الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار القومي العروبي بين سلبيات الماضي و متطلبات المرحلة

وصفي السامرائي

2009 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يمكن القول ان اول ظهور لهذا التيار كان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. عندما قامت مجموعة من الشباب المثقف بتاليف اول جمعية تبنت الفكر هذا و عملت على تحقيق مصالح العربايام الدولة العثمانية.
بعدها اخذت الافكار القومية بالانتشار بسبب تاسيس العديد من الجمعيات الداعية للفكر القومي العروبي, خصوصا بعد تولي حزب الاتحاد والترقي لمقاليد السلطة و ما قام به من ممارسات عنصرية ضد القوميات التابعة للحكم التركي من ضمنها القومية العربية.
عند تاسيس الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 انقسم القوميون ازاءها الى فريقين الاول شارك في السلطة بشكل فعال لانه اعتقد ان هذه الدولة ما زالت ضعيفة وبحاجة الى دعم القوات البريطانية للدفاع عن امنها الخارجي و الداخلي. اما الفريق الثاني فقد عارض بشدة معتبرا ان هذه الدولة عبارة عن مشروع بريطاني ليستقطب الجماهير الى جانبه بسبب اوضاعها المتردية, اي الجماهير.
يعتبر عقد الخمسينيات من القرن الماضي بداية الذروة لهذا التيارنتيجة تغيير موازين القوى عالميا بعد الحرب العالمية الثانية لصالح قوى التحرر. بالاضافة الى ان العالم كان يشهد تنامي الحركات القومية في البلدان التابعة لتحقيق استقلال بلدانها , لما كانت تلقاه من دعم من قبل المعسكر الاشتراكي يومها, هذا على المستوى العالمي اما داخليا فقد استطاعت الاحزاب القومية ان تتبنى مطالب الجماهير المستغلة و تعمل لتحقيق مطابها المشروعة في الحياة الحرة الكريمة.
بالفعل تمكنت العديد من هذه الاحزاب تولي مقاليد الحكم في العديد من البلدان العربية, ساعية لتقديم مشروعها لبناء الدولة على غرار النموذج السوفيتي في جميع الاتجاهات.
اقتصاديا عملت على سيطرت الدولة على كلمرافق الاقتصاد, كما قامت بتاسيس العديد من المشاريع الاقتصادية الكبرى خصوصا في مجال الصناعة لتعمل على امتصاصالبطالة و تحسين مستوى الجماهير الاقتصادي.الا ان خطهها الاقتصادي بدات بالتعثر لعدم تمكنها من منافسة البضائع الاجنبية بالاضافة الى النفقات الكبيرة التي صرفتهاعلى التسليح والحروب التي خاضتها خصوصا مع اسرائيل.
اما على المستوى الاجتماعي فقد قدم التيار القومي مشروعا حداثويا خصوصا في السنين الاولى لحكمه,مما ادى الى ازدهار الثقافة , بينما ارتفع المستوى الثقافي للمواطنين بسبب التوسع الذي حصل في المؤسسات التربوية و ارسال البعثات الدراسية الى جامعات العالم المتقدمة للحصول على اخر ما توصل اليه العلم يومها.
سياسيا كان الاستئثار بالسلطة و قمع الاحزاب المخالفة السمة المييزة لهذه الاحزاب وان على درجات متفاوتة فمصر جمال عبد الناصر تختلف جذريا عن الاوضاع السياسية ايام الاخوين عارف. فبالرغم من ان عبد السلام بدا حكمه بحملة شرسة ضد البعثيين الا ان هذا الوضع لم يستمر لفترة طويلة فقد خفت الملاحقات البوليسية ضد كل الاحزاب السياسية, كما ازدهرت حرية الصحافة.
تطورت الحالة ايام الرئيس عبد الرحمن عارف لطبيعة رئيس وزرائه عبد الرحمن البزاز الليبرالية. حتى انه اراد اعادة الحيات البرلماني الى العراق مما اغاض الدوائر الغربية لتسعى الى اسقاط النظام عن طريق التحالف مع حزب البعث , جناح البكر _صدام , لانها خافت من حصول الحزب الشيوعي العراقي على موقع ممتاز في السلطة لما له من حضور جماهيري كبير يومها.
ادت عوامل عديدة الى انحسار الفكر القومي بين الجماهير لاسباب اهمها نكسة الخامس من حزيران 1967, بالاضافة الى الممارسات القمعية للبعث بعد السابع عشر من تموز 1968.
حاولت الاحزاب القومية العروبية اعادة الاعتبار اليها بعد احداث التاسع من نيسان 2003 الا انها اصطدمت بعقبات كاداء منها الادلجة الاسلاموية الشارعو لعدم رغبة الامريكان للتعامل معها لانها لا تستطيع تلبية رغباتهم على المدى المنظور على الاقل مع وجود حالة من النفور لدى الجماهير بالضد من كل ما هو حزبي لاسباب معروفة.
الا ان هذا لا يعني انها لا تستطيع جر الشارع باتجاهها اذا ما استطاعت تبني مطالب الجماهير و سعت الى تحقيقها وان تتبنى موقفا عقلانياتجاه قضايا العراق الراهنة خصوصا بعد الفشل الذريع للاسلام السياسي.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مغالطة
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 1 / 14 - 22:44 )
اسس الفكر القومي العروبي في العراق ليس من العرب الحقيقين وانما جلهم من اصول تركية مستعربة وحتى منهم من اصول فارسية مستعربة ومنهم من بقايا موظفي الامبراطورية العثمانية ومن رموزها ساطع الحصري وهو تركي ويعتز به القومجين الناصرين والبعثين وبعد الحرب العالمية الثانية وخروج الاتحاد السوفيتي منتصر وبدا المد الشيوعي يتصاعد بالعالم وشمل منطقة الشرق الاوسط وبالذات الدول العربية فوجد الغرب ومخابراته ضالتهم في التيار القومجي العروبي بشقيه الناصري والبعثي للتصدي للمد الشيوعي في المنطقة العربية واستطاع ان يدعم احزاب هذا التيار ذو الآيديولوجية العنصرية الفاشية من خلال الانقلابات العسكرية والوصول للسلطة في مصر والعراق وسوريا وليبيا وقاموا بالعراق بقتل عشرات الآلاف من الشيوعين واليساريين منذ انقلاب 8 شباط الاسود ولحد يوم السقوط في 9 نيسان 2003 على ايدي القوات الامريكية التي جاءت بهم بقطارها المعروف في 8شباط الاسود 1963 واخرجتهم من السلطة ومسحتهم بجزامي جنودها بعد ان ادو دورهم التاريخي القذر وبعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي وبعد ان خربوا ونهبوا وقتلوا وحرقوا اليابس و الاخضر في العراق .وفي مصر تم قتل الكثير من الشيوعين واعدام سكتير الحزب الشيوعي شهدي العطية على ايدي الدكتاتور العر


2 - تعليق ممتاز
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 15 - 09:47 )
تعليق ممتاز لاسماعيل الجبوري


3 - أسباب رفض الشارع العراقي للتيار القومي العروبي
خالد عبد الحميد العاني ( 2009 / 1 / 15 - 16:19 )
أهم سبب لم يذكره الكاتب لرفض الشارع العراقي للبعث هو عدم إعتذارالبعث بكل أجنحته عن الجرائم المرتكبة منذ عام 63 وحتى العام 2000 ولا زال بقايا البعث يرتكبون الجرائم بتحالفهم مع القاعدة في قتل الأبرياء .

اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة