الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استجواب انغير بوبكر مع جريدة المشعل المغربية عدد 197 من 15 الى 21 يناير 2009

انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان

2009 / 1 / 16
القضية الفلسطينية


استجواب انغير بوبكر مع جريدة المشعل المغربية عدد 197 من 15 الى 21 يناير 2009
 ما هو موقف الحركة الأمازيغية بتعدد اتجاهاتها من القضية الفلسطينية؟
 بداية لابد أن اعبر عن موقفي المتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملة إبادة جماعية وجريمة العدوان المنافية لكل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والتي هي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي بقي مكتوف الأيدي أمام ذبح الأطفال والنساء العزل لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا وترعرعوا في منطقة سياسية ملتهبة.أما بخصوص موقف الحركة الامازيغية بتعدد اتجاهاتها من القضية الفلسطينية فيمكن تقسيم اتجاهاتها إلى ثلاث توجهات:
التوجه الأول يرى أن القضية الفلسطينية قضية تهم الفلسطينيين والعرب والمسلمين ولا تهم الامازيغ لا من قريب ولا من بعيد وان القضايا الوطنية الصرفة هي ما تهمه ، بل يذهب البعض من هذا الاتجاه إلى اعتبار القضية الفلسطينية قضية مصطنعة الهدف منها هو تلهية الشعوب وصرف نظرها عن القضايا الداخلية المتعلقة بالديمقراطية الداخلية وحقوق الإنسان ، ويستند رأي هذا الاتجاه أساسا على ردود أفعال من ممارسات بعض الأنظمة العربية من الحقوق الامازيغية بصفة خاصة ومن الأقليات الاثنية بصفة عامة ،
هذا الاتجاه يمكن تسميته بالاتجاه القومي العلماني الامازيغي والذي لا يحظى في نظري بتواجد شعبي كبير إنما تتقاسم توجهاته وأفكاره نخبة عالمة متمدنة هاجرت إلى المدن المغربية منذ مدد طويلة أو هاجرت إلى المهجر في أزمنة تاريخية متقدمة، لكن الاتجاه العلماني القومي في اعتقادي المتواضع يعيش تناقض خطير يتمثل في معادة القومية العربية والتبشير في نفس الوقت بقومية امازيغية بديلة.
التوجه الثاني هو التوجه المدافع عن جميع قضايا الشعوب المستعمرة والمناضلة من اجل تحررها بما فيها الشعب الفلسطيني إلا انه يعتبر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي صراعا سياسيا وليس ديني ، أي أن الحل للقضية الفلسطينية لا يمكن أن يكون إلا بتعايش دولتين الفلسطينية والإسرائيلية وان الحل إنساني علماني وينبذ العنف من جميع الأطراف ويتبنى المرجعية الحقوقية الدولية لحقوق الإنسان في التعامل مع القضية الفلسطينية ، إلا أن هذا التوجه يعيش مأزقين أساسيين في نظري .
المأزق الأول هو أن القوى اليسارية والعلمانية عالميا وفلسطينيا ضعيفة جدا مما يجعل موقفه ضعيف التواجد والقبول في أوساط الامازيغ وهو كذلك اتجاه نخبوي ومحدود التواجد الشعبي
المأزق الثاني هو ان الجرائم الإسرائيلية والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني صعبت على هذا التوجه التعبير عن رأيه وجعلت أي دعوة للسلام والتعايش والحوار بين الأطراف المتصارعة من قبيل العبث أو مساواة الجلاد بالضحية مما يجعله يتوارى عن التعبير عن موقفه ويمكن أن نسميه بالاتجاه الامازيغي العلماني الإنساني التوفيقي .
الاتجاه الأخير داخل الحركة الامازيغية وهو الاتجاه الإسلامي الامازيغي أو بعبارة أدق الاتجاه الديني الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية صراع بين الإسلام واليهودية وان الحقوق الامازيغية رغم مشروعيتها وراهنتيها لكنها أمام القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائلي قضية ثانوية ولاحقة ، ويستند هذا الاتجاه على أن الدين اسبق وأولى من اللغة ، وهذا الاتجاه الامازيغي الإسلامي يتقاسم مع كل الحركات الإسلامية مواقفها المعادية لإسرائيل بل التي تبشر بنهاية إسرائيل ، وحقيقة يمكن اعتبار هذا الاتجاه هو السائد الغالب اليوم على مستوى الشارع الامازيغي العام ، وهو اتجاه يزداد حضوره قوة وشعبية بفعل تضافر عوامل الاحتقان والصراع الدامي بمنطقة الشرق الأوسط . هذه هي في رأي المتواضع أهم الاتجاهات الامازيغي في تعاملها مع القضية الفلسطينية والتي تختلف وجهات نظرها حسب زاوية رؤية كل منها للأمور وحسب مستوى اهتمامها واطلاعها على الملف الفلسطيني.
 تميزت بعض فعاليات الحركة الأمازيغية بدفاعها عن الشعب الإسرائيلي والسعي إلى تقوية الروابط معه، والحالة هذه ما هو موقفها من الحركة الصهيونية؟ ومن المقاومة الفلسطينية؟
 في اعتقادي المتواضع فالحركة الصهيونية باعتبارها حركة عنصرية لا يمكن أن نجد إنسان عاقل يدافع عنها أو يتبنى مواقفها لأنها حركة ضد الإنسانية ومنافية لكل القيم الإنسانية النبيلة التي راكمتها البشرية في نضالها المرير من اجل المساواة والعدالة والحريات الأساسية ، أما عن وجود بعض فعاليات الحركة الامازيغي التي تدافع عن الشعب الإسرائيلي فأنني أرى بأن موقفها يجب احترامه من باب احترام حرية الرأي الآخر في التعبير الحر إلا أن عدائنا للعنصرية الإسرائيلية وحرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني لا يجب أن ينسينا وجود حركة سلام إسرائيلية تناهض العنف والتطرف الإسرائيلي كما لا يجب أن يحجب عنا حقيقة أساسية بأن وضع الشعب الاسرائلي ودولة إسرائيل في سلة واحدة إجحاف كبير لقوى السلام الإسرائيلية وقوى أخرى عربية داخل الكنيست طالما نددت وتندد بالعدوان الاسرائلي على الشعب الفلسطيني ، كما انه في الوقت نفسه لا يمكن أن نجمع الشعب المصري مع قيادته في سلة واحدة فالقيادة المصرية والقيادة الاسرائلية في جهة والشعب المصري والشعوب الأخرى في سلة أخرى .
أما الموقف من المقاومة الفلسطينية فهو موقف واضح حسب الشرعية الدولية التي تكفل لجميع الشعوب المستعمرة حق المقاومة ، لكن بالطرق المشروعة والمدروسة والتي لا تؤدي إلى هلاك شعوبها أو إعطاء الذرائع لأعدائها لإبادة شعوبها ولكن يبقى لكل شعب أن يقرر شكل المقاومة التي تنسجم مع قناعاته وظروفه الميدانية والجيوسياسية ، فالمقاومة أنواع وأشكال من الغاندية السلمية إلى العنيفة والدموية وللشعوب ومناضليها أن يقرروا ما يناسب شعوبهم وليس ما يناسبهم بالضرورة كأفراد .
 ما هو موقف الحركة الأمازيغية من التطبيع مع الدولة العبرية؟
 لا يمكن أن ادعي بأنني امثل الحركة الامازيغية ومواقفها إلا إنني يمكن ا ن أدلي برأي المتواضع في الموضوع والذي يهمني بالدرجة الأولى ويلزمني وحدي فقط ، إذا كان المقصود بالتطبيع هو خلق علاقات طبيعية مع حكام إسرائيل الحاليين فإنني اعتبر ذلك اهانة لكل أحرار العالم ومناضليه ولكل المعذبين في الأرض بلغة فرانز فانون فصناع القرار في إسرائيل اليوم وحوش تنهش اللحوم البشرية وخاصة من الأطفال والنساء ، فكيف يمكن لحركة حقوقية مناضلة تواقة إلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كالحركة الامازيغية أن تطبع علاقاتها مع دولة عنصرية نازية وفاشية في نفس الوقت وما الاستفادة من ذلك ؟ إن التطبيع إذا كان معناه تقوية أواصر التعايش والسلام بين الشعب المغربي والشعب الإسرائيلي وقواه التحررية المناهضة للعنف والتطرف الديني لبناء عالم جديد مبني على التعاون والتضامن الإنساني فمرحبا به أما إذا كان التطبيع هو تبييض جرائم إسرائيل وتسويق صورتها دوليا فذلك أمر مرفوض ومدان ولا ينسجم مع ابسط الكرامة الإنسانية.
 ما هو رأي الحركة الأمازيغية مما يجري حاليا في غزة؟
 ما يجري اليوم في غزة جريمة إبادة الشعب الفلسطيني ، وهي جريمة يجب أن يساءل عنها قادة إسرائيل في المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمو حرب ، بغض النظر عن موقفنا من حركة حماس أو غيرها فقتل شعب أكمل بجريرة ممارسة خاطئة من هنا وهناك لا يمكن اعتباره عذرا يصوغ إبادة شعب بأكمله ، وان معظم الفاعلين الامازيغ لا يمكن إلا أن يدينوا الجرائم الاسرائلية في غزة باعتبار مرجعيتهم الحقوقية وتاريخهم النضالي الذي لا يمكن ان يسمح لهم بمناصرة عدوان اسرائيلي لا يمكن تبريره على شعب اعزل
كما ان الحركة الامازيغية حركة معروفة بمناصرتها لكل قضايا الشعوب المستضعفة لانها في نهاية المطاف تعبير اجتماعي وسياسي عن اضطهاد ثقافي وسياسي فلا يمكنها بهذا المنطق وانسجاما مع ايمانها بحقوق الانسان الا ان تناصر الشعب الفلسطيني من منطلق انساني حقوقي وليس من منطلق عرقي او قومي.
 هناك من يعتقدون أن الصهاينة يحاولون تغيير موقف الشعب المغربي من القضية الفلسطينية، علما أن فكرة "القضية الفلسطينية" قضية وطنية انطلقت من المغرب، كيف تردون على هذا الرأي؟
 من يحاول تغيير موقف الشعب المغربي من القضية الفلسطينية هو في الحقيقة بالإضافة الى الصهاينة هو النظام الرسمي العربي والاقتتال الداخلي الفلسطيني ، اذ ان الشعب المغربي استاء من ممارسات النظام الرسمي العربي الذي طالما تبجح في العقود السالفة بالقضية الفلسطينية ، بل قمع المعارضة السياسية الداخلية تحت ذريعة واهية وهي الدفاع عن فلسطين الا ان الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة كشفت عن مستور الانظمة العربية التي لا يهمها في الاخير سوى الحفاظ على مصالحها وكراسي حكامها ، فمن يملك سلاح النفط الانظمة العربية ام الحركة الامازيغية ؟ من يستقبل السفراء الاسرائليين وقادة اسرائيل الحكومات العربية ام الحركة الامازيغية ؟ ان من يتهم الحركة الامازيغية بمحاولة زعزعة التضامن الانساني الشعبي المغربي هي الانظمة العربية التي باعت الشعب الفلسطيني مقابل استمرارها في دفة الحكم ، كما ان الاقتتال الفلسطيني الداخلي ساهم في نفور الشعب المغربي عن القضية الفلسطينية باعتبار انه يرى بأن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية الذي يعتقل ويقتل الشعب الفلسطيني في غزة والعكس صحيح ممارسة افقدت النضال الفلسطيني بعضا من بريقه. فالحركة الامازيغية في نهاية المطاف حركة حقوقية انسانية لا يمكن ان تؤيد اغتيال القضية الفلسطينية كقضية تحررية عادلة ،ولا تملك ذلك حقيقة بل ما يمكن ان يخشى منهم الفلسطينيون هو الصراع الداخلي وخيانات النظام الرسمي العربي ، فيجب تسمية الامور بمسمياتها ولا يجب اصابة الاهداف الخاطئة ولا صرف الشعوب عن الاسباب الحقيقية للنكسات المتتالية وتحميلها الى اطراف اخرى , فلا يجب ان نعيب زماننا والعيب فينا وما للزمان عيب سوانا كما قال الشاعر.

انغير بوبكر
ناشط حقوقي امازيغي
طالب بالسلك العالي بالمدرسة الوطنية للإدارة الرباط
[email protected]
061093037










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية بفرنسا.. ما مصير التحالف الرئاسي؟


.. بسبب عنف العصابات في بلادهم.. الهايتيون في ميامي الأمريكية ف




.. إدمان المخدرات.. لماذا تنتشر هذه الظاهرة بين الشباب، وكيف ال


.. أسباب غير متوقعة لفقدان الذاكرة والخرف والشيخوخة| #برنامج_ال




.. لإنقاذه من -الورطة-.. أسرة بايدن تحمل مستشاري الرئيس مسؤولية