الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام على سقوط الصنم ... وأحتلال العراق

محسن صياح غزال

2004 / 3 / 17
ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري


الأحتلال عبء ثقيل ومرير على كاهل كل وطني مخلص وغيور على وطنه وشعبه . وكان الأمل يحدوا العراقيين المخلصين أن يكون قبر الطاغية ونظامه الدموي , على يدهم هم وليس على ظهر دبابة أجنبية . وذاكرة العراقيين حيّة تستذكر آلام الأحتلال منذ قيام الدولة العراقية وحتى قيام ثورة 14 تموز 58 , وكيف أرتهن العراق للهيمنة الأقتصادية والسياسية المطلقة للتاج البريطاني وضياع حقوقه وخيراته المادّيه وأستقلاله الوطني تحت سيطرة كارتلات النفط المتعددة الجنسيات والنهب الأستعماري والتبعية .

حلَّ نظام الذبح والحروب ليحطم البقية الباقية من المكتسبات والأنجازات والحقوق التي حصل عليها الشعب العراقي أبان ثورة تموز وحكم الشهيد الزعيم قاسم , بحروبه العدوانية الهوجاء وسياسة التخريب الشامل والنهب والتبذيرلثروات العراق على حفنة من اللصوص والقتلة والجهلة الهمجيين من عائلة وعشيرة الديكتاتوروعلى الذيول والأعوان والأبواق المرتزقة والأقلام المأجورة وقطعان الأوباش الظلاميين الموعودين بالجنّة وحور العين!

وجاء الحصار المدمر المفروض دولياً , بسبب تعنّت وعنجهية نظام البصم الفارغه , ليضيف الى ما سببته الحروب الرعناء والسياسة الفاشية والخراب الأقتصادي والأبادة الجماعية , خراباً ودماراً وتشويهاً أكثر شمولاً وعمقاً وقسوة , ليشمل الأنسان والوطن , الطبقات والمقومات الأجتماعية والأقتصادية , سحق وتحطيم وأذلال للطبقة الفقيرة وتدمير للقيم والعادات والتقاليد الأجتماعية والأخلاقية المتأصلة في وجدان العراقيين .

أن فاشية وبربرية النظام المقبور وعنجهيته وأحتقاره للشعب وكرامته , وأختزال الوطن والمواطن بشخص الحاكم الفرد المتسلّط , واعتبارالوطن والأنسان مُلكاً صرفاً للحاكم الأوحد, والتشبث بكرسي الحكم وبأي ثمن , حتى لو كان أبادة الشعب وأستباحة الوطن , ما أعطى أميركا وحلفاءها الذريعة والحجة والمبرر للحرب وأحتلال العراق!

لم يكن أي منا يتمنى أو يرغب بالحرب والأحتلال , ورغم الفرحة والغبطة والأبتهاج بسقوط أعتى الفاشيات أجراماً

ودموية , لكن هذه الفرحة أختلطت بالخوف والتوجس والقلق على مصير العراق مستقبلاً ! , خصوصاً وأن مآسي

وتداعيات الأحتلال البريطاني لازالت ماثلة وبجروحها العميقة الغائرة في ذاكرة العراقيين, وكيف تم ربط العراق وطناً وشعباً وخيرات وثروات بعجلة الأحتكارات ومعاهداتها وبروتوكولاتها الظالمة الجشعة وهيمنتها على مقدرات ومصير العراق والعراقيين حتى قيام ثورة تموز التى حررت العراق من تلك القيود والمعاهدات اللصوصية , لتضع العراق وثرواته وخيراته بيد الشعب ولمصلحته .

بعد أربعة عقود من الذبح والظلمة والدموع , يتنسّم العراقيون هواء الحرية النقي , يصرخون ويحتجون ويغنون

بملىء حناجرهم , يؤسسون الأحزاب والمنظمات , الصحف والفضائيات , النقابات والجمعيات , مظاهر للعافية

ومؤشرات أيجابية في حياة العراقيين عامة . تشكيل مجلس الحكم وأحتضانه لكل مكونات الطيف العراقي السياسي

والأجتماعي والقومي والديني , وقيام حكومة مؤقته ودستورمؤقت كمقدمة لأنتقال السلطة الى حكومة شرعية منتخبة ودستور دائم مصوّت عليه شعبياً , كل هذه الأنجازات والمكاسب والحريات تقترن بالخوف والتوجس والقلق من بقاء الأحتلال الى أمدٍ غير منظور , خصوصاً والأستعدادات على قدم وساق لتشييد أكبر سفارة لأميركا

في العالم والتحضير للبقاء والتواجد الدائم للقواعد العسكرية والنفوذالسياسي والأمني , وبوجود تشكيلة حكم يغلب عليها الطابع الطائفي , وأستبعاد قوى وأحزاب وتيارات ناضلت ضد النظام الفاشي لسنوات طويلة .

أمر طبيعي- حقيقة – أن هناك خلافات وصراعات سياسية ودينية , طائفية ومذهبية , كلٌ حسب أجندته , وما ظهر على السطح عند صياغة قانون الحكم للمرحلة الأنتقالية يعكس حجم الخلافات في المواقف والتصورات ناحية مستقبل العراق , فالقوى الدينية مقابل القوى العلمانية وهناك تقف القوى القومية – عربية وكردية- وقوى وأحزاب

وكتل وتجمعات داخل مجلس الحكم وخارجه , هذا التوزع والتبعثر يربك ويشتت الجهد والمواقف والصمود بوجه

رفض وتعنت سلطة الأحتلال , لفرض أجندة عراقية موحدة تخص وتعني بمصير ومصالح العراق وشعبه .

أن وحدة القوى الوطنية العراقية لهي الحجرالأساس المتين والصلد لتثبيت وتحقيق طموحاتنا وأمانينا ورغباتنا في

عراق حر مزدهرومرفّه, وهي قوة ضغط جبارة للدفع بأتجاه أنسحاب القوات المحتلة بعد تسليم السلطة وشؤون الحكم للعراقيين , وبعد أن يكون العراقيين متمكنين وقادرين تماماً على أدارة الملفات الأمنية والسياسية والأقتصادية

والعسكرية بشكل كامل , يمنع حدوث الهزات والقلاقل والتخريب والأرهاب مرة أخرى . وضع مصلحة الوطن والشعب فوق المصالح الأنانية الضيقة , سواء القومية والطائفية والحزبية , بتشييد نظام حكم ديموقراطي تعددي

يحتكم الى صناديق الأقتراع ويصون الحقوق والحريات وكرامة الأنسان , يحترم ويحمي حقوق المواطنين كافة

وبمختلف أعراقهم ودياناتهم وأصولهم ومذاهبهم دون تمييز أمام القانون وفي الحقوق والواجبات .

وعودة لتكرار القول بالتركيز على حل مشكلة البطالة المتفاقمة بين الشباب , والتي تدفعهم ليكونوا فريسة سهلة

وضعيفة أمام الأغراء والترغيب والخداع الذي يستغله ويمارسه الأرهابيين وفلول الخاسرين للجاه والسلطة وحرامية العشيرة والعائلة , الخونة والمرتزقة والسلفيين الظلاميين وكل أعداء العراق , مع ضعاف النفوس والحس الوطني , الفقراء والمعوزين والمحرومين الذين من السهل جرهم وزجهم بأعمال التطرف والأرهاب والقتل وتخريب الوطن . أستثمار ثروات البلد وتطويرأقتصادي وأجتماعي وثقافي حضاري ومدروس ومخطط وعلمي ,

لتحقيق الرفاه الأقتصادي والأجتماعي وحياة أفضل , حرة وكريمة للملايين من الفقراء والمعدمين , ليشعر الأنسان العراقي بحياة جديدة آدمية يحافظ عليها ويصونها ويدافع عنها وعن وطنه ومستقبله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة