الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة وعودة خطاب الكراهية في المغرب

نجيب شوقي

2009 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بداية الحرب القذرة التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين في غزة، لم يعد موضوعا يشغل بال السياسيين والصحافيين والمثقفين والرأي العام المغربي غير غزة .. بل اكثر من ذلك اصبحت غزة مطية لتصريف خطابات أقل ما يقال عنها انها خطابات تحض على الكراهية والعنصرية ولا تختلف في جوهرها عن همجية اسرائيل، من ينزل الى شوارع المغرب سيسمع الجماهير المهيئة للجهاد في غزة، ونصرة المسلمين ومحاربة ابناء القردة والخنازير، تردد: الموت لليهود، وخيبر خيبريا يهود جيش محمد سيعود، هل حقا اليهود هم السبب في ما يقع للفلسطنيين ام ان الحرب هي حرب سياسية لها ابعاد اقتصادية هي من تحركها؟.

إن الفكر الاصولي الاسلامي لا يختلف في عنصريته وهمجيته عن الخطاب الصهيوني ويتحين فقط الفرصة للركوب على أي صراع في المنطقة من اجل تعبئة الجماهير على فكر الكراهية المعادي للاخر فقط لانه يختلف معه في العقيدة، فعندما هاجم بن لادن البرجين في نيويورك لم تنسب العملية للمسلمين وانما نسبت لجماعة اصولية محددة، وبالتالي يجب الانتباه الى خطورة التعميم في الشعارات الاسلاموية المعادية لليهود، التي نسمعها يوميا في المظاهرات المناهضة للحرب الاسرائيلية ضد غزة.

إضافة الى الشعارات العنصرية أصبحنا لانفرق في المظاهرات بين انصار السلفية الجهادية المعروفين بعشقهم للدماء وبين انصار العدالة والتنمية الذي يدعي قادته الاعتدال والوسطية.

وهنا طبعا يبقي السؤال المحير الدي يطرحه أي متتبع لهذا الحزب، لماذا تماهى خطاب العدالة والتنمية مع خطاب القاعدة في ما يخص اليهود؟؟ هل الحزب يحن الى ايام الشبيبة الاسلامية وأفكار الجهاد الاسلامي؟ ام ان الحزب لم يتخلى يوما عن فكره الجهادي وانما فقط يعمل بالتقية الشيعية، حتى يتمكن وينقض على السلطة ويشعلها نارا على العباد؟.

ان الغريب في أمر إسلاميي امريكا، أي العدالة والتنمية والعدل والاحسان، الذين ينمقون الكلام المعسول في لقائتهم بسفير امريكا بالمغرب وفي الندوات بواشنطن، هو الازدواجية في الخطاب ومحاولة الركوب على أي شئ من أجل كسب انصار جدد في الشارع، وهذا ما يمكن ان يصفه أي متتبع باللعب على الخطابات الاكثر عنصرية المستمدة من الفكر الديني من أجل كسب اعضاء جدد في الحزب او الجماعة، انه من الخبث الركوب على مأساة شعب اعزل من اجل الدعاية الانتخابية السابقة لاوانها .

إن الخطير في الامر ان الجماهير التي تهب الى الشوارع هي جماهير مشحونة مسبقا بصور الجزيرة التي تتاجر في جثث الاطفال من اجل السبق الاعلامي بدون احترام مشاعر المشاهد ولا احترام اخلاقيات المهنة، وتجد في انتظارها انصار الحركات الاصولية لكي تشحنها بشعارات عنصرية وهنا تكتمل الوصفة السحرية لانشاء جيل جديد من الانتحاريين سيشكلون خطرا على المغرب قبل اسرائيل.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار لا يعرف بدقة أعداد ومواقع المحتجزين .. هل تواجه حماس


.. بوتين يضع شرطين لوقف الحرب.. ويكشف سبب -الزحف نحو كييف- | #ر




.. اتفاقية أمنية أميركية أوكرانية ردًا على التهديد الروسي باستخ


.. توقعات #اليورو_2024: #إنجلترا، #فرنسا، #إيطاليا، #إسبانيا، و




.. إلى متى ستبقى الساحة الأوكرانية حربا بالوكالة بين روسيا والغ