الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((( حياتنا كلها ... صوَر )))

أغادير أمين

2009 / 1 / 16
الادب والفن


لأنني أحب وأعشق التقاط الصّوَر , ليست فقط صوري الشخصيّة المغرمة بها و صور أهلي الغوالي أقاربي والناس الذين أحبهم ويحبونني والذين تجمعني بهم أسعد لحظات عمري في وقت حتى لو كان قبل دقائق فهو من المؤكد راح وعدّى... منذ طفولتنا وحتى وقتنا الآن.

بل

إنني أتفنّن في التقاط صور لكل الأشياء فراشات نحلات وردات وأزهار مناظر طبيعية خلابة غيوم ونجوم شمس وأقمار.

أجدني في كل حين وآخر أعود لألبومي ...وأتصفح كل ما فيه... سواء كانت مطبوعة على ورق طباعة الورق الخاص بالصور أو على ملفات الكومبيوتر.

أراني أقضي ساعات وأنا اتأملها كلها , أفترشها هنا وهناك ,ألملمها برقة في أحضاني, التهمُها بنَهم وسط أحداقي.

أحكي مع نفسي حكاية كل وميض مشعّ برّاق مُفعم بالضحكة والسرور والهناء , أوقات حب ودفء وحنان جمعت كل الأهل و الصحب والأحباب.

أمدّ يدي الناعمة لألامس مجموعة أخرى ترسُم على وجهي ابتسامة وردية ذكراها تفوح بعبق عطورها حتى هذه اللحظة فأقرّبها مني أكثر وأجعلها تلامسُ بقوة صدري كأنني أريد أن أخبئها داخل شغاف الرقيق قلبي.

أو

أضحك مع نفسي وأنا أرى هذه النحلات الكثيرة تسابق فراشات ناعمات كي ينعمن بجمال زهوري الفاتنة و ورودي الجميلة الزاهية المتفتحة,متذكرة كيف دَغدَغنَني كلّهن وأنا أحاول التقاط صورة لهذه اللوحة الربّانية الحلوة.

وغيرها وغيرها من الصور الكثييييييييييييييييييييييييييييرة التي احتفظ بها .


هاهي ألبوماتي تزداد يوما بعد يوم... وملفاتي تكثر يوماً بعد آخر
والعمر يمضي والحياة تمشي.

جلستُ مع نفسي وحاورت ذاتي هامسة للشفافة روحي وأنا اذكر كل عمري منذ طفولتي وحتى لحظتي هذي أرى حياتنا مجسدة فيها:

رباه!!!
أتوسّلك ربي الهي وخالقي كي تعيد هكذا لحظات عشناها بسعادة كلنا معا؟!!!
تمنيتُ لو أنني ادخل مرة أخرى عالم هذه اللقطة و تلك وتلك
" يا الله ليش ما وكّفت هاي اللقطة الحلوة بالصورة أو خليتها تبقى فترة اطول نعيش سعداء بيها اكثر؟!!!"

لكن سبحان الله ميزة الحياة انها تسير وتستمر بالدوران دون توقف ولا نملك منها إلاّ ( الذكريات ) خاصة ( المحببّة ),والتي نلمسها بأناملنا ورقاً مطبوعاً نعود إليه بين الحين والحين كي ننعم بحرارة تلك الصحبة والجلسة العائلية الحبيبة وألعاب مداعبات الطفولة البريئة العزيزة جدا على القلب ,التي تترك فينا بصمة عجيبة تغرورق أعيننا لرؤيتها وتحرقُ بداخل (حلقنا )غصّة حنان وشوق بحبّ لذلك ( الماضي البعيد والقريب) بأسعد أوقاته دون ألم ولا وجع.

وأنا أنطق كلمة وجع وألم...
تنبهتُ الى أنني لم أجد أيّ صورة أحتفظ بها تحمل معنى لذكرى مؤلمة مبكية موجعة ابداً ...
فطنتُ الى أنني مزّقتُ وأحرقتُ على مر سنين عمرنا عدد الصور القليلة جدا التي تحملُ وجعاً وقهراً وجرحاً يحزّ ويئن في القلب.


سأهمس لكم في آذانكم همسة حقيقة لحياتنا الحافلة بالخير والشر:

كل حزن وألم يبقى مخزوناً في زاوية دماغنا وقابعاً في قلبنا نحتاج وقتاً طويلاً كي نتناساه وعبثاً محاولاتنا نسيان مشاعرنا المجروحة المتألمة وأحساسينا المذبوحة آنذاك, ولأنها تبقى زمناً اطول في الذاكرة نرانا نمزق ونحرق كل صورة تحمل ايّ رابط أو صلة لذلك الجرح المتجذر داخلنا كي نمحوه من حياتنا نهائياً.

أتعلمون لماذا يا أحبابي؟!!

لأن مشاعر الحزن نستطيع أن نتكلم عنها أن نصفها أن نكتبها ونرسمها بشتى الأشكال والصور والعبارات , لذلك إن تجسدت بصورة او أي شي آخر نرانا نقطّعها شرّ تقطيع ونحرقها شرّ حرق وكأننا نحرق أنفسنا كي نتطاير كذرّات في الهواء متحرّرين منها, كارهين كل ما هو يذكرنا فيها.

أمّا

مشاعر الفرح لحظات البهجة أحاسيس السعادة بكل معناها صحيح اننا نذوقها شهداً معنوياً لكنها لا تتعدّى سوى لحظات أو سويعات نعيشها ثم تذهب الى غير رجعة.
مشاعر الفرح يا أحبابي نجد صعوبة في وصفها والتعبير عنها والتكلم عن هذه الخلجات بأحرف نرسمها ونلوّنها .
لذلك نرانا نحتفظ بكل شي نسعد به إحساساً ونختزنه بشيء ملموس نبقى نعشعشه باطن قلبنا نداعبه بأناملنا وبرؤيته دوما نعشق أن نكحل أعيننا.

شكراً لمن اخترع كاميرا التصوير ( الفوتو) ,وشكراً لمن اخترع كاميرا( الفيديو) أيضا, لأنها تجسّد ما نريد أن نحتفظ به من سعادة وفرح,ضحكات وبهجة منذ طفولتنا حتى لحظتنا هذه بل لأجيال أخرى بعد مماتنا.


بصدق ومن اعماق قلبي أتمنى لكل من هم حولي يعيشون على هذه الأرض الواسعة الشاسعة الفسيحة أن تكون حياتهم مليئة بسرور لا ينضب
يعيشونه دفئاً ويلمسونه حقاً على ( ورق ورود ابداً لا تذبل الى الأزل تناغي انوفنا عبق عطر ذكراها الزكية الزاهية فترسم ابتسامة حنين على شفاهنا وتضفي حيوية مشرقة اكثر على وجوهنا).

انها ... الصّوَر .

أ أدركتم الآن انّ حياتنا كلها... صُوَر؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟