الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام العربي غطاء صارخ للعدوان

سعيد موسى

2009 / 1 / 15
القضية الفلسطينية


((مابين السطور))

مع تجاوز وتحدي الكيان الصهيوني,لكل الخطوط الحمراء والخضراء والصفراء والسوداء, في التعطش لتجفيف الدم الفلسطيني دون النظر لفصيلة تلك الدماء كما يعتقد البعض جهلآ او عمدآ,ومع وضوح كل الرؤا الضبابية على المحك العملي,لمواقف العالم العربي والاسلامي, والذي اقل مايقال فيه مؤسف لم يصدم به الا من اخطأ التقدير ووقع في شراك وهم التمسك بالعمق العربي والعمق الاسلامي الذي شبع موتا حتى بات كجيفة ضررها اكثر من نفعها,ولا املك الا ان استثني نسبيا من نظرية العمق تلك الشعوب, التي لاتملك لنفسها حتى الآن نفعا ولا ضرا, مع كل هذا وفي ظل الانقسام العربي الاسلامي ونقل المعترك من ميدانة الدموي بفلسطين, الى اروقة تنظير الانظمة العربية والاسلامية الحاكمة, ليبيعونا في زمن نحن احوج به الى الفعل من القول, شعارات تتراوح مابين حلف الحكماء وحلف العناترة, فلا حكمتهم تروق لعشاق الدم الصهاينة, ولا عنترياتهم تلجم الة الموت الدموية الصهيونية,فشلال دماء اطفالنا واشلائهم تنثر في فضاء الفضائيات, والتي لم تبعد كثيرا عن اجواء ذلك الانقسام العربي تنظيرا وحكمة وعنترية, ويستمر ذبح غزة من الوريد الى الوريد.


مع كل هذا وددت لو روست مقالتي بدعوة هي السخرية والاعجاز والمستحيل بعينه , للانظمة العربية والاسلامية قاطبة, فحين نريد رد العدوان الى اصله وجذوره, يكون العنوان الصحيح في السياق الصحيح, قمة عربية اسلامية واحدة لاقمم ولاقماقم, هدفها واحد لا اثنين ولايوجد على اجندتها الا طرد السفراء الامريكان أس البلاء من كل العواصم العربية والاسلامية قاطبة, والعمل على التخلص من القواعد العسكرية الامريكية التكتيكية والاستراتيجية والنووية المتناثرة على جسد وطننا العربي والاسلامي من محيطه حتى خليجه,وبالتالي يكون الزوال السياسي والدبلماسي والاقتصادي والعسكري الصهيوني تحصيل حاصل لهذا الفعل العربي الاسلامي المفترض, اليس هذا القول مدعاة البعض للسخرية لانني اطلب المستحيل, والمثل يقول "إن اردت ان تُطاع فأطلب المستطاع" ونحن هنا في فلسطين عامة ومن قلب الزلزال الغزي خاصة, اكثر واعلم من يعلم المستطاع من الجوقة العربية والاسلامية المهترئة, عوضنا فيكم يا امة العرب والاسلام على الله, وعلينا ككتاب ومثقفين ان لانحمل تلك القيادات العربية والاسلامية فوق طاقتها, وان نكف عن تقليد اللعنات التي فاضت بها الارض والسموات, وهنا والحديث ذو شجون, يستحضرني قبل عشرات الاعوام صراخ جدي الحاج علي رحمة الله عليه, عندما كان ينهرني بقوله"الله يلعن شيطانك" وكنا صغارا نذرف الدمع على هذا الجزر والاهانة, ولا يسكتنا الا بعض قطع الحلوى مع ضحكة ساخرة من اجدادنا, ولم نكن ندري ان في ذلك الزجر دعوة حصانة من الشر, ولا ندري في هذا السياق والمقام , هل نلعن شيطان العرب ام نلعن عرب الشيطان؟؟؟!!!


كما هي العادة منذ بزوغ فجر العروبة الا ما ندر, يختلف العرب حين يوغل الصهاينة في الدم الفلسطيني, وبسذاجة المرسل لوعي المستقبل, يقال لنا هذا الفريق حكيم كل همه صيانة الدم الفلسطيني والحرص على وحدته ومستقبله, وذاك الفريق عنتري يتاجر بدمكم ويستهدف وحدتكم, ويقول الفريق الاخر العكس صحيح, انعم واكرم فقد مللنا اللعنات التي يتقبلها الجميع كأطراءات, ونقول ياقوم اليوم امر لاخمر, اما ان تكونوا متحدين على الحكمة, واما ان تكونوا عناترة العصر, فاليوم كل امتنا العربية والاسلامية على مفصل طرق, يفصل لها مواقعها السياسية والاقتصادية حسب معايير الهيمنة الغربية, سيان ان كانت امريكية او اوروبية, فذاك صاحب مشروع اوسطي وهذا صاحب مشروع متوسطي, والمطلوب راس المقاومة, المطلوب راس الارادة, المطلوب راس الكرامة, مطلوب الاطاحة بكل تلك الرؤوس, فان مروا من الخندق الامامي الفلسطيني فالويل لكم ولثرواتكم ولشعوبكم, واقسم بالذي نفسي بيده ان احد منكم لايغفل هذه المعادلة, فمن العيب والعار ان نرى بوضوح التهرب العربي والاسلامي من استحقاقات العروبة والاسلام, والتهرب من المسئوليات العظام في اغاثة الفلسطيني الذي ترتكب بحقه ابشع مجزرة تاريخية, هروبا صوب احتدام المعترك على مكان او زمان انعقاد قمم نعلم جميعا سقفها, وليتها كانت تحت عنوان طرد السفراء الامريكان وإجلاء القواعد العسكرية المخصصة اصلا للاطاحة بكل انظمتكم العربية والاسلامية, ودمار شعوبكم وليس الحفاظ عليها كما تتوهمون والتاريخ والحاظر شاهد ومشهود.


خلال ايام معدودة من العدوان الصهيوني البروتستنتي على غزة, تحصد الة الموت الامريكية قبل الصهيونية, عشرات الاف الشهداء والجرحى , انها بالصوت والصورة الشاهدة على التواطؤ العربي الاسلامي الشامل, حرب ابادة وتطهير عرقي لامسمى ثاني له, تحت عنوان وقف الصواريخ وتقويض سلطة حماس, انه تضليل ما بعده خداع, فاشلاء مئات اطفالنا وهدم البنيان فوق رؤوس اهلنا, وتدمير الحجر والبشر والدواب والشجر, لهو اكبر دليل على كذبهم وزيف ادعائاتهم الغير مقبولة اصلا على كل وطني شريف, هنا غزة حيث تدور رحى المجزرة, وهناك في عواصم احلاف الحكمة والعنترة تدور رحى معتركات لاصلة لها بالواقع الدموي الفلسطيني, بل اننا على عتبات حرب عربية اسلامية باردة هي بكل معنى الكلمة غطاء صريح وفاضح للعدوان الصهيوني ولمجازره اليشعة في غزة, ومزيد من الانقسام يعني مزيد من صكوك مباركة المجزرة والعدوان, مزيد من الاختلاف والتخلف العربي عن تلبية نداء الاستغاثة, بقرارات تاريخية شجاعة وفريدة, يعني ترك الالة الصهيونية النازية لتكمل مسلسلها الدموي سعيا للاطاحة براس المقاومة بشتى صورها واشكالها, ومن ثم التنافس العربي الاسلامي على اغاثة شعب المجزرة بشتى اصناف الاغذية والمعلبات, واحتدام معركة اعادة اعمار البنيان بعد ان يكتمل الاطاحة برؤوس الانسان, عندها يظهر للوجود واقع عربي واسلامي ذليل, يسمى بالامن القومي الانساني والغذائي العربي, لا ندري هل نلعن شياطين العرب ام نلعن عرب الشيطان؟؟؟!!!


هل يفيقوا قبل فوات الاوان, بالامس القريب كان طعم وخداع الشريف حسين, واليوم ما اكثر دعاة الشرف اللاهثين للتستر خلف ربوة الخداع, تنصلا من استحقاقات المرحلة مابين شعار الحكمة والعنترية الجوفاء, والطامة الكبرى ان ننقسم نحن اهل شعاب الخندق وفلاسفة السلاح ورفاق درب المقاومة والقيادة السياسية, لان نكمل المشهد بالانقسام بين شعاب الحكمة وشعاب العنترة, علما ان توحدنا على قلب رجل واحد ليس مجرد صمام امان في وجه النازي الصهيوني, بل هو صمام امان ان لم يكن حاظرا فمستقبلا لرأب الصدع العربي وضمانة لاستعادة العمقين العربي والاسلامي, والى ذلك الوعد والزمان في علم الغيب قد يراه البعض بعيدا ونراه قريبا,نتمنى ليس كحلم ابليس في الجنة, ولكن كحلم مئات ملايين الجموع العربية والاسلامية, ان يخرج من وسط جحيم الانقسام , ومن صلب شرارة الالتحام, صلاح دين ليقلب كل هذه الخلافات والاختلافات, والى ذلك الحين يبقى شلال الدم الفلسطيني متدفقا ثمنا لكل تلك الانقسامات العربية والاسلامية القممية المهزلة الغير مبررة, وخلاصة القول عود على بديء فالانقسامات هي غطاء صارخ وصريح وفاضح للعدوان البربري النازي على غزة الابية, تلك الانقسامات في غير وقتها انما تكون مطية لمزيد من العدوان, تلك الانقسامات الغير منطقية والغير مبررة في زمن المجزرة, انما تميط اللثام عن التخاذل الشامل لا نستثني منه احدا, ولسنا مع هذا الحلف ولا مع ذاك, انما نحن مع قدسية المقاومة كحق لايقبل المساومة,ودم فلسطيني واحد لايقبل ثقافة الفصل والفصيل, وانهي بمقولتي الشهيرة كاستراتيجية وحدة دم وقرار ثابتة, مقاومة دون سياسة صفر, وسياسة دون مقاومة صفر وادنى, فلابد للقيادة السياسية من الحفاظ على ذراع وحق المقاومة, ولابد للمقاومة من ذراع سياسي يقطف ثمار تضحياتها, وعليه وفي ظل مهزلة الانقسام العربي بعيدا عن جدية القرار لابد لنا فلسطينيا من قرارات جريئة لوحدة خندق المقاومة ووحدة الخندق السياسي وتنظيم هذه الجدلية في اطار وطني متناغم في تبادل الادوار, ودون ذلك فلن نكون بافضل حالا من الانقسام العربي الذي يكون حافزا لمزيد من العدوان الصهيوني الاثم.


وفي هذا السياق لايسعني الا ان اثمن عاليا دور اذاعات المقاومة الوطنية , خاصة في الاستجابة لنداء من امتشق سلاح قلم ثقافة المقاومة, بعد سلاح المقاومة الناري, عندما ناشدت عبر مقالتي"اسعاف اولي عبر الاثير للتعامل مع حجم المجزرة الصهيونية" ودعوت لاستضافة متخصصين اسعافات, لارشاد اهلنا في الشمال الصامد, وفي كل مواقع القتال, حيث الحصار الصهيوني ومنع الاسعافات من الوصول لانقاذ الجرحى, وبفضل الله استجابت جميع الاذاعات المحلية ولبت النداء, واخذت تبث عبر الاثير توجيهات للمواطنين تحت النار طرق اسعاف الجرحى, والتعامل مع النزيف والكسور والاختناق,ومن حقي ان اشير لصوت الشعب السباق لتلبية نداء الواجب المقدس, وتبعته جميع اذاعات المقاومة والتعبئة الوطنية, في مشهد ملحمة بطولية جسدت وحدة الدم والمصير, وفي اسهام وطني مخلص لتضميد جراحنا النازفة على يد الصهيوني المجرم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في