الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من القلب .. أطردُ الملائكة
إبراهيم المصري
2004 / 3 / 17الادب والفن
( 1 ) انقسامُ نواة كانت الجنة على العتبة وكنتُ مُثقلا بنومي ما الذي يعرفه الرخ عن القطار ما الذي يعرفه الرخ يرقد الرصيفُ لانقضاضك لم يكن للنخلة كي تتسامى كنت أحكي عن الموت يا رب .. .. يا رب .. .. وكنت وحيداً ... نعرف أننا أشقياء نعرف أنَّ الرخام مرايا نعرف كلَّ شئ نعرف أن العنقاء من أضافَ المدى على السعال من علمنا الكتابة والقراءة من أرهف البنكنوت يبصقُ من محنتهِ حيضك بحرٌ وأنتِ تفتحين الباب كأنما .. تسبقين أغانيكِ باللوعة كأنما .. نناديك في طريق تقبلُ الهزيمة من حاجبين كثيفين وترى ... وتردُ النطفة لامتثال القمع لحقيقةِ أننا غرباء إلى حسِّنا الصافي إلى حسِّنا المراق آخذاً عنصرَ الزمان آخذاً عنوانَ الله آخذاً لساني إبراهيم المصري
كنتُ مُثقلا بالوعي
وبالضرورة
بكوبِ الشاي
ووجبة الغداء
بالمساءِ الذي يأتي
وتأتي معه زوجتي
مُثقلةً بالحاجةِ لي
والشجرة التي أصبحت الآن غابة
تضجُ بالحنين
ووعدُ الآخرةِ الأبيضْ
حين أفقتُ على قطٍ أسودْ
يئنُ على صدري .
( 2 )
ما الذي تعرفه عينا الرخ عن جناحيه
عن قلبهِ الأشيب
وضفائرهِ المحلولةِ فوق الجبال
عن اسمهِ الصولجان
ونومهِ الكئيب في الأسطورة
وحاملاتِ الطائرات
واشتباكِ الأفاعي
في زبدِ البحر
هل كان يعرف .. ..
أنَّ ساقيه تعضان الأرضَ شوقاً
إلى لغةٍ تتوارى
كي تتغذي اليرقاتُ بالصمت
فوق جناحيه
أو فوق هذا الكلام .
( 3 )
من أي أسرةٍ أنتَ
أيها الباشق
ومن أي سُلالة
والمدينة المحاصرة
بالرمل والمغزى
تنهض صباحاً .. وبين يديها
حطامٌ وأساطير
أنْ تشرب الرمل
أو يصبح اقتصاد السوق
شقيقها الأكبر
وعن المعدن الأجوف لأنفاسنا
وعن نهوضنا كل صباح
إلى حصتنا من المشانق .
( 4 )
يا رب .. ..
من لانكسار النهار
في الفسقيةِ الرمادية
ومن لاشتعال الليل
في ضراوةِ القمر الآفل
من لذهاب اليقين عن عافيتي
وانحلالي غريقاً
ضللته المصابيح
كان الخوف حاضراً
والكتبُ السماوية
تُمسكُ الفمَ من قدرته على الصراخ
أرمي ظلالَ يومي
أرمي أثاثَ غرفتي ، ومن القلب
أطرد الملائكة .
( 5 )
المدى بربطةِ العنق
الكأس بإصبعين
يجسان نبيذه الفاتر
الرحيل بالحيطة
وزاد الكلام
عن بلادٍ جديدة
واليوم بيومهِ يمر
دون عزاء
ودون بارجةٍ توقظ المسنين
على أسنانهم الصلدة
تعثرت في الغباء
وفي ابتلاع كتان كانت تظنه
غذاءَ روحها
وأنَّ بلادنا المُرَّة
رقصة مذبوحة لفرس النهر
ومجد غائب لآشوريين وبابليين وفينيقيين وفراعنة
نقشٌ على الرمل
إذ يتوارى الرأس
ويبقى جسد بجناحيه .
( 6 )
من أضاف الوترَ الخامسَ للنفس
من أضافَ قطرةً على الروح
ففاضت .. ..
وأضفى قمراً
على بكاءِ الحدائق
وأرضى بنا غمَّ نفسه
وأراح المطايا من محبين
لم يألفوا سُنن العيش
وأعطى بلاداً وزنَها خيبة
واستفاق بنا على شجر
ظللته الحرائق
وهياكلُ برية
لخيول الغيم
سؤالٌ .. ..
ويبصقُ عصفورٌ
على الفضاء .
( 7 )
كأنما .. تغيبين
في ملاءآتِ النفس
وفي الطبقات السفلى
من الجنون
وارتعاش الأنف برتقالة
تتوهجُ في البرد
كانت الضفائرُ سبَّاقة إلى الريح
كأنما .. أُفرجَ عن غيبٍ
من كتبِ الله
واستفاقَ عشبٌ على خديكِ
وبالهجران الضارب في الزمن
وبالأساور تسقط من المعصم الأيمن
مذبوحة بيسار الخوف
نخشى أن نموت فيه وحدنا .
( 8 )
وأنتَ تنازل الأسلاف
في صور ...
علقتها الجدرانُ من ياقاتها
ومن فم مُوارب
وتسمع الزفير
حين تطقطق الأطرُ النحاسية
والخشبُ الدافئُ
من وَجْدِ الأزمنة
لا البيتَ وحده
وإنما الطرقات والساحات
منهوبة بأقدام المتعبين
من نومهم الراكد في الزوايا
وفي عظامكَ الباردة
وترى أحفادكَ أيضاً
منهوبين بالغيظ الضاربِ في الزمن
وبأجدادك الجاهزين دوماً
للقفز على زوجتك .
( 9 )
لزبدٍ أبيض
لفراغ من شأنه
أنْ يمازحنا
نهدرُ بالحنين والأسماء
وبالأوطان أيضا
إلى حسِّنا المُدار بالحكومات
والبنك الدولي
ومجلس الأمن
في ارتعاش فتاةٍ
كبرت فجأةً على الشهيق
يشقق أثلامَ فخذيها
ورضا أصابعها
عن استدارة النهدين والزمن
بلا ثمن في الأرض
أو في اقتدار حلمنا على الحلم
وعلى الجنةِ المنبوذة
في فراغ أعمارنا .
( 10 )
آخذاً خصركِ النحيل
إلى لغتي ...
إلى السرير يطفو
باختلافِ الدول العظمى
على حظها من جسدينا
وحيداً
بفرادةِ نهديك
وبالأقمار
تتجولُ في عينيك الرماديتين
وصندوقه البريدي في الفؤاد
واحتمالَ أنْ ندعوه
ضيفَ محبين ضاقوا من العشق
ومن السؤال عن المغزى
حين يرنُ اليقين بعيداً
مطعونا بحرابنا البدائية
وبالشك
في قدرةِ الله على الفراغ
أنشوطةً
لرغبةِ الفم في العواء .
شاعر وصحفي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي
.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال
.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما
.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم
.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا