الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجرة مثمرة بالعطاء والعلم إسمها فؤاد النمري

مثنى حميد مجيد

2009 / 1 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


يقول لينين العظيم ـ خلف كل ثرثرة سياسية هناك موقف طبقي ـ أي تعبير عملي وموقف فعلي من الصراع الإجتماعي.ومقالة الأستاذ المفكر فؤاد النمري الأخيرة التي عرى فيها أدعياء المقاومة هي موقف عملي وكشف مبدع من خلال منهجه الماركسي الخاص لهذه الثرثرة الصبيانية وغير المسؤولة التي تروج لمفاهيم العنف والسائدة في بعض أوساط من يدعون الماركسية من عروبيين وعراقيين مغتربين وشبه منفصلين عن الواقع الفعلي لشعبهم .والملاحظ أن أغلب هؤلاء المتمركسين هم ممن لم تلوعه حروب صدام في الثمانينات ومجاعات التسعينات وعاش بعيدآ عن معاناة الشعب اليومية في المهجر أو إن بعضهم الاخر يخضع ماركسيته إلى نزعاته القومية والدينية والطائفية الواعية أو غير الواعية في داخل نفسه فيلبسها حين يثرثر في كتاباته لباس الماركسية المزركش بالتعابير التنظيرية خاصة إذا كان متمكنآ من صناعة التنظير والتنميق ومنهم من كبر وشاخ وأدمن على خلالات العبد فلا يستطيع إستبدالها.وهنا بالذات تكمن أهمية الأستاذ المفكر فؤاد النمري فهو واحد من هؤلاء الشيوخ الذين يمتلكون قدرة فذة على التجدد والعطاء فيبدو مع خبرته النضالية وثقافته الماركسية العالية كالشاب المليء بالحماس والمشاكسة في إستقراء الواقع وكما تعرف الشجرة من ثمارها تبدو شجرة الأستاذ فؤاد النمري خضراء زاهية بالثمر من موقفه من صبيان المقاومة وتعريته لبعض حللهم المزركشة في مقالته الأخيرة وفق منهجه الماركسي المبتكر والجريء الذي يجهد في إستحداث مقوماته.


لا شك أن القاريء الكريم سيدهش من سرعة إنقلابي في موقفي من الأستاذ النمري ويسألني قائلآ بالأمس هاجمته بمقالة شديدة اللهجة واليوم تمتدحه.نعم أنا أفعل هذا بكامل الوعي وليس ثمة خلل في منهجي الديالكتيكي في التفكير وأزيد القاريء علمآ إني هاجمت الأستاذ النمريء بمقالة أشد لهجة لم تنشرها ، مشكورة ، الحوار المتمدن طرحت فيها إشكالية المرحلة الستالينية التي تحمل الإيجاب والسلب ، البناء والهدم ، الشيوعية وإستغلالها ، الجماعية والروح الفردية ، السلام والعنف، الصلابة الطبقية والميوعة الليبرالية...وما زلت على إختلافي مع الأستاذ النمري من ستالين والستالينية حتى لو وضعني في قائمة أعداء الشيوعية .إن إنتقادي للأستاذ النمري كان ينصب على نظرته الأحادية الميكانيكية إلى المرحلة الستالينية وما زلت أعتقد أن الأستاذ النمري بحاجة إلى تفعيل منهجه الماركسي الجريء والمبتكر ديالكتيكيآ.إن الديالكتيك يقول لنا ببساطة أن الخروتشيفية هي التغير النوعي للتراكمات الستالينية.


وبودي أن أوجه سؤالآ ليس فقط للأساذ النمري بل لكل الشيوعيين على إختلاف مللهم ونحلهم هل خلت الدنيا إلا من ستالين وخروتشيف وحشيف وحنيش وزينوفيف وكامينيف لكي لا يكفوا يومآ عن علك هذه الأسماء كمقامات البكاء في عاشوراء ؟ألا يوجد في الدنيا غير روسيا لقيام الثورة ؟لم لا يكون العراق هو منطلق الثورة والإنقلاب الجديد في العالم أو منطقتنا .لم لا تكون مصر هي منطلق الإنقلاب الجديد في العالم؟..نعم هذا ممكن جدآ وقائم ورحم الشعوب خصب دائمآ للولادة الجديدة لكن من مستلزمات هذا الإنقلاب الأولى أن تتحرر الطليعة الأولى وهم الماركسيون من مقامات الحريري والهمذاني التي أدمنوا على تكرارها والعصبيات البدوية أو التقليد وعبادة النصوص وأوثان الماضي وتعطيل مواهب الإبتكار والجدل والنقد والنقد الذاتي وصراع الأفكار.يكفينا من روسيا مثلآ لينين العظيم لنرد به مثلآ على صبيان المقاومة. سأدع الان لينين يخاطب هؤلاء الذين يطلقون على الشيوعيين العراقيين إسم شيوعيي بريمر من شققهم الفارهة في الخارج أو اليائسين ممن فقدوا إيمانهم أن الخطوات الأولى هي الأشد صعوبة في تسلق الجبل.يخاطب لينين هؤلاء قائلآ-


-لقد إشتركنا نحن البلاشفة في أشد البرلمانات عداء للثورة ، وقد برهنت التجربة أن مثل هذا الإشتراك لم يكن مفيدآ وحسب ، بل كان ضروريآ أيضآ لحزب البروليتاريا الثورية ..أفتريدون أن تنشوا مجتمعآ جديد ؟ وأنتم تخشون الصعوبات لدى تشكيل كتلة برلمانية حسنة ، مؤلفة من شيوعيين ذوي إيمان وإخلاص وبطولة ، في برلمان رجعي! أوليست هذه صبيانية ؟-


سيقول طبعآ هؤلاء إني من وكلاء حميد مجيد موسى خاصة وأن إسمينا متشابهان وأطمنهم إني رجل مستقل تمامآ ولا أختلف عنهم إلا بشيء واحد وهو أن من يريد الثورة فالثورة لا تأتيه إلى الكومبيوتر بل عليه أن يذهب هو إلى الثورة ومن يريد التغيير عليه أن يذهب هو إلى الناس ويلطم معهم إن تطلب الأمر أما أن يبقى يلطم لوحده في الكومبيوتر فهذا هو الجهل الذي يؤدي إلى التطرف.ولهؤلاء قدم الشيخ حسقيل قوجمان نصيحتة قائلآ ـ على الإنسان أن يكون هو نفسه مقاومآ ـ. لكن أبو كروة يبين بالعبرة ـ كما يقول المثل العراقي فهؤلاء لا هم من المقاومين ولا هم من المشاركين لإخوتهم الشيوعيين في هذا الظرف العصيب الذي يتطلب المؤازرة لا شغل لهم إلا علك مقولات الإمبريالية والإحتلال والمقاومة وتوجيه التهم الرخيصة والنظر من موقع إنعزالي إلى غيرهم الذين يشقون الطريق الصعب على أرض الواقع.


يقول لينين أن من واجب الشيوعيين هو ـ شجب الإرهاب بصورة تامة بوصفه طريقة للنضال ، بوصفه ميدانآ للنشاط يكرسه برنامج ـ علمآ بأن الإرهاب الذي كان لينين يقصده ليس قتل الأبرياء في الأسواق العامة كما هو الحال الان بل الأعمال المسلحة والإغتيالات التي كانت تحدث في روسيا ضد الطبقة الإرستقراطية المترفة وكان يحمل مدلولآ طبقيآ.مع ذلك وضع لينين هؤلاء الممارسين لهذا النوع من العنف جنبآ إلى جنب مع الليبراليين المعطلين تمامآ للحراك السياسي للكادحين فقال ـ الإقتصاديون والإرهابيون يقدسون قطبين من التيار العفوي ـ ووصف كلاهما أيضآ بالقول ـ ليست إلا أشكالآ مختلفة للتهرب من ألح واجبات الثوريين الروس ـ.لينين ، من كتاب ما العمل.


وسخر لينين من نفس من يزعقون اليوم بالشعارات الوطنية والقومية التي تفتقر إلى المحتوى الطبقي قائلآ وكأنه يتحدث في زمننا


-ما أكثر ما نسمع اليوم من أحاديث وخطب وصيحات حول القومية والوطن!! ...كلهم يتغنون بألف طريقة بحرية الوطن واستقلاله وعظمة مبدأ الإستقلال الوطني ، حتى بات من العسير التمييز بين العميل الذي يكيل المديح للجلاد نيقولاي رومانوف أو لمضطهدي الزنوج والهنود ، وبين البرجوازي الصغير التافه والمبتذل الذي يسبح ، مع التيار ، عن بلادة أو ضعف في نفسه ـ.


ربما بسبب تعابير لينين هذه التي يصف بها البرجوازي الصغير صاغ الأستاذ النمري ترجمته لمصطلح بتي برجوازي إلى البرجوازي الوضيع داعين الله أن لا يجعلنا ضمن هذا الصنف من الناس المغضوب عليهم من لينين ولا أيضآ من أنصاف الشيوعيين أو أعداء الشيوعية المغضوب عليهم من الأستاذ فؤاد النمري!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قراءة النمري
عبد العظيم ( 2009 / 1 / 14 - 03:50 )
من منكما قرأ النمري قراءة صحيحة، أنت أم عدنان الظاهر ؟ أعتقد أن الظاهر لم يفهم شيئاً من موضوعة النمري عن مقاومة الإحتلال. فعندما يقول : ـ نفي الرأسمالية والإمبريالية عن أمريكا هي مجرد حجة ما زالت خاضعة للنقاش والأخذ والرد ـ إذاً ما حجته في الهجوم القاسي على النمري الذي يؤسس لكل تنظيراته على انهيار الرأسمالية في سبعينيات القرن الماضي وهي الموضوعة التي لم يقطع بها عدنان الظاهر ـ أنا أدعو الظاهر لأن ينتقد مقالته عن النمري دون أن يهجو نفسه بالطبع وهو الحطيئيي بامتياز


2 - ستالين
/ 2/عبد العظيم ( 2009 / 1 / 14 - 04:04 )
هل لأخينا وأستاذنا مثنى حميد مجيد أن يقنع النمري بأن يكف عن المفاخرة بستالين باعتباره أعظم البلاشفة وأنه، كما كتب مرة، تعلم إنكار الذات من ستالين ! وهل لأحد تلامذة ستالين أن يكون شجرة مثمرة بالعطاء والعلم ؟


3 - Trying to be logical by resorting to illogic
Talal Alrubaie ( 2009 / 1 / 14 - 06:57 )
Dear Muthana
Unfortunately, you have tried to be logical by resorting to illogic. Well, if you are opposed to people expressing their views, whether you agree to them or not, in internet, why do you write there?
You quote Lenin to justify the policies of participation of the Iraqi Communist Party (ICP) in Parliament. The opposition is rather to its participation in a corrupt, sectarian, ethnic government , not to its being in parliment.
You seem not to be updated with the abandonment of the Leninism by ICP. Hence your edicts, unfortunately, are an exercise in muddying the water. The ICP has to make up its mind; Is it’s a Marxist, as it now declares itself, or is it a Leninist-Marxist party as it had been before? Or Stalinist or pragmatically selective, or what ….???
You accuse others of shouting, but the illogicality of your remarks is deafeningly loud.
Regards,


4 - الإخوان عبد العظيم والأخ الكاتب بالإنكليزية
مثنى حميد مجيد ( 2009 / 1 / 14 - 12:58 )
الإخوان عبد العظيم والأخ الكاتب بالإنكليزية
تحية طيبة
شكرآ لتعقيباتكم القيمة. المهم هو الموقف العملي للإنسان من الأحداث. الإستقرار وتوفر فرص العمل والمعيشة للكادحين يأتي بالدرجة الأولى ومن هذا الباب ثمنت موقف الأستاذ النمري.أما أمور الوطن والقومية والدين والإحتلال والإمبريالية فهي تأتي بالدرجة الثانية حسب إعتقادي .ماذا أستطيع أن أفعل للوطن إذا في رأس الشهر لا أستطيع أن أدفع اجار البيت؟من حق الأستاذ النمري أن يعشق ستالين لكن من حق أطفالي أن يأكلوا قبل أن يناموا وصباحآ يذهبون إلى المدرسة بأمان.نعم أكتب بإسلوب حاد وخطابي لأني لست بطرانآ وأحاول أن أوصل صوتي بقدر معلوماتي المتواضعة إلى من يهمهم الأمر سواء شيوعيين أو ستالينيين أو من كافة الأطراف...الثقافة والسياسة والصحافة وكل النقاش يجب أن ينصب على الوضع المعاشي والأمني ثم على الوطن والمقاومة والموقف من ستالين والنمري والحكومة والبرلمان...الخ.تحياتي
مثنى حميد مجيد

اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا