الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرحلة الحاسمة

محمد كليبي

2009 / 1 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


لأول مرة أتفق مع قيادة مليشيا حماس , وأوافقها موقفها فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن رقم ( 1860 ) الصادر مخرا , والداعي الى الوقف الفوري للحرب الدائرة اليوم بين اسرائيل وامارة حماسستان الاسلامية . فلقد ابدت قيادة حماس موقفها المبدئي من ذلك القرار بقولها : " ان ذلك القرار الدولي لا يعنيها " !! . وهو موقف يبدي كثيرا من الحكمة والمصداقية للسيد علي لاليجاني , الذي أملى على حماس هذا الموقف تجاه القرار الدولي أثناء اجتماعه بقيادات الفصائل الفلسطينية في مقرها الدائم بدمشق , عقب صدور القرار مباشرة .

ولا شك في ان مليشيا حماس لا يعنيها القرارات الدولية , لا من قريب ولا من بعيد , أولا لأن تلك المليشيا لا تعد طرفا دوليا معترفا به حتى يكون لها موقفا وعلاقة ما بالقرارات الدولية . وثانيا لأن الدم الفلسطيني الذي يسفك يوميا لا يعنيها . فقد كان المأمول من قادة حماس القبول غير المشروط بأي قرار دولي أو مبادرة دولية أو اقليمية لوقف اطلاق النار , حقنا للدم الفلسطيني المهدور . لكن لا حياة لمن تنادي .

ان من الغرابة , في قرار مجلس الامن الدولي , أن يساوي بين طرفي الحرب , الطرف الاسرائيلي الذي هو دولة ديمقراطية محترمة مستقلة ذات سيادة , والطرف الحمساوي الذي هو مليشيا مسلحة خارجة على القانون وخارجة على الشرعية الفلسطينية والدولية معا , والتي يعتبرها المجتمع الدولي منظمة ارهابية .

بل ان الغريب أن يصدر قرار عن مجلس الامن الدولي , المسؤول عن الامن والسلم الدوليين , يطالب بوقف اطلاق النار بين الجانبين , الجانب الاسرائيلي الذي يدافع عن شعبه ووطنه وأمنه , والجانب الحمساوي الذي يرهب المواطنين الأبرياء في كل من اسرائيل وفلسطين , بدلا من أن يقف مجلس الامن أمام مسؤولياته ويساند اسرائيل في دفاعها عن نفسها , وتصفية المنطقة من الارهاب .

عموما , لقد جاء الرفض الحمساوي للقرار الدولي بمثابة فرصة ذهبية لاسرائيل - التي لم تقبل أو ترفض القرار رسميا - لمواصلة عملياتها العسكرية المشروعة في بلاد حماسستان الاسلامية , وذلك لتحقيق هدفها النهائي - الذي لم يتحقق بالكامل - والمتمثل في تدمير البنية التحتية لمليشيا حماس , والقضاء التام والنهائي على ترسانتها الصاروخية , والمنع التام والكامل والنهائي لامكانية اطلاقها في المستقبل باجاه اسرائيل .

لذلك يستعد جيش الدفاع الاسرائيلي حاليا للبدء بالمرحلة الثالثة , المرحلة الحاسمة , من العملية العسكرية . وهي المرحلة الأخطر وفقا للمراقبين والمحللين العسكريين , لانها ستستهدف - من ضمن ما تستهدفه - السيطرة العسكرية على القطاع , واستهداف " رؤوس " مليشيا حماس اما بالقتل أو بالقبض عليها لمحاكمتها مستقبلا بجرائم حرب .

ولذلك , أعتقد ان هدف الحكومة الاسرائيلية وجيش الدفاع الاسرائيلي , لم يعد مجرد " وقف " اطلاق الصواريخ الحمساوية الموجهة ضد سكان الجنوب الاسرائيلي , كلا , فلم يعد ذلك الهدف مجديا , بعد أكثر من اسبوعين من الحرب , وبعد التوغل الاسرائيلي داخل القطاع . لقد أصبح الهدف هو " استئصال " منبع العنف والارهاب , وتدمير تلك الصواريخ نهائيا , ومنع دخولها أو تصنيعها من جديد .

أما مسألة ابقاء حكم حماس على القطاع من عدمه , فأعتقد ان ذلك ليس بذي قيمة طالما بقت الحركة مشلولة عسكريا .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه أكبر نكتة
خالد عبد الحميد العاني ( 2009 / 1 / 12 - 07:57 )
إسرائيل دولة ديمقراطية أعتقد أنها نكتة العصر. دولة ديمقراطية تقتل الأطفال والنساء والشيوخ تقتل كل شيء يتحرك على الأرض دولة نازية بكل ما تعنيه الكلمة .


2 - اسرائيل دولة ذات سيادة
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 12 - 17:50 )
نعم سيادتها على اراض ليست لها وجيش الدفاع الفار من لبنان وذيله قد بتر هناك اذلم يلحق ان يضعه بين اسنانه

اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا