاً من ذوي الاحتياجا