الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عتبات خربة

عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)

2009 / 1 / 13
الادب والفن


بين أديم الذاكرة والحفر في جدرانها وأرضيتها يظهر خيط مظلم يحمل في آخره شريط صور مخزونة في صندوقها ذا الاضلاع الستة والتي تحمل عتبة البيت القديم أو باب " البرانية " الدينية والمتفرعة من بيت يطل على دربونة أخرى من أجل دخول النساء وفصل البيت عن " البرانية " بسبب الاعراف والتقاليد السائدة بيت ذو جدران أربعة ويعرف بالحوش بسبب فمه المفتوح إلى السماء حيث تقوم الشمس بعملية السقوط في حوظه والمطر على حد سواء وتحصل حينها عملية إستعراض لكل مناخت وفصول السنة الأربعة حتى إنك من خلال الحوش تعرف أن الطيور المهاجرة هاجرت أم لا , وباب صغيرة تربط مابين البرانية والحوش ولا أعرف لماذا يجب أن يبقى البيت بلاسقف والبرانية تمتلك باحة وسقف , وبالعودة إلى عتبة البرانية تلك التي عبرها ذا مرة متصرف لواء الديوانية عندما كانت السماوة لواء يعود إداريا إلى الديوانية , حيث تعثر ذلك المتصرف بعتبة الباب والتي كانت غير مرتبة نوعما ما حينها قال المتصرف لجدي الشيخ كاظم السماوي لقد تعثرت بباك ياشيخ فأجاب الشيخ السبب ليس بي السبب عند الحكومة التي لم تعبد الدربونه بالشكل الصح حتى لايتعثر من يمر عليها ,وهذه قصة سمعتها عن الطريق الرواية وتشكلت حينها صور تلك العتبة والتي تطورت وتطورت بعد ذاك وتطورت غيرها وأصبحت العتبات ذا صبغة جديدة عتبة تعود بك إلى العصور الاسلامية السابقة بأقواسها وأخرى تحملك إلى عالم آخر مختلف عالم كله حركة وعنفوان وهذه كانت تحمل شعار الاولمبياد وأخرى تمثل تأريخ صاحبها عندما كان في السجن حيث يقوم بتهئية عتبته وبابه على شاكلة أبواب السجن وآخر يحاول أن يجعل من بيته قلعة رومانية وآخرى إغريقية وبينها نافورة ماء إسبانبة , وكذلك هي مداخل المدن وعتباتها كل مدينة تحاول أن تضع تأريخها عند مداخلها وعتابتها كي توحي للداخل إليها هويتها العمرانية والمدنية والتأريخية , ولكن لو أزحنا النظر قليلا عند عتبات المدن هذه والحديث هنا عن المدن العراقية حتما سوف نلحظ الطراز البنائي الجديد والذي يحمل لونا واحد وتصميما واحد لكنه لم يخضع لعملية هندسية معينة وإنما اتى هكذا كيفما إتفق طراز أشبه مايكون بمقبرة أحياء يتناولون الموت اليومي بصحنون رمادية لان اللون الرمادي هو سيد الموقف هناك وحتى ألوان من هم بدرجة إنسان يعيش رمادي ومستقبلهم رمادي أيضا بل وحتى قراراتهم رمادية لانهم لايعرفون إلى أي لون يذهبون, وقفوا هكذا بكل رمادية بنائهم أمام صمتهم الصاخب , هكذا بكل براءة أزحت العين صوب الكف الايسر من مدخل البصرة ثغر العراق الباسم وإرتطمت العين بمنازل دارسة - أي منخفضة- في الارض بيوت لم تعرفها هذه الارض البكر من قبل صممت من قبل ساكينها والذين يصلح عليهم اليوم " بالمتجاوزين " والامر ذاته عن مدخل بغداد وعلى جانبي قوسها المنحني نحو السماء وبدرجة راكع نحو القبلة وعلى مد البصر تلحظ من هو حامل درجة مواطن متجاوز بيوت لايمكن إدراجها بلوح تأريخي أو وضعها داخل خارطة مرسمومة تحدد من خلالها هوية المدينة او المدن الاخرى والمشهد هذا يتكرر عند حافات المدن العراقية أغلبها لكنه ليس غريب على مدينة النجف لان معمار تلك البيوت يشبه إلى درجة ما معمار قبور وادي السلام لكن وادي السلام تشوبه صفرة اللون وهذه تشوبها رمادية اللون , لكن هل يمكن تحديد هوية هذا المعمار والذي اصبح اليوم هوية وموطنا للكثير هل نحتاج اليوم إلى درس هندسة جديد أم إن الكل أصبح يحمل هذه الدرجة لانهم صمموا بيوتهم من قدراتهم الذهنية التي أوحت لهم بأن يُكونوا أربعة أضلاع بسقف يحمل في سقفه الطبق السحري الذي يخص الفضائيات ,, أربعة أضلاع شكلوها بلبن وطين صرفوا أمولها من جيب مصاب بالنخر المزمن ,, أربع أضلاع ورثوها من جدهم إبراهيم الخليل لحظة بنائه الكعبة المشرفة والذي ورث تلك الرباعية من جده نوح الذي بنى السفينة التي أنقذت البشرية بالرباعية نفسها بحسب ماتقول الاشارات ,, إذن هي أربعة أضلاع تشكل مستطيل رماديا كبيرا تحمله عتبات المدن حيث إن هذه الرباعية تمثل هوية مافي داخل هذه المدن التي خرجت من حروب عدة , والهوية تكمن في عتبات المدن الرمادية التي توقض في الداخل المشهد كله وليس غيره مشهد الحرب والخراب
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل