الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفال الجهاد و الحركة الاصولية في المغرب

نجيب شوقي

2009 / 1 / 15
حقوق الاطفال والشبيبة


نظمت في العاصمة المغربية الرباط يوم الاحد الماضي مظاهرة تضامنية مع غزة شارك بها عشرات الالاف من الاطفال ،من شرائح عمرية مختلفة .تضامن البراعم البريئة المغربية مع ما يقع من تقتيل لاطفال غزة يعتبر شكل راقي و رسالة قوية للمنتظم الدولي الساكت الى حدود الان على ما يقع من جرائم حرب ضد المدنيين في غزة .
لكن من خلال حضوري و متباعتي لهذه المظاهرة لاحظت ان الشعارات المرفوعة هي شعارات كبيرة جدا عن الاطفال و اغلبهم يرددها بدون حتى ان يعي ما تعني، شعارات الجهاد و الدعوات بالموت لاسرائيل و الصراخ بقتال اليهود ، اقل ما يقال عنها انها شعارات ستنشأ لنا جيل من الانتحاريين و ليس جيل يحب الحياة و يسعى الى الرقي ببلده الى الافضل .
كما تجدر الاشارة ان الدولة في المغرب سمحت للاسلاميين باستغلال سيئ للغاية لبراءة الاطفال رغم ان المغرب موقع على اتفاقية حقوق الطفل،التي تنص على عدم استغلال الاطفال في حروب سياسية او غيرها ،لان الطفل اصلا ليس دوره هو الجهاد من اجل تحرير الفلسطين.
و كما جاء في حديث لي مع احد الاطفال المشاركين في المظاهرة ، الطفل احمد سنه لا يتجاوز سبعة سنوات تحمله امه على كتيفها ،سألته لما انت هنا يا احمد؟
اجابني :انا هنا لنصرة الاخوة في فلسطين .
الى هنا كان كل شيئ جميل ،
لكن الغريب هو عندما سألته بما تحلم عندما تكبر؟
اجابني احمد بصوت فيه نبرة عدائية: لما اكبر ساذهب الى مقاتلة اليهود،و ردد الله اكبر الله اكبر .
ان هيمنة خطاب الكراهية ضد اليهود في اغلب القنوات التلفزية العربية الفضائية ، وفي مظاهرات الاسلاميين غير حلم الاطفال ، فبدل ان يحلم الطفل ان يصيج طبيب او مهندس اصبح يحلم بالقتال و الجهاد ، انه لمن المؤسف ان يتم الصمت على هذا التلاعب بالطفولة البرييئة و توظيفها في معارك سياسية لا تعرف عنها شيء.
في مساء يوم الاحد أي مساء مظاهرة الاطفال في الرباط، و انا اتابع قناة الجزيرة الفضائية، تمت استضافة طفلين من المغرب في النشرة المغاربية ،الاول هو ابن الحمداوي رئيس حركة التوحيد و الاصلاح الاصولية ، و طفلة بنت احد اعضاء المكتب السياسي لحزب العدالة و التنمية الاصولي، ففجائني الصحافي بسؤال للطفلين حول مشاهدتهم لصور الحرب التي تبثها الجزيرة؟، فكان جواب الطفلين: بنعم للاسف،يتضح جليا ان هم هذا الصحافي ليس هو نفسية هؤلاء الاطفال عندما يشاهدون صور الجثث و القتلى لاطفال في سنهم،و بدل ان ينصحهم ان مشاهدة هذه الصور هي ممنوعة عن الاطفال،ابتسم الصحافي و كأنه حقق انجازا كبير،ان أي متتبع لمسار هذه القناة يمكن ان يلاحظ و ان المهم عند المشرفين على الجزيرة ،هو ان تحقق القناة نسبة مشاهدة كبيرة في المغرب ، و لا تكثرت طبعا لا بنفسية الاطفال و لا المراهقين .
انه حقا لمن المؤسف للغاية اللعب بمشاعر الطفولة في معارك سياسية رسمها الكبار بخبث شديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإسلام السياسي ترقص وتمرح على مأساة غزة
طه ( 2009 / 1 / 14 - 20:19 )
حتى اطفال وجماهير غزة ضحايا الإسلاميين والإسرئيليين معا.فخطر حماس
الإخواني على الحرية اجماهيرلا تقل كثيرا عن خطر الإحتلال


2 - وما العمل إذن ؟
أبو أيمن ( 2009 / 1 / 15 - 04:54 )
إن الظاهرة الأصولية منذ أن أنسئت في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي ، بدعم من الدولة وبعض القادة السياسيين الرجعيين ، لتحقيق أهداف إستراتيجية من الناحية الإجتماعية ، إيديولوجيا وسياسيا ، ركزت في إهتماماتهاوأنشطتها على الناشئة من أطفال ومراهقين قصد تطبيعهم بهويتها وثقافتها الظلامية ، وقد تمكنت من ذلك بفضل عوامل عدة ، من بينها
القصور الفكري وانعدام النضج العقلي لذى هؤلاء ،فاستغلوا ضعفهم هذا للتأثير فيهم مبدعين في أساليب الشحن والتعبئة وغسل الدماغ فتمكنوا من قولبتهم حسب النمط الذي يريدون ، والواقع يؤكد هذا من خلال السلوك المرعب الذي يمارسه أتباعهم، وثانيها ، التغييرات التي قامت بها الدولة في نظام التعليم علي مستوى الطرق والمناهج ، حيث أزالت بشكل نهائي ، وحتى اليوم ، كل ما له صلة بالتفكير العقلي ويهدف الى تنمية القدرات العقلية . وهكذا وضعت برامج ذات النزعة الأصولية ، خصوصا قي التربيية الإسلامية والأدب - الذي تحول الى درس في اللغة العربية - .ثم تهميش الفلسفة والتركيز فيها على الفكر الإسلامي الذي ألف بشكل مشوه فيما عرف ببرنامج الدكتور علي النشار . إضافة الى هذا ثم حدف شعبة الفلسفة في التعليم العالي وتعويضها بالدراسات الإسلامية التي أصبحت معقل الأصولية .

اخر الافلام

.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي


.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن




.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك