الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النكبة الفلسطينية الجديدة

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2009 / 1 / 13
القضية الفلسطينية


منذ اكثر من ثلاثة اسابيع والهجوم الوحشي البربري للحكومة الاسرائيلة الفاشية مستمر على سكان قطاع غزة ، لا يمر يوم دون سقوط العشرات من الضحايا وجرح المئات غالبيتهم نساء واطفال وشيوخ . كل هذا يجري وسط صمت وتغاضي صريح وواضح من قبل امريكا وحليفاتها في اوروبا عن هذه المجزرة البشعة بحجة )دفاع اسرائيل عن مواطنيها( ومنع الرشقات الصاروخية التي تطلقها حماس باتجاه السكان المدنيين في البلدات القريبة من قطاع غزة. رغم صدور قرار مجلس الامن المرقم 1860 في 9 / 1 / 2009 والذي يقضي بايقاف اطلاق النار فورا ، الا ان اسرائيل ماضية في حربها الهمجية هذه ، وحماس كذلك غير معنية بالقرار كونه لم يذكرها بالاسم كطرف اساسي في هذه الحرب.
المتابعون للشأن الفلسطيني يدركون جيدا بان هذه الحجج واهية ولا يمكنها ان تقنع الا السذج ، فاسرائيل بعد فشل هجومها على لبنان عام 2006 والذي كان بدواعي ضرب قواعد حزب الله ، تحاول اليوم استعادة غطرستها العسكرية واستعادة الردع الذي فقدته في حربها على لبنان، هذا بالاضافة الى الاستحقاقات الانتخابية في اسرائيل حيث انها على الابواب.
امريكا الحليفة الاستراتيجية لاسرائيل كانت على موعد مع هذه المجزرة حيث اعلنت دعمها الكامل لها ، حتى الرئيس المنتخب اوباما الذي بادر الى التنديد بتفجيرات مومباي، اكتفى بالقول بان لامريكا رئيس واحد ويقصد بوش ، موقف اوباما هذا خيب آمال العرب الذين كانوا يعلقونها عليه باعتباره من اصول افريقية واسلامية !! ناسين بان امريكا دولة مؤسسات ومصالح الطغم الرأسمالية العالمية ولا يمكن لرئيس ما ان يغير جوهر سياساتها .
اما حماس برفضها التهدئة مع اسرائيل اتبعت سياسة خاضعة لاجندة اقليمية مبنية على تحالف ايران – سوريا – حزب الله ، وهي بذلك أرادت ان تثبت صدقية انتمائها الى هذا التحالف ولكن على حساب الشعب الفلسطيني ووفق حسابات خاطئة متجاهلة امرين مهمين :
1- قطاع غزة ليس جنوب لبنان حيث الدعم الايراني السوري المتواصل .
2- غالبية دول المنطقة وشعوبها وحتى دول العالم ترفض قيام نموذج اسلامي للسلطة في قطاع غزة.
حزب الله ، وعلى لسان حسن نصرالله ابدى مخاوف في خطابه الاخير، واكد على هذه المخاوف ملك الاردن وكلاهما لم يكشف عن نوع هذه المخاوف الا ان الدلائل تشير الى خطة استراتيجية لاسرائيل ترمي الى تحويل قطاع غزة لمصر والحاق الضفة الغربية بالاردن وبذلك تنهي اسرائيل مسألة قيام دولتين مستقلتين ، وان الهجوم الاجرامي على غزة هو الخطوة الاولى على هذا الطريق.
ان شعوب العالم المتحرر التي تهب اليوم لنصرة الابرياء في قطاع غزة تدرك تماما بان الحل العسكري الذي تفرضه اسرائيل في كل مرة على الشعب الفلسطيني لا يؤدي سوى الى الفشل وزيادة الكهراية والحقد القومي والديني وهو بدوره يؤدي الى رفع رصيد الاحزاب القومية والدينية المتطرفة في كلا الجانبين .
ان القضية الفلسطينية لا يمكن حلها الا باقامة دولتين مستقلتين تعيشان جنبا الى جنب ، دولتين قائمتين على اسس علمانية بعيدة عن التطرف الديني والقومي ، وهوما تؤيده وتؤازره مجمل القوى التقدمية في العالم.
12 / 1 / 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ