الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقليم الجنوب و -مجلس بني أمية-!!

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2009 / 1 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قربنا من انتخابات مجالس المحافظات ـ التي لن تجرى في كل العراق ـ و ها نحن نشاهد أحزابا دكتاتورية تعد "تمثيليات" لخداع الشعب في مناطق هيمن عليها العقل القومي الفاسد و التقسيمي، و بالإضافة إلى المنطق "القومجي" المنافق الذي يذم القومية العربية وحدها ـ و كأن العنصرية حلال لجهة محرمة على جهة أخرى ـ نجد أن هناك حزبا يتشدق باسم آل البيت و الحسين و شهادته (ع) و يتاجر بالمناسبات الدينية، بينما هو من جهة أخرى يمارس السياسة و الإدارة بمنطق "بني أمية" و يعد الآن لانتقال الزعامة عبر "الوراثة" بنفس النهج الأموي الدكتاتوري و الذي نعاني من آفاته إلى الآن.
أصيب زعيم هذا الحزب بمرض لا أمل في شفائه، و هو الآن يعد "صبيا" نزقا لتولي الرئاسة و كأن هذا الحزب لا يملك شخصيات أو خبرات و دون أي ممارسة ديمقراطية، و طوال سني حكم البعث كان هذا الحزب "المجلس" يردد نداءات الثورة إلى الشعب المنكوب، بينما كان قياديوه يقبعون في قم و طهران في الطعام الدسم و الخضراء و الوجه الحسن، و الآن و بعد سنين من معانات الشعب العراقي من فقدان الأمن و هيمنة المنطق الطائفي القومي، يحاول هذا (التاجر المعمم) أن يروج لإقليم الجنوب في محاولة منه لإلهاء المواطن عن حقوقه كإنسان بالشعارات الطائفية و تحويل اسم الحسين إلى "مخدر" لا يختلف عن تلك المخدرات الأموية التي جلبت للعراق و المنطقة الفقر و الدمار.
و ما يثير الألم و الضحك في آن واحد هو أن هذا المجلس يضم بين صفوفه شهادات دكتوراه و خبراء، و لكن كل هذه الشهادات و العقول الجبارة لا قيمة لها في ظل الطفل الذي عمموه و حضروه للزعامة، إن السقوط الأخلاقي حينما يهيمن على تنظيم سياسي أو جهة من الجهات السياسية، يكون له تداعيات خطيرة، فإقليم الجنوب الذي يطمحون إليه ليس هدفه "حماية الشيعة" كما يزعمون، بل خلق إقليم فاسد يهيمن عليه الأمويون الوراثيون تحت شعارات آل البيت و تقديم فروض "الطاعة" باسم و تحت شعار "الحرية" و "الولاء" و "هيهات منا الذلة" لصالح بني أمــــــــية الجدد، لقد صنع بنو أمـــــــية "إســــــلامــا" يناسب مقاساتهم و حبهم لتوريث الــزعامة و الرئاسة، و الآن يصنع آل الحكيم "تـــــــشـيعا" يناسب حبهم للوراثة و طموحهم للهيمنة و السلطة محاطة "بقداسة" مستغلين انشغال المواطن العراقي في محافظات الجنوب بالمشاكل و المعانات و افتقاره إلى الخدمات.
و لولا أن الإمام السيستاني قطع عليهم الطرق عبر فتواه الصريحة و الواضحة "بعدم جواز استغلال اسم المرجعية للترويج للانتخابات القادمة، لكانوا خدعوا آلاف المواطنين المحبين للتدين و للحسين و المراقد المقدسة، كانت تلك خطوة ممتازة في بناء دولة الحرية، و الخطوة الثانية كانت عندما منعت المرجعية الشيعية استخدام صور السياسيين و حتى المراجع في مراسيم عاشوراء لكي لا يصبح الدين سلعة يساوم عليها تجار السياسة، كل هذا واضح و لكن يبقى السؤال: هل ينتهي المجلس الإسلامي الأعلى إلى الديمقراطية و الانتخاب الحر؟ أم أن الكلمة الفصل ستكون لصالح "الوراثة الأموية"!! الجواب نتركه للمستقبل.

Website: http://www.sohel-writer.i8.com

Email: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولكى لاننسى ايضا
قاسم الدرويش ( 2009 / 1 / 15 - 21:52 )
عندما كان الامين العام للامم المتحدة الذى اسمه ديكويلار وهو من بيرو على ما اذكر عرض على هذا المجلس اقامة ملاذ امن فى الجنوب وبموجب القرارات الدوليه التى كبلت العراق من جراء حماقات الطاغيه الارعن صدام رفض السيد وبامر السيد الا خر وتحت اشراف الجنرال هادى العامرى {والذى يتكلم مكسر }ولاادرى البو عامر لماذا لم يحتجوا
انها مهازل يا استاذ سهيل ونفسها جرت على العراق ابان حكم الشهيد عبد الكريم قاسم واغتيلت الثورة وصفى الاحرار ودفع البلد ثمنا لم يدفعه اى شعب بالتاريخ السابق واللاحق ولله المشتكى ومن الحكومة المرتجى
وشكرا استاذ سهيل


2 - أنت واهم ياأخي
حسين محيي الدين ( 2009 / 1 / 15 - 21:54 )
مرجعية النجف وخصوصا علي السيستاني قلبا وقالبا مع المجلس الاعلى هذا ماتؤكدة لي مصادري الخاصة وهي قريبة من نجل السيستاني محمد رضا وكذالك علي ابن بشير النجفي الافغاني وسعيد الحكيم كيف يكونوا ضد المجلس اوعلى الحياد وهم حصلوا على ماحصلوا علية من خلال المجلس أواكد لكم أن اي فصيل عراقي وطني يرغب في قيادة المجتمع نحو التغير سوف يحللون اكلة مثلما حللوا اكل الرفاق من قبل لاتطمئن لكلام الافاعي


3 - العراق الحر
محمود غازي ( 2009 / 1 / 16 - 08:46 )
نؤيد فيما ذهب اليه الاستاذ سهيل وهي حقيقة قائمة وحسب المقولة(انكتستطيع ان تخدع كل الناس بعض الوقت او كل الناس بعض الوقت ولكنلن تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت) فصدق القائل ياستاذ سهيل وصدقت ايضا في كلماتك الرائعة , فمثل هؤلاء خدعوا الشعب ولكن لن تنطلي الحيلة في ظل وجود الشخصيات الليبرالية والديمقراطية التي تسعى الى اثبات الوطنية الحقة وترسيخ الاسس الديمقراطية التي سيبنى عليها العراق الجديد بعد اسقاط صنم الطاغية وبعد تحرير العراق , تحية لك ومن امثالك الكثيرون الذين سيزيلون عن الوجوه القبيحة اقنعتهم لتنكشف الوجوه الحقيقية للشعب العراقي0

اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا