الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراقب المحلي في الانتخابات

جاسم الحلفي

2009 / 1 / 12
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تمكنت منظمات المجتمع المدني المعنية بمراقبة الانتخابات في العراق رغم حداثة تشكيلها، من تطوير إمكانياتها وتنمية خبراتها وتوظيف معارفها التي حصلت عليها من خلال التدريب والإعداد والتأهيل الذي قام به خبراء دوليون مختصون بشؤون الانتخابات. واستطاعت هذه المنظمات وبجدارة تنفيذ مشاريع متنوعة في مجال التوعية الانتخابية، كما أدت دورها في مراقبة جميع الانتخابات وعملية الاستفتاء على الدستور، وتسجيل الناخبين.

ان التزام المراقبين المحليين بمعايير المهنية ومنها الحياد والشفافية والنزاهة، وتمسكهم بالقوانين والتعليمات والضوابط التي أصدرتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، سيكون له التأثير الكبير في تعزيز الدور الرقابي لمنظماتهم في العملية الانتخابية.

كما كان لتقارير المراقبين المحليين التي أصدرتها منظماتهم، بعد كل عملية انتخابية، تلك التقارير المهنية، المتسمة بالرصانة والصرامة في تحديد الخروقات والتزوير والانتهاكات، أثره في فضح المفسدين في العلمية الانتخابية، الأمر الذي وضعها في مستوى تقارير المراقبة الدولية، كما عبر عن ذلك خبراء الأمم المتحدة العاملون ضمن البعثة الدولية في مجال الانتخابات في العراق.

ومن هنا تكمن أهمية دور المراقبين المحلين، في هذه الانتخابات، بعد ان اشتدت المنافسة بين الكيانات السياسية، خاصة بعد لجوء البعض الى استخدام المال السياسي، وشراء الأصوات، وتمزيق البوسترات، واستخدام وسائل الدولة ومؤسساتها ...الخ.

ليست قوائم المتنافسين الذين يتمسكون بالقوانين والتعليمات هي الوحيدة التي أكدت حاجتها الى دور المراقب المحلي، وإنما كل مواطن يعز عليه صوته، وتهمه المساهمة في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تكفل المشاركة المتساوية للجميع.

ان للمراقب المحلي دور وطني كبير، وعليه تأديته بأمانة وإخلاص، ليس في مراقبة مدى التزام الكيانات السياسية بالقانون وحسب، رغم أهمية ذلك، ومراقبة أداء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وموظفيها والمشرفين على الانتخابات بالقانون.

ولكي يؤدي المراقب المحلي هذا الدور بمهنية وبشجاعة وإخلاص عليه الالتزام الصارم بقواعد السلوك، والتمسك بالقوانين والأنظمة. وعليه ان لا يظهر تعاطفه السياسي بأي شكل كان، وأن لا يفرض معتقداته لصالح أي مرشح أو أي كيان، وأن يعبر عن رأيه في الاختيار من خلال الاقتراع السري. كما أنه مطالب بأن يسهم في توفير أجواء طبيعية للناخب كي ينتخب من يمثله دون ضغط أو أكراه أو تهديد، ويرصد كل أنواع العنف وإشكاله، سواء الذي يمارس بحق المرشح أو الناخب، وأن يكون هدف نشاطه الوحيد من المراقبة هو الإسهام في بناء الثقة بالانتخابات ونتائجها.

حين يحضر المراقب المحلي إلى المركز الانتخابي المخصص له مبكرا، ويتواجد منذ الدقيقة الأولى مع فريق عمل المفوضية، ويرصد كل مراحل العملية الانتخابية، بدءا من عملية الافتتاح مرورا بالاقتراع وصولا إلى مرحلة العد والفرز، عند ذاك يكون قد أدى رسالته بشرف وأمانه وبالدقة المطلوبة، وعمل بصدق من اجل النزاهة و ترسيخها، وشارك في بناء المجتمع الديمقراطي الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخلاف التجاري بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.. إلى أين؟ | ال


.. بايدن وترامب.. وقضايا بارزة في المناظرة الرئاسية




.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مرشحون وشروط


.. بالمناظرة التاريخية.. بايدن يتعثر مبكرا وترامب يدعوه للخضوع




.. بايدن يتلعثم خلال المناظرة الرئاسية أمام ترمب