الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق المفضي إلى الفوز

جاسم الحلفي

2009 / 1 / 16
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تزداد ضراوة المنافسة الانتخابية كلما اقترب موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات الذي سيكون يوم 31/1/2009. ورغم تنوع الأساليب التي يمارس من خلالها المتنافسون حملاتهم الانتخابية، بهدف الاتصال بالناخب والتأثير عليه وكسب صوته، يمكن حصر الصيغ المستخدمة في التنافس، على تعددها، بطريقتين أساسيتين، هي الصلة المباشرة والصلة غير المباشرة. وتستثمر كل قائمة هاتين الطريقتين حسب ما تمتلك من أموال وموارد.

وعندما يدقق المتابع للحملات الانتخابية سيلاحظ دون عناء ان القوائم التي تمتلك الأموال الطائلة تستخدم الصلات غير المباشرة بشكل واسع، وتنفق من اجل ذلك أموالا لا تتلاءم بأي حال من الأحوال مع مداخيل أعضائها، ولا مع عراقة تشكيلها، ولا مع امتدادها التنظيمي. وفي هذا الإطار يمكن للمرء أن يلحظ، دون أي عناء الكم الهائل من الملصقات، والفلكسات الكبيرة والعديدة التي يعلقها هؤلاء على واجهة البنايات الكبيرة، والتي تصل كلفة كل واحده منها ملايين الدنانير. هذا فضلا عن الاستخدام الواسع للفضائيات ومحطات التلفزة الخاصة والإذاعات.

وبالمقابل تحولت الأماكن المخصصة للدعاية الانتخابية الى خريطة من الملصقات، بحيث أصبحت عصية على الفهم نتيجة رداءة تصميمها وكثرة عددها وتداخلها مع بعضها ما افقدها دلالتها. هذا إضافة الى تشويهها للمكان، حيث ان من يقوم بلصق تلك البوسترات هم متعهدين يؤدون عمل مؤقت، غير معهود لهم باجر مغر، وعلى القطعة. في حين لم تجد القوائم التي لا تملك المال السياسي المساحة المطلوبة لملصقاتها المحدودة.

ان عدم وجود قانون للأحزاب، وكذلك عدم وجود قانون ينظم الحملات الانتخابية ويحدد الحجم الأعلى للإنفاق على الحملات، وضعف ثقافة المحاسبة والشفافية وكشف مصادر التمويل، هو ما سهل لتلك القوائم من استخدام المال السياسي، في محاولة لخنق القوائم التي تعتمد في تمويلها على اشتراكات أعضائها وتبرعات أصدقائها ومحبيها.

ولا بد من تأشير حقيقة مفادها ان استخدام المال السياسي سيؤثر، بشكل سلبي، على سير العملية الانتخابية ونظافتها، لكنه بالتأكيد أسلوب سرعان ما تنكشف لعبته، وتبطل خديعته. وهو من جهة أخرى، أسلوب سيتهاوى إمام حركة القوى النزيهة والصادقة التوجه نحو خدمة الناس، هذه القوى العازمة على التغيير، وان كانت فقيرة الأموال لكنها غنية بتجربتها وبتاريخها النظيف، وحريصة على تبني قضايا الجماهير.

ان القوى المتبنية للمشروع الوطني الديمقراطي الهادف الى خدمة المواطن، الذي يضع نصب العين مهمة بناء الدولة المدنية الديمقراطية العصرية، هي قوى تمتلك آلاف المتطوعين الذين يجدون سعادتهم بالعمل المتفاني من اجل إيصال برامج قوائمهم الى الناخبين. أنهم يستخدمون طريقة الاتصال المباشرة بالناخب، هذه الطريقة غير المكلفة مادياَ لكنها غنية بقيمها النضالية والمعنوية، حيث تشمل دق أبواب المواطنين وزيارتهم في بيوتهم، والتعرف على حاجاتهم، والسماع إليهم، وتوضيح برامج القوائم لهم. ان مرشحي هذه القوائم يسيرون على إقدامهم لمسافات طويلة وهم يروجون لتلك القوائم ويتحدثون مع الناخبين وجها لوجه، ويقيمون الندوات ويتحدثون مع الناس في. ان هؤلاء المتطوعين الذين يوزعون منشوراتهم بأنفسهم، هؤلاء الذين يتواجدون وجها لوجه مع بسطاء الناس في المحتشدات وأماكن العمل، هؤلاء هم حملة هموم الناس الحالمين بوطن بلا محاصصات ولا حروب طائفية، والمعبرون عن حاجة العراق الى دولة المواطنة، الدولة التي تضع مهمة تقديم الخدمات في المرتبة الأولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتهازية
زامل عبد الرحمن ( 2009 / 1 / 16 - 07:01 )
السيد جاسم الحلفي
ان الطريق المفضي الى الفوز هو طريق المواطنة الحقيقة والمخلصة وهو يختلف كلياً عن طريق واهداف المحتل اما الحديث عن شيء والعمل بما يخالفه فتلك قمة الانتهازية وانتم اهل لها


2 - حسرات
مازن فيصل البلداوي ( 2009 / 1 / 16 - 15:41 )
السيد جاسم الحلفي المحترم
تحية طيبة
معك في هذا المقال قلبا وقالبا ونرجو ان تؤدي الكلمات التي ذكرتها دورها في تنمية الوعي الأنتخابي الذي مازال كنهه غير واضح للكثيرين بسبب غياب آليات التثقيف الفردي والجماعي الحقيقية لبث روح المنافسة الشريفة من اجل خدمة الوطن أولا، باعتبار ان المرشّح هو شخص سيضطلع بمسؤلية كبرى،لازلت لاأفهم سرّ التكالب عليها،فقلّما يتزاحم الناس ليحملوا مسؤليات جسام كما هي في مواقع مجالس المحافظات،الا اذا كان المنصب بمثابة منفذ الى هدف أكبر،وهذا بحد ذاته عنصر يحمل وجوها حسب معطيات الواقع الحالي.

تحياتي

اخر الافلام

.. الخلاف التجاري بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.. إلى أين؟ | ال


.. بايدن وترامب.. وقضايا بارزة في المناظرة الرئاسية




.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مرشحون وشروط


.. بالمناظرة التاريخية.. بايدن يتعثر مبكرا وترامب يدعوه للخضوع




.. بايدن يتلعثم خلال المناظرة الرئاسية أمام ترمب