الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاكم العربي

باسم الهيجاوي

2009 / 1 / 16
الادب والفن


يا ربُ بتُّ خجـولاً أنَّ منتسـبي
إلى شعـوبِ تُسمى أمةُ العـربِ

ولا يُعزّي ويكفي في العزاءِ سِـوى
منْ أنها أنجبـتْ للكـونِ خيرَ نبي

وخير من أُخرِجَت للناس قد حُقِنَتْ
ذلاً ، وسـارت من العلياءِ للتُّرَبِ

لكنَّ عصراً كعصـرِ الفاتحينَ مضى
وصار يُومَضُ في الظلماءِ كالشهبِ

يدنو فيـوقِظُ أوجاعـاً وما صَدئَتْ
حتى اسـتعاضَ عن العلياءِ بالكتبِ

وما نرانا سـألنا الجرحَ عن وجـعٍ
إلا وفَتَّـحَ بُركانـاً من اللهـبِ

وما ارتَعفْـنا وقـد فاضتْ مواجعُنا
وأشعـلتـها بنا دوّامةُ الغضـبِ

إلا رقيـنا برقيا فـارسٍ هتفـتْ
فيه الحميِّا بما جادت من الخطـبِ

على المنـابرِ لا خوفٌ ولا خجـلٌ
ولا حياءٌ من الأخـلاقِ والأدبِ

فما غَضبـْنا ولا شبَّـت بنا قِيَـمٌ
ألا احتـوتهْا ظلالُ الشكِ والريبِ

وما رفعـنا جِبـاهاً ولا نُريدُ لهـا
جداً بلهوٍ ولا صـدقاً بذي كذبِ

حتى نرانا فتـحنا النـارَ في يبـسٍ
تدينُ فينا افتعالَ العنفِ والشـغبِ

ويستَبيـحُ دمُ الدستورِ منْ دمنـا
على يديْ كلِّ معتوهٍ وكلِ صـبي

وكل من أُغلقـتْ عيناهُ عن أمـلٍ
لمّـا تنكـَّر منسـاقاً وراءَ غـبي

أو ظالمٍ في حمى الدسـتور منتخـب
أو غافلٍ كفـر العلـياء بالسحبِ

ولا يرى في محنةِ الأوطانِ غيرَ هوى
يلقي عليـــه عطايا من أبي لهبِ

وقـدْ تخـدَرَ محقونـاً بلا عضـلِ
وأصبـح الفاعل المجرور بالذَّنَـبِ

وكيف نُرجع تاريخــاً بذي قيـمٍ
لما نرانــــا بمهد الذل لم نتبِ

أو كاليـتامى وما في اليتم متـسعٌ
مثل اتسـاع حدود الهم والتـعبِ

فشــرَّدونا بأوطـانٍ مُـأدلجـةٍ
تنظِّمُ القهرَ من "صنعا" إلى "حلبِ"

وعَلَّقونا وما مرَّت مـراكبـنــا
حتى غدونا عن الأنظــار لم نغبِ

ولاحقـونا بعنـفٍ في مرابعــنا
وفصَّـلوا تُــهَماً على الطـلبِ

وألحقـــونا بأرقامٍ مجـدولـةٍ
شِـبْنا عليها ، ولكن تلك لم تَشِبِ

وهَرَّبـونا إلى التــاريخ مهـزلةً
فيـها تـعالى علينا كل ذي أربِ

من كلِّ قُطرٍ صغيرُ الشـأنِ منتقصاً
وكل " علجٍ " كبيرٍ أعوج الذنبِ

ولا نرى في بـلاد العرب غير دمى
يسيل منها لعـاب الطيش واللعبِ

محقونـة بدم شبّّـَت مسـاربُـهُ
على الضـلال فلم تسمع ولم تجبِ

تجثو عليـنا بلا أطيـاف مرحمـةٍ
وقد غـدونا بلا حسب ولا نسبِ

ولا تنازل عمــا صـار مغنـمة
حتى يشـيد به يوبيـله الذهـبي

وأصبـح الحكم أمـلاكاً مورِّثـةً
وليَّ عهـدٍ من الأرحـام والعصبِ

ولا انفراجــاً ولو مرت بنا نوبٌ
هاجت وماجت وصار الدمُّ للركبِ

إلا تـدخل عزرائيـل منـتـزعاً
تلك النفـوس بلا إذن ولا طـلبِ

أو بادرت طغمـةٌ أخرى بمفسـدةٍ
باسم التـحرر من شعبان في رجبِ

لتسـتبيـحَ دمَ المخلوعِ مشـنقةٌ
أو تسـتعد خطى المخـلوع للهربِ

فما مضَتْ حقبـةٌ إلا وتـتـبعُها
أخرى تغني لإنـجازٍ ومكتَـسَـبِ

وما تشيدُ " ديـمقراطيةٌ " حَقَنَتْ
فيـنا المشـاعرَ بالأوهـامِ والكَذِبِ

ويرجع العهد عهداً مثل سـابقـهِ
ويرجعُ الظـلمُ مسـنوداً بلا سببِ

يا ربُّ فارفقْ فما حال الجياع سوى
بعضَ الكرامـةِ مما جـاء في الكتبِ

كَرَّمتَ فيها بني الإنسانِ فانْـتُزِعَتْ
منه الكرامـة حتى تاه في الشُّـعُبِ

يا رب جاروا ، وما جارت لنا قيـمٌ
قد اسـتـنار بـها تاريخـنا الأدبي

فلا نجومـاً على الآفـاق نبـصرها
نحن الموات بليــل طال في الحقبِ

أو كي نـمرَّ إلى ما كان من أمـلٍ
في النور يحيا وهذا الليــل لم يغبِ

ما دام فينا دمى شـبَّتْ نواجـذُها
على الدماء تسـمى : الحاكم العربي

28 تشرين الثاني 2008م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل